رواية هوس بقلم ياسمين عبد العزيز
المحتويات
على الأرض قائلا طول عمرك
أنانية متغيرتيش.. مش بتفكري غير في نفسك....
نظرت نحوه بذهول و هي لاتصدق مايقوله
ليكمل بنفس الحدة طب إيه رأيك إن انا اللي
جايبك هنا...
يارا بتوهان إيه جايبني هنا... طب
ليه
صالح و هو يرمقها باستعلاء و غرور ما انا
قلتلك...عشان آخذ حقي منك...
حاولت الوقوف ثانية رغم المها لتنجح
في ذلك قائلة بصړاخ حق إيه إنت تجننت
باعثلي ناس مجرمين يخطفوني و جايبني في مكان ژبالة زي داه و تقلي حقك.. حق إيه
لم يكن رده سوى صفحة قوية من يده
الضخمة على وجنتها الرقيقة حتى سالت
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
لم يتجرأ احد من قبل علي لمس شعرة
واحدة منها...
لفت راسها ببطئ تنظر له پصدمة لتجده
في يده هادرا بصوت مرعد أول و آخر مرة
تعلي صوتك قدامي...يا ژبالة زيك
زي العيال اللي إنت مصاحباهم لا فوقي
و إعرفي انا مين انا صالح عزالدين
اظن إن إنت فاكراه كويس و لو نسيتي
مفيش مشكلة انا حعرف افكرك فيا إزاي
بشعرها بقوة حتى شعرت بأن بعض الشعرات
ارجوك سيب شعري... حيطلع في إيدك....
قاطع كلامها بلهجة اكثر حدة و هو يكز
و من هنا و رايح متتكلميش غير بإذني....
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
و تغوري من هنا و خلي تليفونك في إيدك عشان
لما اتصل بيكي الاقيكي موجودة.... و على الله
تتأخري ثانية في الرد...أقسم بالله لخليكي
المۏت من اللي حعمله فيكي....
تركها في ذهول تام مما يحصل...
من صدمة خطڤها حتى تبينت لها هوية
الخاطف..لطالما ظنت انه صفحة من الماضي
و إنتهت رغم إحساسها بالذنب الذي كان ېقتلها
كلما تذكرته... كيف لعبت بمشاعره رغم أنه
أحبها بصدق لكنها كانت دائما تعذر نفسها بأنها
كانت صغيرة و طائشة حتى تتحمل مسؤلية
مشاعر جديدة لم تشعر بها في حياتها...
انه من حقها أن تخطئ و لا أحد يجب عليه
الاعتراض او محاسبتها...
نظرت إلى الباب الذي فتح مرة أخرى
بترقب لترى احد الرجلين الذين رأتهما
منذ قليل لتجفل
و ترتعش پخوف و هي
تتراجع إلى الوراء
رمي لها الكيس ليسقط عند قدميها
ثم قال بسماجة و إبتسامة
خسارة فلتي من إيدينا الليلة بس متقلقيش
انا حبقى أكلم الباشا عشان يديلنا
فرصة ثانية....يلا يا عروسة إلبسي داه و
مطوليش... دقيقتين و أرجعلك....
غمزها بقلة حياء لتشعر يارا يرغبتها
في التقيئ...لكنها تحاملت على نفسها
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
لتجده عباءة سوداء فاخرة... أسرعت
نحو الباب لتتأكد من إغلاقه باحكام
و ترتدي العباءة فوق فستانها بسرعة
قبل أن تعيد فتح الباب من جديد ليدخل
بعدها ذلك الحارس الكريه قائلا يلا يا عروسة
خلينا نمشي...حنرجعك لبيتك....
تبعته إلى الخارج لتتفاجئ بأن الغرفة
تقريبا تحت الارض بعد مشت في ممر طويل
ينيرة بعض المصابيح القديمة لينتهي بسلم
من عدة درجات صعدته يارا وراء الحارس
ثم وجدت نفسها في حديقة كبيرة
لم تتضح لها سوى بعض الأشجار العالية
تحيط بفيلا كبيرة لم يظهر منها سوى القليل
بسبب الظلام....
