الشيطان شاهين الجزئين كامله
المحتويات
حلحقك
أشارت له نور ثم نزلت الدرج مهرولة حتى
وصلت لاسفل العمارة تلهث وضعت يدها
على خصرها و الأخرى على صدرها لتتنفس
بقوة هامسة من بين لهاثها ېخرب بيت
غبائي كان لازم يعني حوار الرياضة
و الجري داه انا نزلت السلم بالعافية أمال
حعمل إيه في الباقي
إلتفتت وراءة فزعة بعد أن سمعت ضحكات
محمد الذي كان يستمع إليها بعد أن وصل
بعدها بثوان
زمت شفتيها بحزن مصطنع زاد ملامحها
البريئة جمالا في عيني محمد الذي كف
عن الضحك قائلا بمزاححتستسلمي من
أولها انا كنت متأكد إنك مش حتقدري
تكملي
توسعت عيناها پصدمة من كلامه قبل أن
لما أحط حاجة في دماغي بوصلها يلا
خلينا نكمل
أشار لها بيده لتسبقه قائلا طيب يلا خلينا
نشوف
تجاوزها راكضا بسرعة خفيفة لتلحقه نور
متسائلة مش حناخذ العربية
أجابها محمد بضحك طب لما نركب
العربية حنجري إزاي يا ناصحة
نور بخجل لا قصدي ناخذها و لما نوصل
النادي نركنها و نكمل جري
محمد بنفيلا انا متعود اجري من البيت
لحد النادي كل صبح و العربية يسيبها
هنا على كل النادي مش بعيد ربع ساعة
جري و نوصل
نور بانفاس لاهثة من الركض ربع ساعة
قليل جدا بصراحة انا لو حكمل دقيقة
ثانية حقع خلينا نرتاح شوية
اوي ثلاثة دقائق جري و عاوزة ترتاحي
دي العمارة اللي إحنا ساكنين فيها لسه
بتبان هناك يلا بلاش كسل
جذبها من يدها يحثها على المشي
لتبدأ نور بالتذمر من جديد حتى وصلا
بعد دقائق إلى النادي الرياضي
دخلا ليجدا العم محروس المسؤول على
تنظيف النادي و الاهتمام به
محمد صباح الخير يا عمر محروس
العم محروس بابتسامة وهو يضع المنشفة
على كتفه صباح الخير يا ابني
نظر بتردد نحو نور و قد بانت على ملامحه
التعجب من وجودها فماذا تفعل فتاة
بهذا الوقت المبكر في نادي رياضي رجالي
سمع محمد يقول دي مراتي يا عم
محروس
ليجيبه الاخر بفرحة اهلا و سهلا يا بنتي
لمؤاخذة اصلي اول مرة اشوفك
نور بابتسامة مماثلة أهلا و سهلا
القى محمد نظرة تفحصية في الارجاء
قائلا كل حاجة
تمام ياعم محروس
مفيش مشاكل
العم بنفيالحمد لله كله زي الفل بس
الكابتن طارق قلي أفكرك عشان إشتراكات
الدفعة الجديدة مش فاكر هما تابعين اي
قسم بس هو قالي إنك عارف
محمد بايجاب تمام يا عم محروس روح
شوف شغلك و إستنى شوية
إلتفت نحو نور متسائلا تحبي تشربي
إيه و إلا نخليها فطار
نور بنفي لا أنا فطرت مش عاوزة حاجة غير
محمد لا إنت اول مرة تشرفيني في النادي
بتاعي يبقى مفيش إعتراض عم محروس
لو سمحت خلي هادي يبعثلنا أحلى فطار
من الكافتيريا و متنساش كباية الشاي
محروس بإيجاب حاضر يا إبني
غادر الرجل ليكمل محمد طريقه نحو
مكتبه و هو يحدث نور التي كانت تسير
لجانبه و هي تتفحص ما
حولها بانبهار
قائلة واو النادي كبير أوي
