قصه ل دعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز


هتنزل دلوقتى وهتاخدها معاك من الكوافير وتروحوا على القاعة .. وانا هبقى احصلكوا ..وبعدين كده ولا كده قاعة الرجالة مفصولة عن قاعة الستات يعنى محدش هياخد باله انى هتأخر
أنتزعت أم فارس الهاتف من يده وهى تنظر له بحدة وقالت ل عمرو
فارس نازلك يا عمرو دلوقتى
أغلقت الهاتف ونظرت إليه بصرامة وقالت
يالا روح خد عروستك من الكوافير.. وانا هقعد معاها لحد ما تتحسن

زفر فارس بضيق وهو يشعر أن حفل زفافه تحول إلى جبل على صدره يريد التخلص منه لاحظ بلال الحيرة فى عينيه ونفس الشىء الغامض الذى استشعره سابقا وهو لا يريده أن يدخل للكشف عليها فتدخل لحل المشكلة قائلا
بص يا فارس السخونية دى حاجة عادية.. بتيجى وتروح ومتقلقش هى هتاخد الحقنة وهتبقى زى الحصان
عاد يحيى سريعا بالحقنة ودخل غرفة أخته مسرعا كانت أم يحيى واقفة تستمع للحوار بجوار باب غرفة ابنتها وقد حقنتها منذ ثوان حسمت أمرها ورسمت ابتسامة على شفتيها وخرجت مبتسمة وهى تقول
الحمد لله الحرارة نزلت شوية وابتدت تتحسن
ألتفت بلال إليها دون النظر لها مباشرة وقد استشعر خدعتها فهو كطبيب يعلم أن الحرارة تحتاج لوقت أكبر من هذا لتعود لطبيعتها.
أنهالت المكالمات على هاتف فارس وبلال واحتالت أم يحيى كثيرا عليهم حتى لا يتأخروا أكثر من هذا على زفافهم بسبب مرض ابنتها فهم لا ذنب لهم فيما يحدث لها
وبعد مداولات كثيرة استقل فارس السيارة ويكاد يكون فى عالم آخر يأكله القلق والتوتر والأضطراب وتكاد ان تفتك به أناتها التى كانت تخرج منها عالية فتصل إلى أذنيه وتنهش صدره عن بعد وهو ينظر خلفه يكاد أن يراها من خلف الأبواب المغلقة والجدران والسيارة تبتعد به وتفصله عن عالمه الذى طالما أحبه .
خرجت كل منهما إلى زوجها وتأبطت ذراعه إلى السيارة وانطلق الجميع وسط الزغاريد وأصوات أبواق السيارات حتى وصلوا إلى قاعة الأفراح.
كانت قاعة الرجال فى الطابق الأرضى كالعادة بينما قاعة النساء فى الطابق الأول صعدت النساء للأعلى بينما دلف الرجال إلى القاعة الارضية مرت عزة بين صفى الدفوف بينما مرت دنيا بين صفى المشاعل كانت استقبإليه حافلة بين ضړب الدف والإنشاد وبين أنوار المشاعل الملونة جلست كل منهما فى مقعدها المخصص لها والمزين بالتل والورود والقلوب الحمراء وبدات الفرقة فى أداء فقراتها المدربة عليها ولكن كل هذا لم يعجب دنيا وكانت تشاهد ما يحدث بملل وكأنهم نساء من كوكب آخر وتنظر إلى عزة بدهشة وتتعجب كيف يبدو عليها السعادة والبهجه بل وتشاركهم الرقص على ضړب الدف هل هذه حفلة زفاف !
أما فى الأسفل عند الرجال وقف عمرو يتضاحك مع أصدقائه ومحبيه ويتبادلون النكات ووقف فارس بجوراه يصافح المهنئين له ويبتسم لهم ولكن عقله كان فى مكان آخر فيتجه إلى ركن ما فى القاعة ويخرج هاتفه ويتصل على هاتف منزلها فيجيبه يحيى و يطمئنه ببعض الكلمات المطمئنة التى لقنته أياها والدته .
ترك عمرو أصدقائه واتجه إلى ركن هادىء بالقاعة واتصل على والدته وقال وهو يتلفت حوله 
بقولك ايه يا ست الكل.. مش كفاية كده بقالنا ساعتين مش هنروح بقى ولا أيه
ضحكت والدته ثم قالت 
طيب خلاص ربع ساعة كده وننزل
أنهى عمرو الأتصال ووقف يفرك كفيه ما بين توتر و عجلة وحانت منه التفاته إلى فارس الذى يقف شاردا يضغط أزرار هاتفه فى انفعال ما بين الحين والآخر فاتجه إليه ووضع ذراعه على كتفه وقال مداعبا 
