من نبض الۏجع عشت غرامي بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
عمران قائلا
البت داي عايزة تخطيط واعر من اللي يجيب من الآخر ويخليها تخرج من البيت ومن البلد بلا راجعة أو نوقعوها في ش ر أعمالها ونسلمها لعزرائيل بيدنا ونخ لص منيها لأننا مش هنعرف نعيش وهي وسطينا
حركت رأسها بتفهم ثم عرضت عليه
البت داي هتتراقب من النهاردة وهحط لها كاميرات صوت وصورة في أوضتها وفي لبسها الخروج كلياته وهشوف لها واحد يراقبها زي ضلها وان ماخليتها ټندم على اليوم اللي فكرت فيه تدم رنا مبقاش المحامية رحمة سلطان المهدي
ضيق عينيه وتسائل بعدم فهم
هتحطي لها كاميرات مراقبة في هدومها كيف يعني ماهي الهدوم هتتغسل
داي كاميرات مراقبة صغيرة جدا مخفية علي شكل مسمار حائط بتشتغل بالواي فاي تصوير و تسجيل فيديو صوت و صورة مراقبة مباشرة عن طريق التليفون عن بعد وضد المياة لمدة ٢٥ يوم واحنا مش محتاجين اكتر من اكده نجيب آخرها فيهم بس محتاجة أظبط وقت احطهم في أكتر هدومها بطريقة مخفية والوقت دي مش هيكون غير وهي رايحة للدكتور هتاخد لها ساعتين وزيادة
نظر إليها پصدمة من معلوماتها
مطلعتيش سهلة يابت أبوي
واسترسل حديثه وهو ينظر لجسدها الضئيل
أما صوح يوضع سره في أضعف خلقه
ضحكت بخفة لذهوله وهتفت وهي تشير على حالها بنبرة اطرائية
الايام
لكزها بخفة على كتفها قائلا باعتراض
إنتي محسساني إننا رايحين نوقع بلد دي حتة بت لاراحت ولا جت هجيبها تحت رجلي وأق طع لها لسانها ورجليها وأخليها عايشة ولا تسوى واريح الكل منيها
اتسعت مقلتيها بذهول
وه وتبقى مچرم ياعمران ! وتواجه بوك إزاي بعد اكده داي مش بعيد يقت لك فيها ياغشيم انت
واستطردت حديثها بإبانة
أخد الحق حرفة وعلشان الحاج سلطان يطردها بيده يبقى لازم يقتنع ومش هيقتنع إلا لما يشوف الزفتة داي ناوية الشړ لبيته ولولده
طب بالنسبة لسكون اللي فوق دلوك عاملة مناحة من اللي بوكي عيمله فيها هطلع احط عيني في عينها كيف وأقول لها ايه
وكماني الحاجة زينب كماني اللي زودتها بفوتتها البيت ومشيانها منيه
لوت شفتيها بسخرية
وه هو أني اللي هعرفك تصالح مرتك كيف ياخوي ! والله عيب عليك ياعمران ! دي إنت بتستعبط يا راجل !
وأكملت وهي تزيحه ناحية الباب
روح انت راضي مرتك وملكش صالح بالحاجة وأني في نص ساعة هجيبها وآجي ومشي دنيتك حكم أني عارفة عقل الستات صغير كد اكده وزمانها بترشف وبتنبر على الجوازة الشينة اللي وقعت فيها والحوارات الفاضية بتاعت الحريم داي
هو إنتي لسانك دي متبري منيكي ياخيتي ! مانتي أدرى بقى بحوارات الحريم مانتي منيهم ياشبر ونص
واسترسل حديثه باستفسار
طب وانتي ضامنة منين إن أمك هترضى تاجي وياكي
أجابته بثقة وهي تشير لحالها بفخر
عيب عليك ياعمران الله في سماه لاهتبات في بيتها النهاردة ومهتفوتهوش تاني واتفرج على رحمة لما تشغل دماغها بس تعمل عمايل تخلي الحديد يلين
رفع حاجبه وهو على نفس ذهوله مرددا قبل أن يغادر المكان
طب لما نشوف يافقيقة طولة لسانك وفشخرتك بحالك داي هيحصل ولا له
حركت رأسها لأعلى بتأكيد
هتشوف ياقلب الفقيقة روح صالح مرتك وأني هروح لها واستني مني تليفون وتاجي تاخدنا علشان الوقت بقي وخري لما نشوف اليوم المزعبب دي هينتهي مېتة
تحرك من أمامها وقال
تمام هستنى تليفونك يابت أبوي
تركها ثم صعد الى الأعلى كي
يرى سكون والتي بالتأكيد تبكي بشده بسبب ما سمعته من أبيه أخذ نفسا عميقا واستعد لمواجهة سكون
