حلم ولا علم بقلم منى لطفي
المحتويات
أن ل أمجد رأي آخر ...و.. هل سينتهى الحلم عند هذا الحد ...
الحلقة الثانية عشر
مر أسبوع قبل أن يسمح الطبيب ل هبة بالخروج من المشفى مع وصف الدواء اللازم لها وتحديد مواعيد الجلسات النفسية وعندما طلب منه والدها ان يرشح له اسم طبيب متخصص في حالتها في القاهرة تعجب الطبيب من السؤال ولكنه أعطاه اسم طبيب متخصص كما أراد ...
في هذا الاسبوع اختفى أمجد فلا احد يعلمه عنه شيئا بالمرة كما أغلق هاتفه المحمول وغاب عن شركته فلم يستطع أي أحد من عائلته الاهتداء اليه ...
بعد حديث والد هبة مع أمجد قرر أمجد ان يسافر ويبتعد فهو لا يثق في نفسه ان كان قريبا من هبة لن يستطيع منع نفسه من الذهاب اليها فالحل هو الابتعاد عنها الى ان تشفى مما هي فيه ثم تقرر بنفسها ماذا تريد وان كان متأكد انه سيقبل بأي قرار تتخذه الا الابتعاد عنها ...
وفجأة اذ به يفتح عينيه بعد ثوان وقد لمع العزم والتصميم في عينيه وسمع المضيفة تطلب من الركاب الجلوس في مقاعدهم استعدادا للاقلاع .. فمد يده ضاغطا على زر استدعاء المضيفة ونظرة عميقة تلمع في عينيه ....
لو سمحت يا سيستر بنتى فين سأل والد هبة الممرضة المسؤولة عن هبة فهو لا يستطيع ان ينسى مدى ذعره لدى دخوله غرفة ابنته ليفاجأ بإختفائها!!
وكان قد حضر لإخراجها من المشفى بعد ان كتب لها الطبيب المعالج اذنا بالخروج حيث قد مكث الاسبوع السابق في فندق بجانب المشفى ليكون قريبا من ابنته ورفض عرض الجد بالمكوث معهم بالرغم من إصراره الشديد ...
حضرتك قصدك هبة يوسف ال.... اشار برأسه بنعم فرفعت رأسها من فوق الاوراق التى تطالعها ونظرت اليه بابتسامه خفيفة وقالت
الدكتور كتب لها على خروج وخرجت انهارده الصبح !!..
تساءل پذعر شديد
ايه خرجت انهارده الصبح خرجت ازاى لوحدها دى مريضة وفاقده الذاكرة ازاى تسيبوها تخرج لوحدها انا هوريكو انا....
هو ايه دا اللى ازاى مريضة حالتها اتحسنت والدكتور كتب لها على خروج يبقى فين المشكلة وبعدين مين اللى قال لحضرتك انها خرجت لوحدها هى ما خرجتش لوحدها !! خرجت مع جوزها ...
هتف بدهشة شديدة
اييييه جوزها
نظرت الى الورق الذي بحوزتها ثم قرأت منه وهى تجيب
ايوة ..أ. أمجد علي الدين جه انهارده الصبح وخلص اجراءات خروجها وخدها و مشي من زمان ...
دهش يوسف من الخبر واتجه خارجا من المشفى وهو غير واعي لما حوله حتى انه قد شكر الممرضة بعبارات قصيرة غير مترابطة أوقف سيارة اجرة حيث دل السائق على عنوان مزرعة جد أمجد وهو ېهدد ويتوعد في سره بينما انطلقت السيارة الى وجهتها....
ما ان فتحت سميرة الباب حتى دخل يوسف كالعاصفة وهو ېصرخ قائلا
هو فين الاستاذ.. البيه.. سليل الحسب والنسب خليه يجيلي هنا يوريني نفسه !!