أجابها محمد و هو يصعد الدرج للأعلى
إنشاء الله يوم الجمعة تبقي تشوفيه
بالتفصيل و أكيد حيعجبك و لو عاوزة
تمارسي أي رياضة حبقى اساعدك
نور بنفي لالا مفيش داعي انا أصلا
مش بحب الرياضة من و انا صغيرة
محمد بضحك ما أنا عارف بس قلت
يمكن لما تشوفي النادي من جوا تغيري
رأيك
فتح الباب ليشير لها لتدخل بحركة نبيلة مكملا بلهجة درامية تفضلي ماي برنسس أنرتي مكتبي المتواضع
ضحكت نور و هي تبادله المزاح شكرا ايها
البرنس مش عارفة تتقال إزاي
محمد متقلقيش المعنى وصل و داه المهم
جلست نور على الاريكة و هي تتنهد عندما
تذكرت يوم أمس عندما جاءت إلى هنا باكية
جالت ببصرها في أنحاء المكتب لتنتبه
لأثاثه الرمادي و وجود بعض التحف الأنيقة
التي كانت تزينه إضافة إلى خزانة بلورية
تحتوي على عديد الميداليات و الجوائز
التي تحصل عليها محمد خلال إشتراكه
في عدة مسابقات منذ طفولته
تنهدت بأسف لأنها للتو إكتشفت أنها لا تعلم
عنه شيئا رغم مرور أكثر من عام على
زواجهما
نفت أفكارها ثم هبت من مكانها متجهة
نحو محمد الذي كان يتفحص عدة
أوراق وقفت لجانبه قائلة بحماس
إيه رأيك اساعدك
نظر نحوها محمد بتعجب قبل أن يعيد
نظره نحو الأوراق تساعديني في إيه
نور و هي تهز كتفيها طبعا مش حدرب
الناس التي حتيجي بعد شوية انا اقصد
اساعدك هنا في شغل المكتب مثلا الأوراق
دي
محمد بعدم تصديق بجد عاوزة تساعديني
نور بابتسامة رقيقة طبعا اصلي مش ناوية
اسيبك النهاردة يعني حفطر و حتغدى و يمكن
أتعشى هنا قاعدة على قلبك يعني
محمد طب و كليتك
نور و هي تخفي تضايقها عندما سمعت
كلمة الجامعة فهي تذكرت جميع ماحصل معها
البارحة لا مش حروح الاسبوع داه اصلي
تعبانة من ضغط الدراسة و عاوزة أرتاح
شوية
أمسك محمد بعض الملفات ثم سار ليجلس
على الاريكة رفع رأسه ليجد نور مازالت
واقفة مكانها و تنظر له سألها و هو
يضع يده على الكرسي بجانبه كدعوة للجلوس مش قلتي عاوزة تساعديني و إلا غيرتي
رأيك بعد ماشفتي الملف
هرولت نور لتجلس بجانبه قائلة بعد أن وضعت
هاتفها على الاريكة بجانبها أمامها لا طبعا إنت
فهمني انا حعمل إيه و انا حنفذ
بدأ محمد يشرح لها ما ستفعله ليتضح لنور
أنه عمل بسيط فقط تكتب أسماء المشتركين
بالنادي و بعض بياناتهم على بطاقات إشتراكات صغيرة
بينما إنشغل محمد بالعمل على حاسوبه
بعد دقائق قليلة
رفع محمد عينيه لتتراءى أمامه نور
منكبة على الأوراق كم بدت لطيفة
و هي تحاول بشتى الطرق تثبيت
خصلات شعرها القصيرة التي كانت
تسقط على وجهها في كل مرة
نفخت وجنتيها بتأفف لتقرر أخيرا
وضع القلم من يدها و إنهاء المشكلة
إبتسم محمد وهو يراقبها كيف جمعت
خصلات شعرها لتضعهم على تحت ياقة
السترة ثم عادت من جديد لتركز على
عملها
قطع مراقبته صوت طرقات على الباب
ليدخل بعدها شاب نحيل لم تتعرف عليه
