قصه ل دعاء عبد الرحمن
المحتويات
من أمره ولكنه توقف أمام ذلك المشهد عمرو واقفا فى توتروإلهام تقف خلفه مقتربة منه بشدة وقف جامدا ينظر إليهما ولكنها كانت فرصة سانحة وجدها عمرو للهروب بدون عواقب كما كان يفكر قبل دخول صلاح عليهما تنحنح وهو يتحرك فى اتجاه صلاح ووقف بجواره قائلا
طب استأذن انا علشان عندى شغل كتير
بمجرد أن خرج عمرو حتى قامت عاصفة إلهام الرعدية وظلت ترعد وتؤنب صلاح على دخوله بغير أذن وبغير ميعاد وضع صلاح الملف الذى كان يحتاج إلى توقيعها أمامها على المكتب وانصرف على الفور وتركها وسط حممها المتصاعدة وعاد لعمله .
متبصليش كده .. أنا والله ما عملت حاجة
رفع صلاح عينيه إليه قائلا
معملتش اه .. لكن سكت .. و اللى يسكت على الغلط يبقى مشارك فيه ومينفعش بعد كده انه يلوم اللى هيطمع فيه بعد كده نتيجة سكوته وزى ما بيقولوا السكوت علامة الرضا
أنا مكنتش ساكت.. أنا كنت بدور على طريقة مناسبة أهرب بيها من الموقف
الحكاية مش محتاجه تفكير يا عمرو.. أنت پتخاف على شغلك ومستقبلك أكتر ما پتخاف على أى حاجة تانية ... وأنا حذرتك كتير ونبهتك كتير بس أنت شكلك مش هتتعلم ببلاش ..اللى بيسيب الباب موارب يابنى مايزعلش لما يدخله منه شړ بعد كده
نظر إليها بضيق وقطب جبينه وقال منفعلا
مش عارفة فى أيه .. أنت فاكرة نفسك بتنشدى فى الصحرا لوحدك ..صوتك واصل بره عندنا يا هانم
أصفر وجهها وشحب واتسعت عيناها وهى تضع يديها على وجهها ثم قالت بأحراج
والله ما كنت واخده بإلى ..
ثم نظرت له معتذرة وقالت
أنا آسفه يا حبيبى.. بالله عليك متزعلش مني
هدأ قليلا وهو عاقدا ذراعيه خلف ظهره وقال معاتبا
أبقى خدى بالك بعد كده ..
ثم مد يده ومسح وجنتها بظهر أنامله وقال بحب
ما انت عارفه انا بغير عليكى ازاى يا حبيبتى.. صوتك محبش راجل غيرى يسمعه
عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت مداعبة له
ده انت أرهابى بقى
أمسك وجهها بين كفيه واحتواها بعينيه ..ثم قال
لو ده الأرهاب فأنا أرهابى أصيل...
ثم قبل جبهتها وقال مردفا
ولابس حزام ناسف كمان
أبتسمت فى سكون وهى تمسك بيديه التى تحيط بوجهها فقال
أخبار رجلك ايه
نظرت له بدهشة وقالت
كويسة الحمد لله بتسأل ليه
مط شفتيه وقال
انا بقول نعمل الفرح والډخلة بقى علشان نكمل التمارين فى بيتنا براحتنا.. الواحد يا شيخة مش حاسس انه بيشتغل بضمير فى العلاج
أزاحت يديه ووضعت يديها حول خصرها قائلة
كل ده وضميرك لسه مستريحش
أبتسم وهو يرمقها بنظراته المتفحصة
كل ده أيه .. ده انا حاسس انى مقصر.. يرضيكى يعنى ضميرى يعذبنى
قالت وهى تعيد النقاب على وجهها مرة أخرى
مقصر ..لاء خاليك مقصر الله يخليك
أفلتت من يده وعادت إلى النساء مرة أخرى أكثر أشراقا وجاذبية فهكذا هى الزهرة كلما لاقت حبا واهتماما وعناية كلما زادت إشراقا وتألقا وتفتحا وعبيرا تفيض على من حولها بشذاها.
أنتهى حفل عقد القران واستأذن بلال والد عبير أن يخرجا سويا وخرج معها من منزلها أصابعهما متشابكة كما كان يحلم دائما وهى تقول
بلال أنا مكسوفة امشى فى شارعنا واحنا ماسكين أيد بعض كده
قال مشاكسا
ليه يا حبيبتى هو انت صاحبتى ده انت مراتى
دفعت عزة عمرو بعيدا عنها بهدوء وقالت بارتباك
أيه يا عمرو ده.. مينفعش كده على فكرة
نظر إليها بضيق وقال متبرما
أيه يا عزة أنا جوزك دلوقتى
تلعثمت وهى تقول بخجل
يا عمرو دى أول مرة نقعد فيها مع بعض بعد كتب الكتاب .. أرجوك تراعى الحكاية دى
أسند مرفقيه على مائدة الطعام أمامه وقال معتذرا
حاضر هراعى.. بس انت كمان راعى انى بحبك وانى شاب زى كل الشباب وطول عمرى بشوف بنات وشباب وعلاقتهم مفتوحة كأنها مراته .. ورغم كده عمرى ما عملت زيهم عارفه ليه ..
وقبل أن تجيب قال
علشان بحبك وعمرى ما حبيت أنى ارتبط بواحدة غيرك.. لا فى حلال ولا فى حرام مينفعش بقى تيجى بعد كل ده وتقوليلى مينفعش يا عمرو
كادت عزة أن تبكى وهى تشعر بضغطه عليها بكلماته واستعجاله للأمور بهذا الألحاح المتواصل ومحاولاته المستمرة ولكنها لن ترضخ له فى أى حال من الأحوال فالعقد له حدودا يجب أن لا يتخطاها أبدا
سار بلال بجوار عبير بمحاذاة كورنيش النيل متعانقة أيديهما متشابكة أصابعهما نظر لها ليرى بعض علامات الضيق والأضطراب
متابعة القراءة