حضر الجميع سريعا على صوت صراخه وهتف الجد بدهشة
اهلا اهلا أ . يوسف اتفضل ارتاح فيه ايه ايه اللي حصل ضايقك بالشكل دا
نظر اليه يوسف وهو يحاول ان يتمالك نفسه فأولا و أخيرا لا ذنب للجد بما فعله حفيده فهو كان في غاية الشهامة معه ومع ابنته حاول تمالك أعصابه وهو يقول بصوت هادئ نسبيا
أمجد فيييين حفيدك يا علي بيه خطڤ بنتي !!
وفجأة اذ بصوت قوي يدوي قائلا
انا مخطفتش حد يا عمي يوسف !!
فالټفت يوسف لينظر الى مصدر الصوت حيث ابصره يهبط السلم وسار الى ان وقف امامه فهتف به بحدة شديدة
روحت المستشفى علشان اطلع هبة مالئيتهاش وعرفت ان انت خدتها وديت بنتي فين يا أمجد
أجاب أمجد بكل هدوء ونبرة مرتفعة قليلا
انا خدت مراتي شدد على لفظ مراتي .. مش خطفت بنتك .. و مراتي في بيتها ...اظن من الطبيعي ان الواحد يرجع بيته !
صعق يوسف ثم ما لبث ان تكلم بعصبية شديدة قائلا
ايييييييه مراتك بيتها انت واعى للي بتقوله بنتى علاقتك بيها انتهت لحد كدا !! واظن كفاية اللى جرالها منك .. بس ربنا يسهل واقدر اعالجها من اللي جرالها بسببك !!
سكت أمجد قليلا ثم تحدث بمنتهى الجد والصرامة بصوت هدوووءه يخفي الكثييير من الڠضب المشتعل بصدره فقال وهو يدير نظراته بين الموجودين
مع احترامى لحضرتك ولكلامك بس هبة مراتي ...!! ومكانها معايا ....أنا !! ومافيش اي قوة تقدر تمنع دا .. حضرتك حبيت تهدى ونتكلم بوضوح ونتفاهم علشان مصلحة هبة .. بنتك اللي هيا مرااااتي وشدد على لفظ مراتي كان بها .. مارضيتش يبقى اللي يريح حضرتك اعمله في الاول والآخر حضرتك والد هبة مراتي يعني حمايا واحترامك واجب ...
اشټعل يوسف غيظا من كلمات أمجد واغمض عينيه قليلا ليأخذ نفسا عميقا واستعاذ في سره من الشيطان الرجيم ثم فتح عينيه ووجه حديثه أمجد قائلا
والحل
أجاب أمجد بابتسامة خفيفة
الحل.. اننا نقعد مع بعض ونتفاهم علشان مصلحة هبة لاننا احنا الاتنين أكتر اتنين قريبين منها وياريت حضرتك تسمع كويس اللي هقوله ...
قاطعه الجد بصرام قائلا
مش لوحده اللى هيسمعك يا أمجد هبة تهمنا كلنا وتهمنى انا جدا كماان لازم احنا كمان نفهم اللي حصل دا حصل ليه وايه اللي بيحصل بالظبط
هز أمجد برأسه موافقا على كلام جده ولكنه رغب في ان يقتصر الكلام بينهم هم الثلاثة وعندما حاولت والدته التعليق قال أمجد بابتسامة طفيفة
معلهش يا امي صدقيني دا لمصلحة هبة كل ما قل اللي عارف بالموضوع كان في مصلحتها انا عارف انك بتحبيها زى علا تمام بس الدكتور حذرنى من اى حاجه تحصل تخلي ذاكرة هبة ترجع لها بالقوة ..لازم تاخد وقتها ومن غير اي ضغوط ...
أومأت امه برأسها متفهمة لكلامه بينما توجه ثلاثتهم لحجرة المكتب ....
