بدر الجمال
المحتويات
واليد التي ترفعها حينما يسقطها اليأس.. ظل هذان الشهران السابقان يتسلل داخلها ببطء حتى استطاع لدغ قلبها بمشاعره التي استنكرتها هي سابقا ...
نظرت فيروز نحوه تسأله بعيون تلألأت بها الدموع وكأنها تتوسل مواساته
تفتكر هتبقى كويسة
اومأ جمال مؤكدا برأسه ليعطيها ذلك الأمل الذي تود أن تراه محلقا بعيناه
اومأت فيروز وهي تنظر نحو باب غرفة العمليات تهمس بصوت مبحوح برجاء
يارب يارب يارب.. انا مليش غيرها يارب لو راحت انا ممكن يجرالي حاجة
فشعرت بذراع جمال يحيط كتفاها يغدقها بذلك الشعور الداعم القوي وهو يخبرها هامسا بصوت حاني بزغ منه بعض العتاب
ملكيش غيرها كل ده وملكيش غيرها يا فيروز!
مش قصدي يا جمال أنت عارف
أنا جمبك وهفضل جمبك دايما
لتبتسم فيروز هامسة له بنبرة استوطنها الامتنان
ربنا يخليك ليا !
بادلها جمال نفس الابتسامة الدافئة ليستدير يجلب الطعام الذي أحضره لها ثم مد يده لها بالطعام يردد لها وكأنها طفلته التي يهتم بها
يلا بقا كلي عشان انتي ماكلتيش من الصبح
مش حاسه اني هقدر اكل دلوقتي يا جمال لما أتطمن على ماما الاول على الاقل
فقال جمال بإصرار وحنان وهو يمسك يداها ليضع الطعام بينهما
مينفعش انتي كده بقالك ساعات طويلة وممكن يجيلك هبوط ينفع مامتك لما تفوق وتقوم بالسلامه يعني تلاقيكي مدروخه ومش فايقه حتى عشان تفرحيلها!
وبعد فترة خرج الطبيب فتركت فيروز الطعام فور لتركض نحوه تسأله بالانجليزية بقلق واضح
هل هي بخير
فأومأ الاخر مؤكدا بابتسامة بشوشة
تعالت ضحكات أيسل مع والدتها فاطمة التي اغدقتها السعادة ما إن اخبرتها أيسل هامسة بأذنها أنها حامل...
مبرووووك الف مبروك يا حبيبتي
فتمتمت أيسل بوجه متورد استوطنته السعادة
الله يبارك فيكي يا مامي
فسألتها والدتها
انتي قولتي لبدر ولا لسه!
فهزت أيسل رأسها نافية وهي تخبرها بهدوء ولازالت بقايا تلك الابتسامة
بلوم
منا قولتله يشتغل في الشركة يديرها هو وهتبقى أريح له كتير وأحسن لكن هو عنيد
لترد أيسل بجدية فخورة بما هو عليه بدرها الحبيب
هو مرتاح في شغله يا مامي وحاسس إنه لو اشتغل في الشركة بتاعتك ده هيمس كرامته عايز يبقى مستقل ويكبر من غير مساعدة من اي حد
ربتت فاطمة على كتف أيسل تخبرها بحزم
يلا طب قومي جهزي نفسك عشان تستقبلي جوزك وتفرحيه ومتنسيش تقوليله إنكم مش هترجعوا شقتكم وهتفضلوا معايا هنا لحد ما تقومي بالسلامة
من عيوني يا احلى طمطم في الدنيا
ثم ركضت نحو غرفتها بحماس وفرحة لا تستوعب حتى التو أن حياة اخرى اصبحت داخلها...!
وبالفعل بعد فترة كانت قد إنتهت من تصفيف خصلاتها الحمراء الڼارية وتعطرت ليفوح عطرها الذي يعشقه في الغرفة ثم جلست على الفراش منتظرة خروجه من المرحاض بعد عودته من العمل...
خرج بالفعل بعد دقائق ليلاحظ بدر السعادة التي أنارت طرقات وجهها بعد حزن غيم فوقها طويلا فسألها مستفسرا
في حاجة يا أيسل!
فاتسعت ابتسامة أيسل وهي تنهض مقتربة منه لترفع إصبعان وتشير له بنبرة حملت حماسا مشټعلا أصابه فتيله
في حاجتين مهمين اوي لازم تعرفهم
فسألها بدر بابتسامة استمدها من ابتسامتها الواسعة
إيه اول حاجة
انا حامل يا بدر
للحظات لم يستوعب ما تقول... حامل... صغيرته تحمل طفله...!
كلما استوعب كلمة كلمة شعر أنه يرفرف بأجنحة السعادة في جنة النعيم... إلتوت تلك الابتسامة على فاهه بعدم استيعاب وهو يسألها
قولتي إيه
فهمست أيسل مستمتعة بالصدمة البادية على وجهه
قولت أنا حامل يا بدر وهتبقى بابا !
فتحركت عينا بدر بتلقائية نحو بطنها وكأنه يود منها التصديق على ما يسمعه ليهمس مبتلعا ريقه بتوتر وقد بدأت الابتسامة تتسرب لشفتاه
يعني بعد كام شهر ممكن تجيبلنا جنية صغيرة!
فضحكت أيسل وهي تومئ مؤكدة برأسها ....
فأغمض عيناه يتوسل واقعه ألا يكون ذلك حلم سيغادره بعد قليل وخرج صوته محتلا بمشاعر شتى وهو يخبرها بصدق
مش مصدق.. مش مصدق إن حتة مني ومنك عايشة جواكي دلوقتي!
فهبطت أيسل لمستواه لتمسك وجهه بين
متابعة القراءة