عڈاب قسوته بقلم ايه محمد رفعت
المحتويات
المبهج بالنفوس ...
بغرفة فريد ...
نهضت من نومها فبدلت ثيابها لفستان وردي يضيق من الأعلى ويهبط بأتساع جعلها كالأميرات ثم عقدت حجابها بأحكام لتتوجه لغرفة الصغيرة بأشتياق لرؤياها بعدما أعدت لها الحليب الصناعي ولجت للداخل لتتبادل بسمتها سريعا للعبوث حينما رأته بالداخل يحمل الصغيرة بحنان لا يتناسب مع شخصيته القاسېة ! ..
أستمعت له پألم فوضعتها على الطاولة الصغيرة ثم خرجت بحزن من معاملته الجافة معها أما هى فجذب الطعام ليقربه من فم الصغيرة التى تبتسم بفرحة تزرع البسمة على وجه القاسې فتجعله كمن يتعلم كيف يبتسم بعد ما مر به حملها بين يديه كمن يحمل كنزا يخشى أتلافه جلس بها على المقعد المجاور للشرفة ليتمعن بعيناها التى ورثتها عن والدتها ليصفن بها
أشار له فريد بتعب_أه تعبان شوية فأخدت الملفات هدرسهم بالبيت .
ثم قال بأهتمام _وبعدين أنت لسه هنا ليه مش بتقول عندك مشوار مهم ..
جلس على المقعد ببسمة ضيق_أه ياخويا بس منتظر الست هانم لما تحن عليا ..
تعالت ضحكاته قائلا بصعوبة _جواز أيه بعد الشړ عليااا أنا لسه شباب دا أختي جيت من أسكندرية من كام يوم وعايزاني أفسحها بكل شبر بالقاهرة فقولتلها تعدى عليا بعد ما أخلص شغل وأديني أهو مستنى ..
تطلع له بأهتمام _مين فيهم ليان ولا ليليان..
رمقه بنظرة متفحصه _أممم وأنت يهمك مين فيهم ..
قالها بغمزة من عيناه فدفشه فريد پغضب وهو يهم بالخروج_حيوان ..
أجابه الأخر بضحكة عالية _كدا ماشي بكرة تيجي تطلبها مني وتترجاني أوافق هااا خاليك فاكر ...
رسم على وجهه بسمة خاڤتة رغما عنه على حديث رفيقه بعدما توجه للمصعد الذي أستقاله للوصول إلى جراج المبني صعد لسيارته ثم شعل محركها ليخرج من مكان ركنتها ولكنه تفاجأ بمن يصدمها من الخلف فصاح پغضب من نافذة سيارته_مش تفتح يا غبي ..
بترت كلماتها حينما أقتربت من السيارة لتجده هو من يسكن بالقلب قبل أن يحفر ملامحه بعيناها وضعت عيناها أرضا بحرج خرج فريد من سيارته يتأملها بأشتياق وبسمة ترسم بوجودها قالت بتلعثم_أنا أسفة يا فريد معرفش أنها عربيتك والله ..
_نعم! باليساطة دي !! .. دا لو حد تاني كان زمانه أندفن هنا ..
قالها حسام پصدمة بعدما هبط على رنين هاتفه ليعلم بأن شقيقته بالأسفل فهبط ليستقبلها ليرى ما جعله پصدمة عارمة ...
خجلت ليان للغاية ورمقه فريد بنظرة ممېتة جعلته يبتلع ريقه بتوتر ليسرع بالحديث_طيب يالا يا ليو نروح مشوارنا ...
ورفع يديه على كتفيها لتزداد نظرات فريد حدة فسحب حسام يديه قائلا بحيرة وهو يحك طرف أنفه_دي أختي على فكرة ..
ثم صعد جوارها سريعا قبل أن يفتك به لتلمحه بنظرة أخيرة قبل أن تخرج من المكان ويتأملها هو بنظرة عميقة أنهاها بقراره بأن يتقدم لخطبتها فقد حان الوقت ليقطع المسافات بينهما ..
عاد للوقت الحالي على صوت
بكاء الصغيرة فهدهدها برفق حتى غفلت على ذراعيه فأعادها لفراشها الصغير ثم هبط للأسفل ليجدها تضع الطعام على الطاولة كاد بالمغادرة ولكنه توقف على نداء والدته قائلة بحزن _مش هتفطر ..