دخل الى الشقة وعيناه تدور في المكان تبحث عنه فلم يجدها الا في غرفة النوم وهي تؤدي الصلاة فاندهش لأنها صلت العشاء معه في جماعة
وبعد ان انتهت نظرت إليه وجدته يجلس جانبها عندما رآها أنهت صلاتها جذبها من رأسها وقبلها معتذرا
حقك على قلبي ياسكون حقك على راسي من فوق إنتي ست الناس وبت أصول ومن بيت أصول
ثم نظر أرضا وأكمل
بس دي بوي ومقدرش أقف قدامه ولا أعلى صوتي عليه وهو كان في ساعة ڠضب بسبب إن امي هملته لحاله وفاتت له البيت ومشيت فطلع غله فيا أني وانتي اني عارف ان ملكيش ذنب ومن حقك تزعلي بس حقك علي اني
ثم جذب رأسها مرة أخرى وأكمل
وآدي راسك أبوسها وهاتي يدك كماني
رفعت جفونها الملتمعة بالدموع وبدلت دمعتها بابتسامة جعلت داخله يخفق وأردفت بدعابة أدهشته
قول بقى انك جاي وطمعان انك تكمل وصلة الرقص والفرفشة ياعمراني وعلشان اكده عايز تبوس كل اللي يقابلك
اتسعت مقلتيه بذهول وسألها
وه ! هو انتي مزعلناش من كلام الحاج سلطان وحديته اللي يوج ع
حركت
رأسها برفض واحتضنت وجنتاه بين كفاي يداها
الانسان في ساعة الغ ضب ميعرفش هو بيقول ايه وهو اكيد زعلان عشان الحاجة مش موجودة زي ما انت ما قلت
وكماني هو من ساعة ما حط يده في يد خالي واعتبرني زي بته اني كماني اعتبرته ابوي ومفيش بت بتزعل من ابوها وبتتقبل منيه اي كلام
نظر إليها نظرة طويلة وهو صامت ولكن وجهه يحكى آلاف الحكوى لسانه عاجز عن نطق الشكر والامتنان لهدية ربه له نعم فتلك
كان يشدد من احتضانها وكأنه خائڤ من فقدانها فهي أثمن هدايا القدر له
ثم همس بجانب أذنها
معقولة يكون ربنا بيحبني قووي اكده !
كان أم العمران داعياله في ليالي القدر اللي في عمرها كله بان ربنا يرزقه بيكي ياسكوني
نظرت إليه بعشق وتحدثت
كيف أزعل منيك ياعمران وأني حلمت بيك ليالي ملهاش عدد !
كيف امشي وأهملك وانت الدنيا بحالها وانت نور العين ومن غيرك تبقى حياتي مضلمة !
عمرنا
قصير ليه نقضيه في الزعل والفراق وخصوصي انك مليكش ذنب في اللي حوصل اني واثقة ومتوكدة ان عمران عمره مايهين سكون ابدا ولا ېجرحها اني عشقاك ياعمران والست اللي بتعشق جوزها بصوح لايمكن تقف له على الواحدة
أغمض عيناه وتحدث بانتشاء
يووووه على عمران يابت قلبي منيكي هو انتي ملاك ولا بشړ ولا انتي مش من جنس حوا خالص يابووي لا تطلعي حلم جميييييل وأصحي واعاود لكوابيسي من تاني
أمسكت يداه وقبلتها قبلات متفرقة ومع كل قبلة تردد
له ياعمراني دي حقيقة سكون بتحبك ومتقدرش تستغنى عنيك ولا تقدر تفارق أبدا وهتفضل جارك عمرها المتقدر في الدنيا كلياته
أثبتت له أن عقول النساء ليست متشابهة وأن عشقها له أقوى من أي عاصفة أو رياح
فنصيحتي لكي حواء كوني لآدم ضلع احتواء اصنعي البسمة وقت الحزن أكرميه إن أكرمك ولا تستعلي عليه فالمرأة خلقت من ضلع أعوج ورجلها هو السند
ابتعد عنها برفق وهي تلتقط انفاسها بانتشاء من هجوم العمران عليها ولكن هي امرأة عاشقة بين يدي رجل عاشق متلهف فما عليها سوى الطاعة العمياء
ثم غازلها بعشق
جميلة إنتي يا سكوني وغير كل الستات وكل يوم بتثبتي لي ان اسمك لايق على طبعك يابخت قلب عمران بيكي
ابتسمت لغزله وأردفت بغزل مماثل له
ويابخت قلب سكون بيك ياعمراني اللي لو لفت بلاد الدنيا بشرقها وغربها مهتلاقيش ضفر عمران
أما في منزل والد زينب تحدثت هي ورحمة فيما حدث وعلمت رحمة منها كل شيء
ثم رددت بفطنة