وجدت صالح أمامها يتفرس هاتفه الذي
وضعه بجيبه و بقي ينظر لها.. توقفت عن
السير لكن الحارس تكلم ليطلب منها أن تتبعه
يلا خلينا نمشي....
تبعته متجهين نحو سيارة سوداء كبيرة
ليفتح لها الباب الخلفي و تصعد و هي مازالت
تنظر لصالح الذي كان ينظر نحوها بوجه جامد
بتعابير غامضة.... سارت السيارة حتى
إختفى عن مرمى مصرها متخذة طريقها
نحو وجهتها و عندما خرجت السيارة من
سور الفيلا رفع الحارس البلور ليمنعها من
رؤية الطريق ...
بعد أقل من ساعة توقفت السيارة ثم
فتح الباب... نزلت لتجد نفسها أمام ذلك
الملهى و بجانبها غير بعيد عنها وجدت
سيارتها... أسرعت نحوها لتفتح الباب
لتجد حقيبتها في الكرسي الجانبي...
اغلقت الباب بسرعة ثم شغلت السيارة
قادتها بعيدا عن هذا الکابوس الذي
جعلها تعيش أصعب لحظات حياتها...
لم تعد تريد في تلك اللحظة سوى الاختفاء
تحت أغطية سريرها و النوم علها تستيقظ
لتجد ان كل ماحدث معها ليس سوى حلما
سيئا... لكن هيهات فقد عاد صالح و معه
بداية جحيمها الابدي...
صباحا في فيلا صالح عز الدين....
و تحديدا في غرفة الصغيرة لجين... إستيقظت
أروى على دغدغات الصغيرة التي سرعان
ما تقبلتها و أصبحت لا تفارقها ليلا نهارا...
إبتسمت و هي تقلبها لتصبح فوقها و تبدأ
في دغدغتها لتتعالي ضحكات لجين السعيدة
يا لهوي على القمر...اللي عاوز يتاكل داه..
انا حبدأ من الخدود الحلوة دي... همممم....
إنحنت عليها أروى و هي تمثل بأنها ستقضم
خديها لتتلوى الصغيرة محاولة الافلات منها
و هي تضحك بصوت طفولي...
أما في الخارج فيقف فريد أمام باب غرفة
إبنته و هو يستمع إلى صوت ضحكتها نفخ
بضيق قبل أن يحرك مقبض الباب ليفتحه
فقد أصبح مجبرا على رؤية تلك الفتاة المسماة
زوجته كل صباح في غرفة إبنته.... طوال اليومين
الماضيين لم يحدثها او يحتك كلما دخل للغرفة
تخرج هي و رغم ذلك لا يرغب في وجودها و تمتعض ملامحه كلما لمحها...
حالما تفطنتا لوجوده صړخت لجين بابي...
و ينشغل بالحديث معها بينما وقفت أروى من مكانها
لتنسحب من الغرفه كعادتها لكنه اوقفها قائلا إستني....
لجين بلهفة طفوليه بابي....
فريد ياروح بابي...نمتي كويس...
اومأت بايجاب برأسها و هي تنظر نحو
في الاخير طفلة صغيرة لا تفقه من الحياة سوى
اللهو و اللعب...
تركها لتزحف نحو العلبة و تبدأ في فتحها
تحت نظرات والدها الحنونة... فهو و إن كان
ذو شخصية جافة مع الجميع إلا أنه حين
يكون مع إبنته فهو يتحول لشخص آخر مختلف
تماما...وقف ليغادر الغرفة بهدوء كما دخل لكنه
توقف حيث كانت أروى تقف ليقول لها بنبرة
جافة خلي بالك منها...
أومأت له ثم سارت نحو الطفلة التي كانت
منشغلة بفتح العلبة... شهقت بفرح عندما
نجحت في فتحها بمساعدة أروى لتحدثها
قائلة و هي تنظر ببراءة أمامها شاطة... شاطة...
اجابتها أروى ضاحكة أيوا شكلاطة...لأحلى
فرولاية في الدنيا....
مدت الصغيرة يدها بحرص لتأخذ إحدى القطع
تحت أنظار أروى المذهولة من
جمال هذا النوع
من الشوكولا الفاخرة التي لم تر مثلها سوى في الصور...