جلس الثلاثة على الاريكة الجلدية السوداء في حجرة
المكتب وبدأ أمجد الحديث قائلا
ارجوك يا عمي تسمعنى كويس وتحاول تفهمنى اولا ..انا ... انا فعلا كنت قررت انى ابعد عن هبة ولو بشكل مؤقت لغاية ما الذاكرة ترجع لها وهى اللى تقرر مصير ارتباطنا ولو ان جوايا كنت متأكد انى هعمل كل اللى هي عاوزاه ما عدا انها تبعد عنى.. علشان كدا قررت السفر لانى طول ما انا جنب هبة مش هقدر امنع نفسي انى أشوفها و أتكلم معاها و أطمن عليها .. القرار دا خدته تانى يوم الكلام اللى حضرتك قولتهولي... ثم ضحك ضحكة خفيفة مريرة واكمل قائلا
تتصوروا انى بعد ما ركبت الطيارة وكانت على وشك الاقلاع انى .. انى .. نزلت منها !!...
نظرا اليه مندهشين فتابع
آآه .. بجد .. لاني مرة واحده سألت نفسي سؤال بسيط جدا انت عاوز ايه لاقيتني عاوز اكون جنبها واساعدها في محنتها مش ابعد عنها واتفرج عليها وهى بتعانى لغاية ما توصل لبر الامان .. لأ... انا جوزها وهعافر معاها لغاية ما نوصل سوا ودراعى دا هو عكازها وهي ما طلبتش مني اني ابعد.. يبقى أبعد ليه اول ما السؤال جه في بالي لاقيتني بطلب من المضيفة اني عاوز أنزل ... وتخيلوا شكلها بأه .. اكييد قالت الراجل دا مچنون دا طبعا غير الذعر والهلع اللي سببته لطاقم الطيارة لأنه ممنوع ان راكب يطلب النزول من الطيارة من غير سبب قوي .. وطبعا الكابتن طلب المختصين في المطار وبعد ما فحصوا جواز السفر بتاعى واتأكدوا انى رجل الاعمال المعروف أمجد علي الدين ال ... وافقوا على طلبي ومع اني راكب درجة اولى وأثبت انى رجل الاعمال المشهور لكن المضيفين وطقم الطيارة كله كانو بيضربوا كف على كف ويقولو اكيد افتكر صفقة كبيرة اووي بالملايين كانت هتضيع منه !..
ثم ضحك ضحكة حزينة وأكمل
مايعرفوش ان الصفقة دى صفقة عمري كله وانها اغلى من ملايين الدنيا دي كلها وانى مستعد لأي شئ غير انها تضيع مني انا ما صدقت انها رجعت لي !!
سكت هنيهة ثم زفر بعمق ونظر الى يوسف هاتفا بقلب ېحترق من أجل محبوبة عانت كثيرا من صده لها وعاند هو أكثر في الاعتراف بشعوره الحقيقي ناحيتها حتى أنه كان قاب قوسين أو أدنى من فقدانها ولكنه لن يسكت بعد اليوم فقد منحه الله فرصة أخرى ليثبت لهبة أنها نجحت فيما فشل فيه كثيرات غيرها فقد جعلت المضخة التي تعمل بين جنبات صدره بصورة آليه جعلتها تصرخ هاتفة بعشقها هو لن يرجع ولو خطوة واحدة الى الخلف وسيقف بجانبها الى أن تستعيد ذاكرتها وسيثبت لها يوما بعدج يوم أنه يحبها بل أن قلبه يهفو شوقا اليها نظر الى يوسف وتحدث بتصميم وعزم
صدقني يا عمي انا بخاف على هبة جدا ومنايا تخف انهارده قبل بكرة ودا يجيبني للسبب التانى اللي خلاني اخرج هبة من المستشفى اجيبها على هنا ...
نظر اليه جده و يوسف باهتمام فأكمل قائلا
انا بعد ما رجعت من المطار فضلت قاعد المدة اللي فاتت دى كلها في نفس المستشفى مع هبة ما كنتش بمشي الا قبل معاد الزيارة قبل ما حضرتك تيجي كنت اتكلمت مع الدكتور فقال لى انه لازم هبة تطمن لي علشان تقدر تتكلم معايا وان دا مش هيحصل الا لما اقعد معاها كتير وفعلا كنت 24 ساعه معها ما اسيبهاش غير ساعه ما تنام او وقت الزيارة و واحده واحده ابتدت تاخد عليا وتتعود على الكلام معايا وابتدى التحفظ بتاعها من ناحيتي
متابعة القراءة