نور يدفع أمامه طاولة صغيرة تحتوى
على الفطور الذي طلبه محمد
الشاب صباح الخير ياكابتن داه
الفطار اللي وصاني عليه عم محروس
إستقام محمد من مكانه متجها نحوه قائلا
صباح إلخير يافتحي تقدر ترجع شغلك
فتحي و هو يومئ برأسه بطاعة تؤمرني
بحاجة ثانية
محمد بنفي لا شكرا
غادر الشاب ليدفع محمد العربة نحو نور
التي كانت تجلس مكانها بصمت
جلس بجانبها ثم لملم الملفات و الأوراق
التي كانت تضعها على ساقيها قائلا
سيبي كل حاجة من إيديكي دلوقتي
و خلينا نفطر
نور بأعتراض لازم أخلص الشغل الأول
بعدين
قاطعها محمد و هو يخطف آخر ورقة من
يدها عنوة قائلا نفطر الأول و بعدين
نكمل شغل يلا و إلا إنت عاوزاني أفطر
لوحدي
إستسلمت نور لإلحاحه ملبية رغبته في
مشاركته الطعام ليمد لها كأسا كبيرة بها
عصير أخضر لم تعرفه عقدت حاحبيها
قائلة إيه داه
محمد بحماس داه عصير ميكس خضار
ذوقيه حيعجبك
جدا
أخذت نور رشفة من الكأس لتبتلعه
بملامح ممتعضة و هي تبعد يد محمد
قائلة باشمئزازأنا آسفة بس طعمه
مقرف بصراحة إنت إزاي بتشربه
محمد و هو يرتشف منه باستمتاع
قائلا إنت الخسرانة داه صحي
أكثر من أي نوع عصير ثاني
نور بمجاراة بالهنا و الشفاء فكرتني
في كاميليا أختي بتحب الاكل الصحي جدا
يتعاقب أولادها بالخضار المسلوقة
أنهت حديثها لټنفجر ضاحكة و هي تتذكر
ذلك اليوم الذي زارتها فيه لتجدها ټتشاجر
مع أولادها و هي تقنعهم بتناول الخضروات
نظرا لفوائدها الصحية
محمد مممم فكرة حلوة اوي
نور و هي تتوقف عن الضحك قصدك
إيه
رفع محمد حاحبيه قائلا العقاپ بالخضار
المسلوقة خاصة للناس اللي پتكره الأكل
الصحي
نور قصدك انا صح
أومأ لها محمد بمعنى نعم مش قلتيلي إنك حتسمعي
كلامي طول الاسبوع اللي جاي و حتعملي
كل اللي انا اطلبه منك
نور بلهجة متوسلة و هي تبتعد عنه قليلا عشان خاطري بلاش دي بكره الخضار بكل أنواعها
محمد غامزا تؤ مش داه قصدي طبعا
قضت نور و محمد بقية اليوم مع بعضهما
و هذا ما أسعده كثيرا حيث
إكتشف عدة جوانب من شخصية نور فهي
تبدو صارمة و قوية من الخارج لكنها داخليا
تعتبر طفلة صغيرة بحاجة للإحتواء و ترميم
چروحها التي تخفيها خلف صرامتها
و تشددها
شعر بأنه لم يخطئ عندما قرر إعطائها فرصة
أخرى لتغير من طباعها معه بينما لم تكن
نور اقل منه سعادة رغم أنها لازالت تحتاج
وقتا طويلا و جهدا كبيرا لتستطيع إذابة
سد الجليد الذي بنته سابقا بينهما لتصبح
علاقتهما طبيعية
ليلا في فيلا عمر
تقف هبة في مدخل الفيلا تنتظر وصول عمر
على أحر من الجمر تفحصت هاتفها للمرة الالف
منتظرة إتصاله بها لكن دون جدوى
تذكرت منذ ساعات عندما أوصلها للمنزل
ثم غادر نحو فيلا والديه رغم معارضتها
و توسلها له ان يتراجع عن قراره لكنه رفض
ذلك رفضا قاطعا
هرولت للخارج عندما لمحت سيارته
