قصه ل دعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز


انه هيتكتب رمل
أومأ الرجل برأسه ساخرا وقال 
شاطر
ثم صړخ فى الموجودين جميعا ...هاتووا
وقف بلال يسد باب غرفة نومه بعد أن هتف بزوجته آمرا بارتداء ملابسها فورا وبأقصى سرعة أرتدت عبير ملابسها وهى تصرخ به 
مش معقول هيدخلوا عليا الأوضه وانا كده
صړخ بها 
ألبسى بقولك بسرعة
وبسرعة البرق وقبل أن يتكاثر عليه الرجال ويدفعوه بقوة ليدخلوا غرفته كانت قد وضعت نقابها على وجهها ..دفعهم وهو يمر من بينهم ليحميها منهم وهم ينقضون على فراش السرير ليمزقونه بالمطواة ويخرجون ما به ويقلبون الخزانات والملابس التى بداخلها فيمزقونها عنوة أحاطها بذراعيه هى ووالدته وأبناءه من خلفه..لقد كان كل همه أن لا تنكشف زوجته ولا أمه على أحد منهم وعبير تردد بجسد مرتجف وهى متشبثة بظهره 

اللهم اكفيناهم بما شئت وكيف شئت ...
وبعد أن انتهوا تكاثروا عليه مرة أخرى ليأخذوه معهم .. حاولت والدته أن تتشبث به تمنعهم ولكنهم لم يراعوا حرمة ولا امرأة عجوز .. دفعوها بمنتهى العڼف وهم يقذفونها باقذع الألفاظ لتسقط على رأسها مغشيا عليها فى الحال وخرجوا وتركوا البيت فى حالة دمار ..أمرأة مغشيا عليها وأخرى ترتعتش وتنتفض وتنتحب زوجها وحبيبها وأطفال ېصرخون أبيهم ... أما عند عمرو فلم يكن الأمر بأقل منهما شأنا دمارا فى كل مكان وأثاثا مبعثر وممزق فى كل مكان ومحطم وامرأة خلفها زوجها صاړخة باكية جزعة تنادى على زوجها فلا تجد من يرد النداء .
كيف تنام العيون وقد فقدت كل الأحبة فى ليلة واحدة كيف ترتاح القلوب بين الصدور اللآهجة ..ألتف الجميع حول النساء الثكالى فى بيت أم فارس محاولين أن يخففوا عنهم ولكن كيف السبيل لذلك ..دفنت مهرة وجهها فى صدر أم فارس تبكى وهى تستمع لكلام عزة وعبير عن ما حدث معهم هم أيضا فى بيوتهم قبل الفجر كل منهن تبكى دما بعد أن جف نبع دموعهن ..الناظر إليهن لا يعلم من يواسى من ومن يطمئن من ومن يربت على كتف من .. الجميع مكلومين فى أحبائهم كل منهن تحتاج إلى صدر حنون يضمها ويطمئنها على رفيق دربها 
ولقد كانت مهرة هى ملهمتهم فى ذلك عندما ألقت نفسها بين أحضان أم فارس تبكيه وتخفف عنها فى نفس الوقت..كذلك فعلت عبير عندما ألقت نفسها فى حضڼ أم بلال وكذلك فعلت عزة وهى بين ذراعى أم عمرو وكأنهن بهذه الأحضان يتساندون ويشدوا أزر بعضهم البعض فالمفقود واحد .. ألتف حولهن بعض الجارات يستمعون لماساتهم محاولين التخفيف عنهن ومواساتهن ببعض كلمات الصبر ...بينما ذهب الرجال يبحثون عنهم فى كل الأقسام وبنايات أمن الدولة المبعثرة فى كل مكان وفى النهاية عادوا بخفى حنين ..لاشىء ..غير موجودين فى أى مكان بشكل رسمى 
وقف والد عمرو على باب شقة أم فارس من الخارج هو وبعض الرجال وقال پغضب وهو يكاد يمنع نفسه من البكاء بصعوبة هاتفا 
لفينا الاقسام كلها وروحنا كل مبنى بيقولوا عليه بتاع أمن الدولة.. وبرضة مفيش حس ولا خبر عنهم هما التلاتة هيكونوا ودوهم فين يعنى
رد والد عزة بحنق 
للدرجة دى أى حد يتاخد من بيته بسهوله كده ويختفى ومالوش أثر ..أحنا فى مصر ولا فى شيكاغو
تدخل محمود أخو عمرو قائلا 
أنا عارف كل ده ليه علشان اصحابه مربين دقنهم 
أجابه يحيى 
طب وأيه المشكله يعنى
قال محمود 
المشكلة ان أى واحد مربى دقنه يبقى أرهابى وش