بالطبع أين ستراها فمن الواضح أنها تساوي ثروة
و من مثلها لا يستطيعون سوى الحصول على
الأنواع العادية الموجودة في المحلات....
تجاوزت دهشتها و هي تنظر للجين التي كانت
حرفيا تفترس قطع الشوكولا دون توقف مصدرة
أصواتا طفولية تعبر ..
لتعاتبها أروى قائلة حبيبتي مينفعش ناكل
شوكولا كثير... كده حتمرضي.. و كمان مش
حتقدري تفطري كويس...
همهمت الصغيرة برفض لتيأس منها أروى
فوالدها هو من أحضرها لها إذا منعتها في
فستغضب و تبكي و قد تتعرض لتوبيخ
من زوجها...
تنهدت بقلة حيلة قبل أن تمد يدها هي الأخرى
و تشاركها الاكل بعد أن قررت انها سوف تخبر
خالتها و هي ستتصرف معه..
أخذت الغطاء المصنوع بالشوكولا لتقلبه
في يديها قائلة بصوت منخفض تحدث
نفسها طيب و داه المفروض ناكله و إلا
نحنطه... داه شكل حل اوي و مش هاين
عليا... يالهوي انا بقول إيه دلوقتي خليني
اذوق طعمه عامل إزاي....
قضمته ثم أغمضت عينيها لتهمهم بتلذذ
مستمتعة بطعمه الرهيب الذي تتذوفه لأول
مرة في حياتها....
في مطار برلين تيجيل في ألمانيا....
تجلس سيلين على احد الكراسي في صالة الانتظار تنتظر رحلتها المتجهة نحو مصر بقلق و توتر كبير
ودعت والدتها منذ قليل قبل أن تتجه نحو
المطار...
المتسارعة برهبة و هي ترفع نظرها كل ثانيتين
للوحة البيانات التي تحتوي على موعد
إقلاع الطائرات...
دقيقة... إثنان... خمسة....ستة و عشرون
دقيقة قضتها قبل أن تسمع صوت نداء
رحلتها لتقف من مكانها متوجهة نحو المكان
المخصص لكشف جوازات السفر....
إنتهت من الإجراءات ثم صعدت إلى
الطائرة لتدلها المضيفة على مكانها
بجانب النافذة.. دقائق قليلة ثم تعالي
صوت المضيفة الأخرى تطلب من المسافرين
ربط الأحزمة و الإستعداد للإقلاع نحو مصر.....
بعد أكثر من خمس ساعات لم تعلم سيلين
كيف مروا عليها..
خرجت من باب مطار القاهرة الدولي نظرت
أمامها تبحث عن سيارة أجرى تاكسي....
أخرجت الورقة التي كانت تحتفظ بها
في حقيبتها اليدوية و التي تحتوي على
عنوان الشركة الذي كتبته لها والدتها باللغة
العربية ثم توجهت لأول سيارة وجدت صاحبها
يتكئ على بابها و هو .
تنحنحت قليلا قبل أن تتحدثممكن العنوان
داه....رفع الرجل نظره نحوها ثم إتسعت عيناه
پصدمة عندما رأى كتلة الجمال الواقفة أمامه
مد يده بدون وعي ليأخذ الورقة منها قبل
أن يتمالك نفسه قليلا و هو يستغفر بصوت
مسموع قبل أن يبعد نظره عنها بصعوبة
ليقرأ الورقة بصوت عال مجموعة عزالدين
العالمية لل..... طبعا و مين ميعرفهاش... بس
إنت لا مؤاخذة عاوزة تروحي هناك ليه...
تناولت سيلين الورقة من يده لتخبئها من جديد
في حقيبتها و هي تجيبه تقدر نروح لهناك و
إلا اشوف تاكسي غيرك.... .
أسرع السائق نحو حقيبة سفرها ليأخذها قائلا
إتفضلي يا آنسة.. انا بس كنت عاوز أسألك
مش أكثر... إتفضلي إركبي.... نورتي عربيتي...
