حلم ولا علم بقلم منى لطفي

موقع أيام نيوز


رأسها ناظرا الى عينيها الرماديتين وتابع بهمس حان 
انت مش عارفة انى لو دخلت اودة مليانه ستات وانا مغمي عينيا انى بردو هعرفك! انا بشمك يا هبة ! هما مش بيقولوا ان المولود بيعرف مامته من ريحتها قبل ما يتعرف على ملامحها أهو تقدري تعتبريني زي بنتك كدا تمام! بعرف من ريحتك من ير ما أشوفك!..
ارتسمت ابتسامة خجل فيما تخضب وجهها باللون الاحمر القان وأسدلت عينيها هربا من نظراتها التي تشيع الفوضى في حواسها وتلهب قلبها فقال غامزا بمكر 
يعني بئيتي أم ولسه بردو بتتكسفي! 
رفعت عينيها ناظرة اليه بحنق فاستدرك قائلا 

خلاص.. خلاص.. قلبك ابيض نرجع تاني لموضوعنا عرفت طريقك ازاي.. بسيطة .. من موبايل حمايا العزيز !! 
حدقت فيه بشدة فاغرة فاها بينما استمر هو قائلا 
اظاهر انك كنت هددت باباكى لو قالى على مكانك انك هتختفي ومش هتكلميه تانى هو شخصيا وشكلي صعبت عليه بجد خصوصا وانى هتجنن تكونى روحتي فين لاقيته بيلمح انك اكيد كويسة.. ولو كان حصلك حاجه لا قدر الله.. اكيد كنت عرفت! فكرت شوية وقلت اكيد هو عارف عنك حاجه لو مش عنوانك يبقى هو بيطمن عليك بطريقة او بأخرى وفعلا روحت له المكتب لاقيت موبايله موجود على المكتب وهو كان بيصلي وبسرعه اخدت الموبايل وفتشت فيه انا عارف انك من يوم ما مشيتي من المزرعه وانت رميتي شريحتك علشان منعرفش نوصلك.. فاعتمدت وانا بفتش على الأرقام اللي مش متسجلة باسماء وفعلا لاقيت رقم غريب متصل عليه كتير اوي وواضح انه كان بتجيله مكالمات من الرقم دا بس ليه مش مسجله باسم! حفظت الرقم وخلاص.. الباقي بعد كدا كان سهل جداااا إني أوصلك.. 
ابتسمت قائلة بتهكم 
وطبعا مع نفوذ امجد علي الدين كان في غاية السهولة انك تلاقيني..
أطلق ضحكة عميقة وعلق 
لا لا لا الموضوع مش محتاج نفوذ اووي ولا حاجه هو بس صديق ليا وبالصدفة بيشتغل في شركة الاتصالات اللي انت واخده منها الخط ونفسه يرد لي جميل عملته له من زمان والموضوع ماكملشي نص ساعه عنده في المكتب على ما شربت القهوة العنوان كان معايا ... 
على فكرة بأه.. القهوة بتاعتك وحشتني اوووي ياللا شدي حيلك وقومي بالسلامة احسن انا بئالي زمااان ما شربتهاش 
أومأت برأسها قائلة 
ان شاء الله بس نطمن على بنتنا الاول وربنا يعدي اليومين الجايين دول على خير وتخرج من هنا بالسلامة..
قطب امجد حاجبيه قليلا وقال 
نبرتك مش مريحاني! هبة احنا بينا بنت دلوقتى محتاجه باباها ومامتها مع بعض حرام نحكم عليها انها تتشتت بيننا وهي لسه جايه الدنيا هبة انا بحبك يمكن طريقة تعبيري عن الحب دا غلط وبيظهر لك في شكل تملك وتحكم بس... انا كدا .. المارد اللى جوايا انت خرجتيه .. وماينفعشي يدخل تاني! انت حولتيني لإنسان تاني خاالص انسان كنت بهرب منه.. لكن لما دوقت حبك وعرفتك اكتر خۏفي انك تروحي مني كبر اكترر كان عندي استعداد اني احارب الدنيا كلها حتى لو ....انت! بس ما تضعيش مني...