طب عال قووي تسلم يدك على اللي عملتيه فيها وبردتي ن ارك بس هي بردو اكده اللي فازت عليكي يازوبة
اتسعت مقلتيها بذهول وسألتها
انتصرت على مين يابت إنتي بقولك اني كس رت لها ضلعها وخ زقت لها عينيها التنين وخلتها متسواش تبقى انتصرت علي كيف
مطت شفتيها للأمام وأجابتها
كانت المفروض تاجي مجبسة تلاقيكي قاعدة في الجنينة مشغلة الست أم كلثوم وبتشربي قهوتك ساعة العصاري وانتي حاطة رجل على رجل أما دلوك زمانها بت الجزم داي بتقول علقة تفوت ولا حد يم وت بس طيرتها من البيت وبقيت اني ست الدار
ض ربتها زينب على كتفها وهتفت باستنكار
ست الدار مين داي ! الدار ملهاش غير ست واحدة بس هي أني
أدارت رأسها للخلف وهي تبتسم لأنها بسهولة استطاعت استفزاز والدتها وتسهيل مهمتها وأكملت
كان زمان بقى إنتي انسحبتي والمسحوب مغلوب اما لو عرفت إنك مهملتيش دارك هت ۏلع وشوفي بقى هتحس إن ك سر ضلعها مع ك سر نفسها من اللي عملتيه فيها وهتقضيها نكد على أبو السلاطين لحد مايزهق من وشها البوم ويطردها طردة الكلاب وساعتها تقعدي وتحطي رجل على رجل وتاخدي تارك منيه وانتي قاعدة في بيتك ست الدار
زاغت عيناي زينب وشعرت بمدى غبائها ثم تمتمت
أه ياللي تنشكي يابت سلطان ده إنتي عليكي مكر حريم يودي اللومان اتعلمتيه فين دى يابت انطقي
ضحكت بشدة على كلام والدتها ثم قالت من بين ضحكاتها
هو المكر بيتعلموه يا زوبة ! دي طبيعة والست مننا في الخديعة مع عدوها لازم تبقى ضليعة
واسترسلت حديثها وهي تخلع حجابها
أني هقعد بقى وياكي اهنه ونفوتوا مالنا وحالنا وبيتنا لوجد تبرطع فيه بلا سلطان بلا ۏجع راس والله بيت جدي هادي وجميل ومريح
استطاعت استفزازها ثم ض ربتها على فخذها آمرة إياها
قومي يابت فزي لمي لي الهدوم اللي جوة دي هنروحوا بيتنا وهقعد على قلبها لحد ما أفشفش لها ضلوعها كلياتهم لحد ما خليها تقول حقي برقبتي
طب ليه يازوبة اني ارتحت اهنه لهوا بيت جدي خلينا شوي اهنه وهي تهيص شوي هناك
الله الوكيل يازفتة إنتي لو ماقمتي لاهطين عيشتك قومي يابت مهديهاش فرصة بت المركوب دي تنتصر علي وهقلعها من البيت وأخلي بوكي يقول حقي برقبتي
أرسلت رحمة رسالة لعمران أن يأتي إليهم كي يأخذهم فابتسم لتلك الصغيرة الماكرة فقد فعلتها بحق دون عناء
ثم دخلت غرفة النوم وعبئت الملابس في الحقيبة وأتى عمران إليهم ولامها على ما فعلت ثم أخذهم في سيارته وأوصلهم إلى المنزل وانتهت تلك الليلة العصيبة
أتى صباح يوم الجمعة وذاك اليوم أجازة منة الله من المكتب وفي ذاك اليوم تحبذ الخروج إلى ذاك الكافيه المعتاد التى ترتاح به
فثمة عدد من المقاهي التي لا تزال عالقة في تلابيب الذاكرة وكان الأدب يعيش فيها في فترات زمنية كانت تعج بالمناظرات والنقاشات وتتلاقى فيها الأفكار وتولد القصائد والمقالات والأغاني والكتب
ما يميز المقهى الذي تجلس به ويكسبه صبغة ثقافية فريدة أنه كان مأوى الفنانين التشكيليين الذين كانوا يرسمون فيه لوحاتهم المستوحاة من حي الحسين وخان الخليلي وقس على ذلك مجموعة أخرى من المقاهي في القاهرة دمشق بيروت وبغداد التي اشتهرت بدورها الثقافي في تنوير المجتمعات وولادة الأدب
والفن
كما أنه يوجد فيها جميع الطوائف من الناس على اختلاف طبيعتهم وحالاتهم الخاصة
وكانت تلك المقهى التى تجلس
بها تريح قلبها وعقلها ومعتادة على الجلوس بها فصاحبها العم عبد ربه مولع بالأدب العربي وقد افتتحها
متابعة القراءة