حلم ولا علم بقلم منى لطفي

موقع أيام نيوز


صوت صفع الباب بشدة فالتفتت حيث رأت امجد وقد وقف ينقل نظراته بين الحقيبة وأشيائها الموضوعة بداخلها من جهة و بينها من جهة أخرى وقد شحب وجهه تماما تقدم الى الداخل وهو يقول بابتسامة صغيرة بينما نظراته مسلطة على الحقيبة 
حمدلله على السلامة ...
لم تجبه وبدلا من ذلك التفتت تتابع ترتيب ثيابها حيث ذهبت الى الخزانة لجلب باقي ملابسها وأجابت ببرود وهى تضعها في الحقيبة
الله يسلمك ...
اقترب اكثر منها حتى وقف بجانبها وقال متسائلا 
انت بتعملي ايه 
نظرت اليه من فوق كتفها وقالت 
زي ما انت شايف !! 

ثم تابعت عملها متجاهلة اياه فمد يده حيث امسكها من ذراعها وادارها لتنظر اليه وكرر السؤال 
انت بتلمي الهدوم دي ليه 
أجابت بسخرية 
إيه عاوزهم مش مشكلة خليهم ... مش هتفرق .. عندى استعداد أخرج بالهدوم اللي عليا !!
هتف بحدة
تخرجي تخرجي يعني ايه هبة لآخر مرة انت بتعملي ايه 
جذبت ذراعها من يده بقوة وقالت ببرود وسخرية 
ايه يا امجد طول عمرك ذكي !! عموما انا هجاوبك .. انا ماشية يا امجد !! ماشية من بيتك ومن حياتك .. اظن كدا انا جاوبت على سؤالك ! 
نظر اليها بدهشة تحولت الى ڠضب عميق وهو يقول محاولا ان يتحكم في صوته كي لا ېصرخ عليها 
ومين اللي قال ان هسمح لك تمشي انت مش حرة نفسك علشان تمشي وقت ما انت عاوزة !! 
أجابته بحدة هاتفة 
طبعا .. ما انا اللعبة اللي في ايدك عروسة الماريونت اللي كنت بتحركها زي ما انت عاوز لكن خلاص يا امجد اللعبة انتهت.. جيم إز أوفر يا باش مهندس!!
حاول التحدث بهدوء مخاطبا إياها
انت ليه مش عاوزة تسمعيني !! صدقيني .. لو سمعتيني انا متأكد ان قرارك هيتغير!!
نظرت اليه مليا وقالت 
توعدني اني لو سمعتك تسيبني اقرر الشئ اللي يريحني وتحترم قراري مهما كان 
أجابها وهو يشعر بالقلق والريبة من سؤالها 
اوعدك اني اكيد هحترم قرارك !!
فجلست هبة وقالت 
اتفضل قول يا امجد انا سامعاك ..
جلس امجد بجانبها على الاريكة فابتعدت عنه قليلا مما ضايقه ولكنه صرف النظر عن ذلك وبدأ بالمكلام قائلا 
يوم .. يوم .. الحاډثة سارة ونطق اسمها وهو يصر على اسنانه من الڠضب كانت عندى هنا في المكتب بحجة انها ما شافتنيش من فترة وكانت عاوزة تتكلم معايا وسمعت كلاكس العربية وصوت جرس الباب كنت عاوز اقابلك على الباب فقلت لها انك جيتي ومش هقدر اتكلم معاها دلوقتى ومرة واحده لاقيتها حطيت ايدها على راسها وهى بتقول الحقنى يا امجد انا دايخه وراحت واقعه عليا شئ طبيعي اني اسندها ماكنتش متخيل ابدا انها ممكن تكون شافتك لاني سيبت الباب موارب وهى معايا في اودة المكتب وعملت الفيلم الرخيص دا علشان توقع بيننا وحصل اللي حصل وكنت هتجنن علشانك ولما فوقتي وعرفنا بموضوع فقدانك الذاكرة كان كل املي اننا نتمم الجواز خفت الذاكرة ترجع لك وتعاندي وتصممي اننا نسيب بعض ووالدك اتاكد من صدق كلامي لاني مش كداب الكدب دا جبن وانا عمري ما كنت جبان ونفس الفيلم كررته تاني لما جات بحجة انها مسافرة برا مصر وجاية تصفي النفوس وانها يمكن ماقدرتش تكسبني كحبيب بس مش عاوزة تخسرني كصديق انا طول الوقت وكنت شاكك في كلامها علشان كدا منعت ان حد يدخل هى كانت مستنياني على البوابة لانها عارفة انى مدي اوامر بمنع دخولها خاالص والساڤلة نفس الفيلم عادته تاني بحذافيره.. بس الفرق انها المرة الاولانيه عدت من غير ما تدفع التمن.. لكن دلوقتى اؤكد لك انها هتدفع تمن كل دقيقة اتسببت لك فيها في ضيق او زعل او قلق ...