أجابها دون النظر إلي من تختلس النظر إليه_ماليش نفس ..
أجابته برجاء_طيب كل اللي تقدر عليه ..
علم بأنه سيدخل معها بنقاش حاد وسيخسره بنهاية الأمر لذا جلس على مقعده ليشرع بتناول طعامه بهدوء تام قطعته ببسمة هادئة_عجبك الأكل ريهام هى اللي عملاه..
رمفها بنظرة جانبية محتقنة ثم قال بثبات _مش بطال ...
حزنت ريهام من رده المتصلب معها ولكنها ألهت ذاتها بتناول طعامها نهض عن الطاولة قائلا بجدية _عن أذنكم ..
وكاد بالرحيل فأوقفته
والدته السيدة زينب قائلة بهدوء_فريد ...
أستدار لها فأكملت حديثها _وصل ريهام بطريقك لبيت والدها رايحة تطمن عليه بدل ما تتبهدل بالمواصلات ..
نظرات عيناه التى تحاولت إليها أرهبتها فأسرعت بالحديث المرتبك_مفيش داعي يا ماما أنا هأخد تاكسي من على أول الشارع ...
تطلعت له زينب بنظرة مطولة كأنها تنتظر رده فخرج عن أطار صمته بكلماته الآمرة_هستانها بره ..
وغادر سريعا وهي بحالة خوف لا ترثي لها ...
عذاب_قسوته..
الفصل_الثاني....
خرجت بخطوات بطيئة لسيارته حلقها جاف من فرط توترها الملحوظ سحبت الباب الخلفي لسيارته فتخشبت أصابعها علي مقبضه حينما قال پغضب _أنا مش السواق الخصوصي بتاع جنابك ..
أغلقته سريعا ثم جلست جواره بحزن من كلماته تحرك بسيارته پغضب كأنه لم يحتمل تلك الدقائق القليلة التى ستجمعه بها سرعته جعلتها ترتجف من الخۏف بأن يفتعل حاډث على الطريق فحمدت الله حينما توقف أمام المنزل هبطت من سيارته بعدما حمدت الله على كونها تقف على قدماها من جديد كاد بالرحيل ولكنه أنتبه لصوت والدها الذي كان بالخارج هو الأخر فقال ببسمة هادئة_أيه الصدف اللي تفتح النفس دي أزيك يا إبني عامل أيه ..
تجمدت ريهام محلها پخوف من أن يهين والدها أو يتعامل معه بجفاء ولكنها تفأجات به يخرج من سيارته ويصافحه بود_الله يسلمك يا عمي أخبار حضرتك أيه ..
أجابه بفرحة _الحمد لله يا حبيبي ثم بنبرة ود أجابه_متطلع تقعد معانا شوية ولا أحنا مش أد المقام ..
إبتسم القاسې قائلا بمحبة _لا طبعا أزاي ...هركن عربيتي وهطلع ورا حضرتك ..
كاد فمها بأن يصل للأرض من فرط صډمتها حتى أنها لم تستمع لنداء والدها الذي يحثها على الصعود فأستدار لفريد قائلا بسخرية _هى البت مسهمة فيك كدليه ..
أستدار لما يشير إليه ليجدها تتطلع له پصدمة فكبت بسمته بصعوبة فهى أعتادت منه على الجدية والصرامة بالتعامل معها حتى أنها ودت لو نقلت صورة تفصيلية لأبيها عن القاسې الذي تعيش معه فربما ألتمس لها العذر بأن ما تراه درب من الخيال! .....
أفاقت على هزات يد والدها فشعرت بالحرج فصعدت الدرج سريعا حتى لا يرى أحدا وجهها المتورد ..
هبط من سيارته معدلا من وضعية الهاتف على أذنيه فقال بلطف لسكرتيرة مكتبه_أنا وصلت أهو أعمليله قهوة لما أطلع .
وأغلق هاتفه ليتوجه لمصعد العمارة سريعا ولج للداخل ثم كاد بالضغط على الزر الجانبي ولكنه تفاجأ بفتاة تدلف خلفه ثم وقفت أمام اللوحة بأرتباك فقالت بصوت مسموع_هى قالتلي الدور الكام! ..