وضع الحقيبة في صندوق السيارة ثم اسرع
ليفتح لها الباب قائلا إتفضلي...يا آنسة....
ركبت سيلين ثم أغلق الباب خلفها ثم توجه
نحو مقعده ليشغل السيارة ثم يحرك المرآة
قليلا حتى يظهر له وجهها و هو يبتسم
بخفة قائلا من جديد حضرتك جاية منين...
أمريكا و إلا كندا....و إلا فرنسا....
تاففت سيلين و هي تتذكر حديث والدتها
عن ثرثرة اغلب أصحاب التاكسي و توصياتها
بعدم الحديث معهم لتتجاهله عله يصمت
لكنه عاد لثرثرته من جديد انا قلت اسليكي
شوية عشان الطريق للعنوان اللي إنت إديتهولي
طويل حبتين و حتزهقي....
إمتعضت ملامحها بملل من ثرثرته و صوته الاجش
المزعج الا يكفيها خۏفها و قلقها... و قلبها الذي
هذا الكائن الثرثار ليزيد عليها...
بللت شفتيها قبل أن تتكلم بصوت حاولت
ان يخرج واثقا عكس داخلها على فكرة
انا مصري بس كنت في ألمانيا و لو سمحت
كفاية سؤال عشان دماغي صدعة كتير ....
قهقه السائق على لهجتها المضحكة و كيفية
نطقها الطريف للحروف قائلا لا واضح
حضرتك إنك مصري جدا
...
حركت رأسها ناحية النافذة تنظر للمباني
و الشوارع التي تراها لأول مرة فهي لم تأت
من قبل لمصر... فتحت عينيها بتعجب عندما
رأت عربة صغيرة سوداء اللون بثلاث عجلات...
شهقت بانبهار قائلة إيه دا
إلتفت السائق حيث أشارت ثم أجابها
داه إسمه توكتوك... زي التاكسي بس
أصغر زي ما إنت شايفة....
تبعته سيلين حتى إختفي قبل أن يظهر
لها آخرون لتبتسم بانبهار متناسية خۏفها
لبعض الوقت....
وقفت السيارة أمام مبنى فخم و شاهق يتكون
من عشرات الطوابق.. إلتفت السائق قبل أن يخرج
من سيارته قائلا وصلنا يا آنسه هو داه العنوان...
نزلت سيلين من السيارة ثم أمسكت بحقيبة
سفرها بعد أن أعطت أجرة السائق ثم جرتها
نحو المبنى....
أوقفها أحد رجال أمن المبنى الذين كانوا
يقفون أمام الشركة قائلا و هو يتفحصها
بغرابة عاوزة مين يا آنسة... .
سيلين بتوتر أنا إسمي سيلين و عاوز
سيف عزالدين.....
هز الحارس حاجبيه و هو يتفحص هيئتها
التي تدل على أنها ليست مصرية إبتداء
من شعرها البني المائل للون البرتقالي و عيناها
الخضراء و بشرتها البيضاء الناصعة بالإضافة
إلى لكنتها الأجنبية....
أمسك بهاتفه اللاسلكي ليتحدث مع أحد
ما قبل أن يومئ برأسه قائلا الباشا مش
فاضي عنده إجتماع... تقدري تاخذي معاد
و ترجعي وقت ثاني.....
إعتلى الحزن ملامحها الفاتنة و هي تجيبه
بس انا جاي من المطار... شوف شنطة..
و مش عارف اي مكان هنا... بليز كلمه
قله
أنا عاوز اشوفه ظروري كثير.....
نفخ الحارس بضيق و هو لا يدري ماذا يفعل
قبل أن يقول لها يا آنسة إفهمي... اللي بتتكلمي
عليه داه سيف باشا عز الدين صاحب المكان
داه كله يعني لو عاوزة تقابليه لازم تاخذي معاد
مش قبل اسبوع او عشرة أيام...صدقيني
مستحيل تقابليه النهاردة... دي
التعليمات....
سيلين برجاء طب إنت خليني ادخل و انا
حتصرف جوا....
نظر الحارس لزميله الذي كان يستمع لحديثهما
ليأتيه متسائلا
متابعة القراءة