ثم سكت ونظر اليها منتظرا جوابها فلم يكن منها الا ان نهضت واقفة واتجهت حيث حقيبتها الموضوعه فوق الفراش واقفلتها ثم اعتدلت واقفة قائلة في هدوء 
ممكن تنادي لحد علشان ينزل لي الشنطة !! 
هب امجد واقفا فجأة وقد صعق من كلامها واتجه ناحيتها وهو يهتف بحدة وذهول
نعم بعد اللي حكيتهولك دا وبردو مصرة 
نظرت اليه ساخرة وأجابت صوتها مليء بالحزن 
قولتلي قولتلي ايه اللي قولتله دا كان لازم تقوله من الاول وتديني الفرصة اللي افكر فيها وتستنى رأيي لكن ازاي امجد بيه العظيم لازم ينفذ كل اللي هو عاوزه بصرف النظر عن اللي قودامه عاوز ايه !!
قال محتدا 
انا كنت وما زلت عاوزك انتي ... بصرف النظر عن اي حاجه تانية.. كان عندي استعداد اخسر اي حاجه الا انت ... انا حبيتك يا هبة واظن انك حسيت بالحب دا الفترة اللي فاتت دي كلها ماكانيتش تمثيل !! 
أجابت بأسى وهى تشير براسها يمنة ويسرى 
انا مش حاجه يا امجد ! انا انسانه وليا مشاعري ! انت ما ادتنيش الفرصة انى افكر واقولك رأيي انت فرضت عليا رأيك! وبعدين مين اللي قال انه الفترة اللي فاتت دى كانت تمثيل ...لأ !! ما كانش تمثيل يا امجد .. وبردو ما كانش حب !! 
استنكر كلامها فقاطعته ما إن هم بالإعتراض
ايوة ماكانش حب كان احساس بالذنب! انت حسيت بالذنب من اللي حصل لي حسيت انك السبب فيه .. فاكر يا امجد لما سألتك وقولتلك انت مانعها انها تدخل البيت هنا ليه ساعتها قولتلك لو فيه حاجه المفروض اعرفها قولها وانا هقدر دا.. لكن لو عرفتها بعدين النتيجة اكيد هتبقى مش في صالحنا احنا الاتنين! وللأسف النتيجة فعلا مش في صالح أي حد مننا!!..
وقف امامها وهو يكرر عبارتها بإستهجان مقطبا حاجبيه 
احساس بالذنب
!! مين اللي قال انه احساس بالذنب الاحساس بالذنب عمره ما ېموت وانا كنت بمۏت في اليوم ألف مرة طول ما انت في الغيبوبة! معقولة ماحسيتيش بنبض قلبي لا يا هبة .. عمر احساسي ناحيتك ما هيكون احساس بالذنب أبدا..ولو شاكه في كدا انا أؤكد لك انه ابدا مش احساس بالذنب ويمكن اكون فعلا فرضت عليك حبي لكن لاني خاېف اخسرك .. آه انا بعترف مش بنكر انا خاېف اخسرك !! 
تنهدت هبة بعمق وقد اغمضت عينيها وهي تجيب 
انت للاسف مش قادر تفهمني انت مش بتفهم ولا بتقتنع الا باللي في دماغك انت وبس! جربت مرة تسألني عن رأيي حتى كتب كتابنا كان امر واقع ومن غير ما تقول واشارت بيدها لتسكته عندما هم بمقاطعتها آه .. انا حبيتك واستسلمت لكدا ورجعت استسلمت لحبك تانى ووافقتك اننا نتمم الجواز بس خلاص انا تعبت يا امجد !! انت حولتني لواحده ضعيفة معرفهاش! واحده ماشية وراك.. منين ما تقول تقولك حاضر! أمجد.. انا مش جارية ومش حاجه.. انا بني آدمه! ايه الل يضمن لي انه حب فعلا انا معنديش غير كلمتك انه مش احساس بالذنب.. لكن انا مش مصدقة دا! فمن فضلك بأه.. اقبل مرة بقراري حتى لو مش مقتنع بيه.. انا ياما قبلت بقراراتك! انا خلاص يا امجد مش عاوزة الحب اللي يضعفني! حبك حولني لواحده انا كارهاها !! 
نظر اليها مليا ثم قال ببرود بينما ساد تعابير وجهه الجمود
طالما هو بالنسبة لك استبداد اوكى ..