هتف مينا أبن العم عامر جارهم قائلا
يا سلام طب ما أحنا عندنا القس مربى دقنه هو الموضوع بالدقن يعنى
تمتم محمود حانقا 
يا عم انتوا مسيحين أحنا بنتكلم على المسلمين دلوقتى
قال عامر بحزن 
يابنى انتوا جرانا من زمان وعمرنا ما شوفنا منكم حاجة وحشه .. فارس وعمرو وصاحبه بلال اللى زى المرهم ده.. يتعمل فيهم كده ليه ..أرهاب أيه وبتاع أيه .. الأرهاب ده مبنشفهوش غير فى الافلام والمسلسلات 
ربت الحاج عبد الله على كتف عامر وهو يقول مؤكدا 
معاك حق والله يا عامر متزعلش من محمود ميقصدش
قال والد عمرو مقاطعا 
طب دلوقتى هنعمل أيه.. هندور فين ولا هنلاقيهم ازاى بس يا ناس
أنتبه يحيى فجأة وقال 
هى مش مرات الأستاذ فارس محامية.. أكيد هى ممكن تعرف تتصرف هى والمحامين اللى فى مكتبه
تقدم والد عمرو بسرعة وطرق باب الشقة المفتوح وهو يقول 
يا ست أم فارس أومال مرات الأستاذ فارس فين ..أكيد هى محامية وهتعرف تتصرف
رفعت عزة رأسها من صدر أم عمرو وقالت بلهفة 
ايوا يا طنط الله يخليكى هى فين يمكن تعرف تلاقيهم
صوب الجميع نظره إليها حتى مهرة رفعت رأسها تنتظر جوابها فقالت وهى تمسح دموعها بكلتا يديها 
مرضتش أتصل بيها وهى لوحدها وابلغها.. أتلهيت فى اللى حصل وخفت اقولها وهى لوحدها يحصلها حاجة ..كلمتها بس وقولتلها تيجى ضرورى ومش عارفة اتاخرت ليه لحد دلوقتى !
أستندت عبير إلى ظهر أريكتها وأغمضت عينيها المتورمتين من البكاء فى حسرة وقد لاحت صورته فى عقلها وومض به قلبها وهى تستمع إليه وهو يقول لها بمرح 
أوعى تاخرى الصلاة مرة تانية فاهمة ولا افهمك بطريقتى 
وجدت الأبتسامة المټألمة طريقها إلى شفتيها وهى ترى ملامحه المداعبة لها وهى تتذكره وهو يداعب أطفاله بشغف طفولى ويجرى بينهم وهم يحاولون أمساكه ولا يستطيعون فيقفز ليعبر واحدا ويلتف حول الآخر بخفة ويجرى من الطفلان الآخران بسرعة ليدور حول المائدة وهم يدورون خلفه ويسقطون من فرط ضحكاتهم المجلجلة قبل أن ينجحوا فى الأمساك به أخيرا فيتكاثروا عليه ويتصنع هو السقوط فيتكالبون فوقه وهو ېصرخ بمرح مستنجدا بها أن تنقذه من بين براثنهم .
فرت دمعة من عينيها واعتصر قلبها من الألم ..دخلت دنيا شارعهم وهى ترتدى نظارة سوداء تخفى بها عينيها وجزء كبير من وجهها ومرت بين نظرات الناس حولها المشفقة عليها ومما حدث لزوجها فجرا .. صعدت الدرج فى اضطراب وهى ترى الرجال مجتمعين أعلى الدرج أمام شقة زوجها.. تنحوا جانبا عندما رأوها وهم يقولون 
قلبنا معاكى يا بنتى
عبرت من بينهم ودخلت الشقة لترى هذا الجمع الغفير من النساء وترى مهرة بين ذراعى أم فارس وعيناها تكاد تختفى من كثرة البكاء ودموعها التى لا تجف ..كان الوضع أشبه بمأتم أجتمعت فيه النساء فقالت فى تلعثم 
خير فى ايه يا طنط ايه اللى حصل
نظر لها الجميع بإشفاق حتى مهرة نظرت لها برحمة وشفقة وهى تتوقع رد الفعل بعد علمها بما حدث ..وقفت أم فارس واقتربت منها وهى تبكى وقالت 
فارس خدوه يا دنيا.. دخلوا علينا قبل الفجر وخدوه من وسطينا 
قالت باضطراب وهى متوترة 
هما مين دول
نظر لها الجميع بدهشة كبيرة فرد فعلها لا يتواكب مع ما تسمع من والدته بينما قالت أم فارس 
بيقولوا أمن الدولة يابنتى.. ومش هو وبس لا كمان خدوا عمرو وبلال معاه 
كان لابد
 

تم نسخ الرابط