تتعدى البوابة لتتوقف في الحديقة
قرب الباب الرئيسي للفيلا وصلت
إليه متفحصة ملامحه المتعبة بقلق
ليفاجأها عمر بارتمائه بين ذراعيها
يحتضنها بشدة
إنهمرت دموعه بصمت و إهتز جسده
رغما عنه لتعلم هبة أنه يبكي فضلت
الصمت مكتفية بتمسيد ظهره بلمساتها
المهدئة التي تمنكنها في كل مرة من
تهدأته و كأنها سحر
إبتعد عنها ليجفف دموعه بكلتا يديه
هاتفا بصوت جامد خال من الضعف و كأنه لك يكن يبكي منذ قليل أنا حكيتلهم على كل حاجة
و مشيت على طول مكنتش عاوز أشوف
ردة فعلهم مقدرتش أشوف نظرات الشفقة
و الحزن في عنيهم
خاصة ماما عشان مهما عملت و مهما أذتني
حتفضل في الاخير أمي و انا مقدرش غير
إني أشوفها صلبة و قوية مقدرتش أشوف
إنكسارها بسببي و إنت ياهبة إنت كمان
مش عاوزك تحسي في يوم من الايام بالنقص
أو الخجل بسببي من حقك تكوني ام و تفرحي
زي اي ست متجوزة هبة انا بحبك اوي بحبك
حتى أكثر من نفسي و إنت عارفة داه كويس
بحبك لدرجة إني مستعد أحررك مني عشان
تحققي حلمك في الامومة انا عارف إني
حعيش بعدك زي المېت بس يمكن داه حيكون
أهون عليا من إني اشوفك پتتعذبي قدامي
فجأة توقف عن
مواصلة حديثه بسبب
صڤعة نزلت على وجنته جعلته يغمض
عينيه بقوة تزامنا مع ضربات أخرى
طالت صدره و كتفيه من هبة التي جن
چنونها و كأن شيطانا تلبسها
صړخت پعنف و هي لاتزال تدفعه و تضربه
بعشوائية بسبب تلك الڼار التي اضرمها في
فؤادها جراء كلامه المهين لها
بكرهكككك بكرهك يا عمر و انا اللي
حقولهالك المرة دي عشان بجاااااد زهقت
تعبت من ضعفك و هروبك في كل مرة تواجهك
مشكلة نفس الكلام في كل مرة
كل لما نرجع من الدكتور انا مستعد
اطلقك ياهبة إنت من حقك تشوفي حياتك
ياهبة
صمتت قليلا بسبب إختناقها بدموعها قبل أن
تواصل حديثها من جديدكل لما تسمع مامتك
او اي حد من ثاني كل اما تشوف طفل
في الشارع معدي كلما
أسهل حاجة تفكر فيها إنك تستغنى
عني طبعا ما إنت عارف و متأكد
إني مش حقدر أسيبك حروح فين يعني
حتى بابا لسه زعلان مني و بيسيب ماما
و إخواتي يقابلوني بالعافية هبة اللي
إنت متأكد إنها بتعشقك أكثر من روحها
مستحيل تسيبك عشان كده عمال تهين
في كرامتي كل شوية مين غير تفكير اناني
مش شايف غير نفسك طب و انا ها
ماأنا كمان بشړ زيك و ليا طاقة إحتمال
يعني حستحمل نظرات الناس و إلا إتهامات
أهلك و إلا كلامك اللي زي السكاكين
طيب خلاص
مسحت دموعها مدعية القوة و هي تنظر
إلى الجهة الأخرى
عاوز تسيبني و تروح إتفضل ما إنت عملتها زمان سبتني و رجعت لقيتني مستنياك
بس المرة
دي
اوعدك إنك مستحيل حتلاقيني حطلق
منك و حتزوج و حجيب أطفال و خليك
إنت قاعد هنا لوحدك بسلبيتك و ضعفك وووو
هبببببببة إخرسيييي
عمر بصړاخ مماثل مقاطع حديثها
لا مش حسكت
متابعة القراءة