شدت على يده وقالت بخفوت 
عارف .. يوم ما وقعت في المكتب وانت شلتني وجبتلي الدكتور يومها حاسيت انك الفارس بتاعي الفارس اللي كنت بسمع عنه في القصص والحواديت ولما اتقدمت لي عشمت نفسي انك ممكن تكون اعجبت بيا يعني مجرد اعجاب ما كونتش طمعانه في الأول في أكتر من كدا لكن لاقيتك بتقولي وبمنتهى البرود على حكاية جدك وانك لازم تتجوز علشان الشركة وكلام كتير خلاني افوق واعرف انه كل دا كان حلم! وانك انت الفارس اللي كنت بحلم بيه لكن ماي نفعش يكون غير بس في ال حلم! ولما بعدت وفكرت.. بابا قالي لو انا بحبك بجد لازم اتمسك بيك واحاول اوصلك احساسي دا وفعلا وافقت وجينا معاك المزرعه واتفاجئت بوش تانى خاالص ل امجد بيه اللي كنا كلنا بنسميه رجل التلج لاقيت انسان عصبي وعنيد ومش بيقبل الا بكلمته هو وبس خفت.. خفت منك! علشان كدا رفضت ارتباطنا.. لكن انت ماقبلتش دا وصممت على اللي في دماغك وحاطيتني قدام الامر الواقع بصرف النظر ان بابا كان في صفك لانه عارف ومتاكد انى بحبك وانت كمان بتحبني لكن انت ما استنيتش عليا يا امجد ما حاولتش تخليني أغير رأيي بالراحه والهدوء لأ.. إنت اتعاملت مع الموضوع على انه صفقة من صفقاتك أو اني موظفة عندك وانت رئيسي وعليك الأمر وأنا عليا السمع والطاعة ونفس الشئ اتكرر في الفرح صحيح أنا وافقتك لكن انا كنت رافضة في الأول وقلت لك استنى لما ترجع لي الذاكرة وإنت عملت كل اللي في وسعك انك تأثر عليا وتخليني أوافق ولما الذاكرة رجعت لي وڠضبت منك لأنك خبيت عليا السبب الحقيقي للحاډثة بتاعتي لاقيتك مصر على رأيك.. ما اديتنيش وقت كافي انى اصفى فعلا انا عارفة انك كنت خاېف تخسرني وخۏفك دا هو اللي خلاك تخسرني فعلا! أنا متأكد هاني كنت عاوزة مساحة أغضب فيها وأزعق وأثور بس كنت ههدى بعد ما أخرج شحنة الڠضب اللي جوايا كنت منتظرة منك إنك تمتص ڠضبي دا وتفهمني وتديني المساحة اللي انا كنت عاوزاها وبعد كدا ما كانش هيبقى ليا عذر اني أبقى مصرة على الڠضب منك لكن انت بردوا تعاملت معايا بمنتهى الاستخفاف وقلت لي بصراحه لو معتبراها استبداد يبقى هو استبداد عاوزة تغضبي تزعلي بس وانتي معايا ما ينفعش... انا كنت عاوزة اقعد مع نفسي وأفكر وأحلل اللي حصل مع نفسي لو كنت فضلت انت عمرك ما كنت هتسمح لي انى حتى أفكر في اللي حصل وللمرة المليون بردو يا امجد تتجاهل رغبتي وإرادتي وتتعامل معايا بمنتهى الاستبداد لدرجة إني حاسيت إني في نظرك واحده فاقدة للأهلية! لحظة ما سيبتني بعد ما أمرتني إني مش هروح في حتة وانك مستنيني علشان نتغدى وقتها فكرت ولاقيت قودامي حل من اتنين.. يا الحق نفسي وامشي وانا شايله معايا ذكريات حلوة اووي منك يا اما ارضخ لك.. وساعتها فعلا.. كنت هحس انى واحده مسلوبة الاراده واني بئيت شخصية كارهاها ورفضاها انسانة سلبية ومن غير شخصية وبالتالي كنت هكره حبك دا اللي وصلني لكدا ففضلت انى ابعد وجوايا ذكرى جميلة منك.. ابنك او بنتك .. بس مقدرتش ابعد يا امجد اخترت افضل في نفس المكان اللي انت فيه كفاية عليا إني احس اني قريبة منك وانك جانبي .. انا فعلا مقدرشي اعيش من غيرك ولا من غير حبك الموضوع كله اني كنت عاوزاك تسألني انا عاوزة ايه مش اكتررر!! 
ممسكا بيدها ونظر في عينيها وعينيه ترسلان رسائل شوق ملتهب جعل ډمها يجري
ساخنا كالعسل الدافيء في أوردتها وهمس أمام شفتيها لټضرب أنفاسه الساخنة بشرتها الحليبية 
بحبك بحبك أوي يا هبة بحبك ومقدرش أعيش من غيرك بحبك وآسف على كل دمعة كنت السبب انها تنزل من عينيكي اللي بمۏت فيهم دول بحبك وسامحيني إني مش عاوزك تفارقيني لحظة واحدة هبة الطفل لما بيبص حواليه مايلاقيش مامته بيتجنن ويقعد يعيط أنا كدا!!..
