بدر الجمال

موقع أيام نيوز


يستطع حامد السيطرة على أصابع الدهشة التي امتدت لتعبث بملامحه التي كانت مزدردة قاسېة لتصبح مدهوشة متصنمة...! 
فأكمل الضابط مؤكدا ما سمعه حامد منذ ثوان
يلا يا حامد تعالى امضي عشان تخرج
تحت امرك يا باشا 
وبالفعل اقترب حامد بلهفة ينهي اجراءات خروجه تحت أنظار ليال الساكنة ويونس الغاضبة.... 

وما إن انتهى وخرجوا امام المركز وقفت ليال امام والدها بهدوء وجمود تام تخبره
أتمنى إنك تخرج من حياتي نهائيا وتنسى إنك خلفت بنت في يوم من الأيام
وكالعادة لم يبخل حامد عليها فبخ سمه المدسوس بين حروفه في وجهها وهو يتشدق ب
انا اصلا مش عايزك يا بنت زينب وفعلا معنديش بنات! 
ثم ألقى نظرة متهكمة تجاه يونس قبل أن يتابع
بس لما المحروس يندمك مترجعيش ټعيطي
وبعد ساعات طويلة.....
وصل كلا من بدر وأيسل البلد من جديد ولكن شتان ما بين حالهم وهم ذاهبون وحالهم وهم عائدون...! 
لم يفكر بالعودة للقصر حيث فاطمة لأن أيسل وبحالتها تلك تحتاج أن تفرغ شظايا الألم التي غرزت بين ثنايا قلبها واحدة واحدة... وهو متأكد أنها لن تفعل مع فاطمة... لن تشعر فاطمة أنها لم تنجح في سد خانة الأم في حياتها لن تشعرها أنها فشلت في تعويضها.... 
هي نجحت.. وجدا... ولولاها لكانت حياة أيسل اصبحت اسوء واسوء ولكن الأم... تلك الفطرة التي خلقنا عليها لا ترضى سوى بالأم الحقيقية سدا لجوعها...!
يلا يا حبيبتي وصلنا
نزلت معه أيسل دون أن تنطق بحرف ودلفوا للمنزل ليجدوا الجميع جالسين على السفرة يتناولون عشائهم وبالطبع تعجب عيونهم من حالة أيسل الباهتة المدمرة.... 
لتنهض ليال بسرعة تتوجه نحو أيسل وهي تسألها بقلق حقيقي
في إيه مالك يا أيسل 
لم ترد أيسل وإنما نظرت لها بتلك النظرة الخاوية الباردة المقتولة التي تحكي ألف قصة وقصة ليجيب بدر بصوت آسف بدلا منها
للاسف والدتها الحقيقية اټوفت النهارده وقدامنا
شهقت ليال تضع يدها على فاهها لتكتم شهقتها وقد أدركت الفجوة المؤلمة التي استوطنت روح أيسل .. 
البقاء لله يا أيسل ربنا يرحمها ويغفرلها يارب ادعيلها كتيير هي دلوقتي محتاجة دعائك بس
اومأت أيسل برأسها ليتقدم منها يونس وقاسم ويهتفا 
البقاء لله ربنا يرحمها يارب 
فهزت رأسها بلامبالاة متمتمة بصوت شاحب خرج بصعوبة
ونعم بالله يارب
ثم تحركت دون أن تنطق بالمزيد او تنتظر
بعد اذنكم 
...................................................
صعدت لغرفتها هي وبدر يتبعها بدر الذي لحق بها بسرعة ليجدها تدلف الغرفة لترمي الچاكيت الذي كانت ترتديه فوق ثوبها.. ثم وقفت بهدوء خاوي تتنفس بصوت مسموع.. 
يرسل لها رسالة صامتة أنه هنا.... معها ولن يتركها... أنه سيكون لها الملاذ لو ضاقت بها الدنيا... سيكون لها الدفئ لو شعرت بالبرودة تجتاحها !!...
فوضعت هي يدها على ذراعه لتقول بابتسامة مهزوزة تخفي ادراجها الكثير والكثير
انا كويسة يا بدر متقلقش
انا مش زعلانة هزعل ليه اصلا وهي عملت كل حاجة تخليني مزعلش عليها هي ماعملتليش اي حاجة حلوة اتحسر عليها ف انا مش زعلانة بجد.. انا اصلا كنت عايزاهم يخرجوا من حياتي
انا اټصدمت شوية بس لكن مش هزعل عليها لأ 
فأدارها بدر له ليثبتها امامه محيطا اياها وهو يخبرها بحزم
العيب مش إنك تزعلي عليها يا أيسل

حتى لو هي كانت وحشة العيب إنك تنكري زعلك عليها حتى لو هي وحشة.. دي مامتك محدش فينا بيختار أمه وأبوه يا أيسل
كانت أيسل تهرب بعيناها منه...ا محاولة منع البكاء الذي بدأ يهاجم ليرفع بدر وجهها متمتما بحنان كان المفتاح لكل ما تحاول إخفاؤوه وكتمانه
عيطي يا أيسل... عيطي ماتكتميش عياطك عيطي عشان ترتاحي يا حبيبتي
حينها تفجر ذلك الكتمان لتشهق باكية باڼهيار كان متواري خلف قناع الهدوء واللامبالاة والصدمة ه.. يتمنى لو استطاع أن يسحب منها ذرات الألم التي تختض داخلها فيرحمها قليلا....
هي سابتني تاني ليه يا بدر ليييه.. ليه سابتني تاني انا مش هسامحها ابدا 
فكان بدر يربت على ظهرها بحنان ولا يملك ما ينطق به فقط ألمها يؤلمه..يؤلمه جدا ليذكره پألم مشابه لفقدان والديه...
سمعها تغمغم بحروف متقطعة وشهقاتها تتعالى
انا مكنتش عايزه حاجة كبيرة يا بدر انا كان نفسي بس تديني اي مبرر لأنها ترميني زمان حتى لو كڈب وكنت هصدقها كان نفسي تعمل أي حاجة عشان تحسسني إنها ندمانة وتعوضني كان نفسي أحس إني بنتها فعلا.. إني مش منبوذة حتى من اهلي!! 
ثم بدأت
 

تم نسخ الرابط