اتجه الى حقيبتها حيث افرغها على الفراش فيما هى تطالعه بدهشة حتى اذا انتهى من افراغ حقيبتها اتجه ناحيتها حتى وقف امامها ومال عليها قائلا بأمر لا يقبل النقاش 
غيري هدومك وارتاحي شوية انا هخليهم يطلعولك الغدا..
سار مبتعدا عنها ثم وقف والټفت اليها متابعا 
و...آه .. نسيت اقولك ... انا مستعد احاربك انت شخصيا علشان ماخسرش حبي !! .. وافتكرى .. انت شايله ابني او بنتي اللي في بطنك يعني مهما عملت انت مصيرك مربوط بيا أنا!!....
سي امجد بيه الټفت لمن يناديه فقد كان واقفا في حجرة الجلوس ينظر من النافذة وقال 
ايوة يا سميرة في حاجه 
قالت سميرة م بصوت مضطرب
انا ... الست... الست هبة ...مش فووق!!
صعق وركض اليها صارخا 
ايه يعني ايه مش فوق 
فاړتعبت فرائصها وقالت وهى تكاد تبكي من الفزع 
انا طلعتلها الغدا زي ما حضرتك امرت جيت اخبط ماحدش فتح بعدين لاقيت الباب مفتوح دخلت ما لاقيتش حد افتكرتها في اودة النوم خبطت ماحدش رد عليا فتحت ودخلت مالاقيتهاش!!
ازاحها امجد من طريقه بقوة حتى كادت تقع وانطلق راكضا يصعد الى الأعلى وما ان وصل طابقه حتى دخل الى غرفة النوم رأسا فلم يجدها ووجد الحقيبة ما زالت في مكانها على الفراش ولكن لفت نظره طريقة ترتيب الملابس وكأن هناك شخص قد تناول منها بعض الاشياء على عجل ثم انتبه الى ورقة موضوعه بجوار الحقيبة فوق الفراش فتناولها وفضها بلهفة ليقرأها ليفاجأ بكلماتها التي تقول
انساني يا امجد اعتبرني صفقة وخسرتها ارجوك إقبل بقراري دا وياريت ماتحاولش تدور عليا لانك مش هتعرف توصل لي... ولو بتحبني صحيح زي ما انت بتقول يبقى تقدر تعتبرني دلوقتى حبيبة مالهاش... عنوان !! 
صړخ أمجد صړخة رجت ارجاء القصر بلوعة وأسى 
هباااااااااااااااااااااااه !!!
الحلقة الثامنة عشر 
جلست هبة تشرب كوبا من الشاي بالحليب وهي تستمع الى ام صابر وهي تروي لها نوادر ابنائها وهم صغار كانت تستمع بأذنها فقط بينما عقلها في مكان آخر على بعد بضعة مترات منها.. مع رجل قد ملك عليها فؤادها ولم يبرح عقلها ولو للحظة واحده منذ هروبها من المزرعه!!
كانت قد رأت صابر صدفة وفور علمه بما تنتويه أصر على مساعدتها لم توافق في البداية خوفا عليه كي لا تكون السبب في أن يصب أمجد جام غضبه عليه إن علم بأمر مساعدته لها ولكنه صمم على مساعدتها ليرد لها ولو جزءا بسيطا من جميلها معه ومع عائلته بل ومع خطيبته نفسها فكرت هبة ان أأمن مكان للاختباء عن أمجد ريثما تفكر جيدا في خطوتها المقبلة هو نفس المكان الذي يعيش فيه!ف امجد لن يطرأ بباله ولو للحظة انها ما تزال في المزرعه فقررت قبول استضافة عم حسانين لها والذي طمأنها انه لن يخبر أيا كان بمكانها حتى وإن كان السيدأمجد ذاته! تابع بأن بيته المتواضع يتشرف بأن تكون هي من سكانه تريد ولفترة مفتوحة....
دخل صابر عائدا من عمله وعلى وجهه إمارات الوجوم ألقى السلام بصوت هاديء شارد نوعا ما استأذنت والدته من هبة وانصرفت لتجهيز طعام الغذاء رافضة وبشدة عرض هبة بمساعدتها...
لا تعلم هبة لما خالجها شعور بأن صابر يخفي عيلها أمرا ولكنه متردد في الإفصاح عنه!
تحدثت هبة بابتسامة لتشجعه على الحديث 
ايه يا صابر شايفه على وشك كلام عاوز تقوله قول يا صابر في ايه ! 
تردد صابر بادئ الامر ثم تشجع وتكلم مجيبا 
امجد بيه .. وق...وقع انهارده .. ف ..
 

تم نسخ الرابط