نظرت اليه في ذهول بينما تابع بوله وعشق سرمدي يلون صوته الأجش ونظراته العاشقة 
ما تستغربيش يا هبة أنا يمكن أكبر منك ب 12 سنة لكن أنا طول عمري وانا واخد الدنيا جد يمكن علشان تربيتي كانت كدا أو لأني مرة واحدة بعد ۏفاة والدي الله يرحمه حاسيت اني المسؤول عن اخواتي غير طبعا تربية جدي ليا انتي ډخلتي حياتي زي النسمة الرقيقة الطرية في جو كله حر وشمس خفت تسيبيها خفت تزهقي مني انا كنتلا بمۏت لما كنت بشوفك وانتي بتضحكي مع علاء أخويا أو أي حد عارفة ليه مش قلو ثقة فيكي انما عدم ثقة فيا أنا! لأني كنت متأكد انك مبهورة بيا وكنت مړعوپ تفوقي من النبهار دا وتلاقي اني منفعكيش! انتي واحده دمك خفيف وبتحبي الضحك والهزار واللي عاوزاه بتقولي من غير زوق عكسي خالص طبيعة شغلي الظروف اللي مريت بيها خليتني انسان متحفظ اوي ومنغلق على نفسي كنت بحس پخوف رهيب لو لمحت أي حد قريثب منك كنت بقول لو عملت مقارنة أكيد انا اللي هخسرها وبالثلث كمان! علشان كدا كنت مستبد ومتملك معاكي هي دي الطريقة اللي انا حاسيت انها تضمن لي أنك ما تضيعيش مني بعد ما لاقيتك لأني وقتها كنت ھموت بجد يا هبة!!!..
رفعت هبة يدها ممسدة وجنته وقالت بحنان ونظرات حب تلمع في رمادي عينيها 
لو كنت عملت مقارنة بينك وبين أي حد كنت إنت اللي هتفوز بدون أي منافس! ولسبب بسيطة جدا.... انت كسبت قلبي من زمان من قبل حتى ما تعرف انه في بنت عندك في طقم السكرتارية الكتير دول اسمها هبة! من قبل ما تاخد بالك من البنت اللي لبست نضارة مخصوص علشان خاېفة من نظراتها ټخونها وتفضح حبها الكبير ليك! أيوة يا أمجد... أنا لبستها علشان أعرف أبص عليك براحتي وأنا مطمنة ان النضارة مخبية نظراتي ليكي وعينيا الملهوفة عليك!! أمجد أنا...أنا كنت بعاقب نفسي طول المدة دي ولعلمك بقه... أنا كنت بروح لك الشركة وأشوفك وانت خارج وبابا انا مكلمتوش غير لما خد باله مني في مرة يعني لما كلمته كان من فترة قريبة يمكن أقل من شهر وكان رافض اللي انا بعمله بس أبو حجاج طلعلا مش سهل لمح لك انى موجودة وأنا متأكده أنه كان عارف انه تلميحه هتفهمه وتتصرف على أساسه وعلاء اخو كانا هددته انه لو قالك يبقى المرة دي لما أهرب محدش هيعرف لي طريق بجد وهو خاف من جناني دا أمجد... أنا ضايعه من غيرك رشا زميلتي في الشقة سألتني اذا كنت هقولك بعد ما أولد على مكاني وقتها انا قلت لها معرفش بس كنت بكدب عليها وعلى نفسي لأني عارفة ومتأكدة إني أول ما أولد انت اول واحد هكون عاوزة أشوفه وكنت متاكده انى انا هطلب منها وانا داخله أولد انها تبعت لك علشان تكون معايا أمجد أنا مش بس بحبك لا انا بموووت فيك أنا......
أسند جبهته الى جبهتها وقال من بين أنفاسه اللاهثة 
بحبك وهفضل أقولها لغاية آخر نفس في صدري بحبك وعلشان خاطرك سامحت صابر و سميرة لانهم على الاقل خدوا بالهم منك يمكن لو ما كانشي صابر ساعدك الله اعلم كنت هتروحي فين وعلشان خاطرك كمان مرة سامحت علاء اخويا االلي خبا عليا مكانك و كان
 

تم نسخ الرابط