أنت كمان مستعجل ولا أيه
رسم فارس أبتسامة على شفتيه ولم يجيبه فقال عمرو 
مالك يا فارس شكلك مش طبيعى خالص من ساعة ما وصلنا
فارس
مفيش يا عمرو.. مفيش
أنتهى حفل الزفاف واستقل عمرو سيارة بجوار عزة فى طريقهما لعش الزوجية بينما لاحظت أم فارس قلقه وعدم رغبته فى السفر فاقتربت منه وربطت على كتفه وقالت وكانها ترى ما يدور بعقله
يابنى اطمن هى خلاص بقت كويسه يلا توكل انت على الله وخد عروستك وسافر
أنحنت دنيا وهى داخل السيارة وأطلت برأسها من زجاجها وقالت بانفعال
انا هفضل ملطوعة كده كتير
أضطر فارس إلى استقلال السيارة تحت الألحاح الشديد من والدته وبلال وكلمات دنيا اللآذعة وانطلق بها إلى الأسكندرية
ظلت طوال الطريق تؤنبه وتوبخه على تأخره عليها فى الكوافير وفى السيارة أمام القاعة ولكنه لم يرد كاد أن يستشيط ڠضبا وهو يحاول أرضائها ويقدم أعذاره ولكنها لم تقبل بل وازدادت حدة كلماتها القاسېة التى تتهمه فيها بالاهمال والتقصير والبداية الغير المبشرة بحياة سعيدة وفجأة صمتت وبكت بقوة واڼهيار.
فتحت والدة عزة باب الشقة ودلفت وهى تطلق الزغاريد المتواصلة وتبعتها عبير وعزة وعمرو قبلت عبير أختها وعانقتها وهى تتمنى لهما حياة سعيدة وأيام مباركة وانصرفت بسرعة كما أمرها بلال من قبل بينما ظلت والدة عزة تطلق الزغاريد المتواصلة حتى مال عمرو على عزة وقال هامسا
هو النهاردة الزغاريد وبكره الفرح ولا أيه !
ابتسمت عزة خجلا ولم تجيبه وإنما تمنت أن تبقى والدتها ولا تنصرف أبدا من كثرة خۏفها من عمرو الذى كان يتوعدها بهذه الليلة مرارا وتكرارا وهو يداعبها بكلماته عبر الهاتف
صعدت والدة عمرو وجذبت أم عزة من يدها وقالت بمرح
يالا بقى أحنا هنبات هنا ولا ايه
فرت دمعتين من عينيى والدة عزة وهى ټحتضنها وتقبلها بينما لمعت عينيى عزة بالدموع وهى تودع والدتها على الباب بينما أسرع عمرو وأغلق الباب خلف الجميع وهو يزفر بارتياح قائلا
الحمد لله .. أخيرا ..أيه رايك نقفل بالمفتاح والترباس لحسن يرجعوا تانى !!
أطرقت عزة برأسها ولم تجيبه وشعرت أن الدنيا تميد بها وتكاد أن يغشى عليها لاحظ عمرو العلامات الجلية على وجهها وشحوبه خوفا فقال بلامبالاة 
يلا بقى انا ھموت من الجوع أدخلى غيرى واطلعى بسرعة قبل ما اخلص العشا لوحدى
لم تصدق نفسها هرولت للداخل أغلقت الباب عليها وبدلت ملابسها سريعا بعد أن تعثرت قليلا وهى ترتديها وتتمتم بصوت خفيض
بتتلبس ازاى دى !
بعد قليل خرجت إليه وجدته يأكل بنهم شديد فنظرت إليه باستغراب وقد تناست خۏفها قليلا وهى تسمعه يقول لها دون أن ينظر إليها
الأكله دى خلتنى عامل زى اللى واخدين بنج .. شكلى كده هكسف أهلى وانام على روحى
أبتسمت وقد تلاشى أى شعور داخلها بالخۏف وجلست على مقعدها تتناول بعض الطعام وتصنعت أن الأمر لا يعنيها وهى تقول
كل وادخل خد دش علشان تسترخى ونام.. وأنا هابقى اصحيك الفجر علشان نصلى سوا على فكرة شكلك مرهق أوى أوى
نظر إليها بطرف عينيه وهو يلعق أصبعه من بقايا الطعام وقال 
أسكتى يا بت انت وكلى عيش فى البيت ده وانت ساكته احسنلك
أنهى طعامه ودلف إلى الحمام أغتسل وخرج ليجدها قد استغرقت فى نوم عميق على الأريكة أمام التلفاز
حاول أيقاظها ولكنها لم تستجب حاول مرارا ولكنها تعمدت الأستغراق أكثر فى النوم فاتجه إلى الثلاجة وأخرج زجاجة عصير واتجه إليها ووقف بجوارها وهو يفتح الزجاجة بصوت مرتفع وقال
 

تم نسخ الرابط