ثم حكت رأسها بتذكر غير عابئة بمن يقف خلفها بضيق فكان يود الصعود مسرعا لمن ينتظره بمكتبه منذ ما يقرب الساعة والنصف أخرجت هاتفها لتطلب رفيقتها حتى تتأكد من رقم الطابق الصحيح فأنتبهت للصوت الرجولي القادم من خلفها ..
حسام بغضب_هنفضل كدا كتير ..
إستدارت فاطمه لمصدر الصوت لتجد أمامها شابا فى نهاية العقد الثاني من عمره يتمتع بمظهر جذاب للغاية عيناه زيتونية محاطه بهالة من اللون العسلي شعره فحمي اللون يتوسط رقبته بجسد رفيع قليلا ولكنه ممتد بعضلات توضح قوته الرجولية تنحنحت بحرج ثم أستجمعت كلماتها _حضرتك تقصد أيه .
وجدها فتاة بملامح رقيقة للغاية حتى وجهها المستدير تكمنه ملامح من البراءة غريبة أنغمس غضبه خلف هالة من الهدوء فجاهد للحديث بصوت أقل لهجة من ذي قبل _أحمم بقول يعني تعرفيني عايزة تطلعي فين ولمين ممكن أساعدك ..
تحدثت بلهفة _ أنا جاية أشوف الوظيفة اللي نزل عنها أعلان عن مكتب محاماة هنا فى العمارة وبصراحة مش فاكرة المكتب فى أنهي دور ..
إبتسم بفرحة لصدفة هكذا ثم أستعاد ثباته ليشير لها برفق_طب تسمحيلي ..
فهمت مقصده فتباعدت عن اللوحة ليضغط حسام على الطابق المنشود ليصعد للأعلى بهما ثم توقف بعد لحظات أمام الطابق الرابع خرج حسام من المصعد مشيرا له ببسمته الجذابة _إتفضلي يا أنسة ..
لحقت به بخجل حتى وقفت أمام الباب الرئيسي لمكتب من أفخم ما يكون يعلوه لافتة ضخمة مكتوب عليها فريد أيوب حسام الزيني رفعت عيناها على الأسماء بلمحة أمل على أن تكون جزءا من جفن عمالقة القانون بالقاهرة تراقبها حسام ببسمة خاڤتة تحاولت ملامحها للتوتر حينما رأت عدد لا بأس به من الفتيات الحاملة لنفس الإعلان غامت سحابة الخذلان على ملامح وجهها فحسمت أمورها سريعا إستدرات لتغادر المكان فأقترب منها حسام بأستغراب_رايحة فين يا أنسة!..
توقفت محلها بحرج حينما تذكرت عدم شكرها له فقالت على إستحياء_أنا بشكرك جدا على مساعدتك الكريمة دي وبعتذر لو كنت عطلت حضرتك عن حاجة..
أجابها ببسمة هادئة_مفيش داعي للشكر ولو على العطلة فأنا جيت المكان اللي كنت رايحله...
تأملته بتركيز فقالت بذهول_هو حضرتك جاي عشان الإعلان اللي نزل
إبتسم حسام على برائتها ثم أشار لمحامي يعمل لديه تحت التمرين فهرع إليه بوقار _تحت أمرك يا حسام باشا
شهقت فاطمة پصدمة فوضعت يدها على فمها خجلا محدثة ذاتها معقولة دا حسام الزيني صاحب المكتب
ثم نظرت
إليه بعين ترتجف فوجدته يكبت بسمته بصعوبة ليقطع سيل الصمت بكلماته الحازمة لعلاء _ الآنسة فاطمة هتنضم لفريق العمل معانا فعرفها طبيعة شغلنا وبعدين أديها ملف قضيه أحمد فرج تدرسه وتشوف هتقدر إزاى تطلع بحلول قضائية نخرجه منها من قفص الإتهام..
تنحنحت بحرج بعدما أوشك على الأنصراف_أنا بجد مش عارفة أشكر حضرتك إزاى يا مسترحسام.
حسام بمرح_إشكرينى بفنجان قهوة مظبوط بدل اللي بتعملها منىوبشربها جبران خاطر
تعالت ضحكتها فجاهدت للحديث_ثواني وتكون عند حضرتك .
بمنزل ريهام
وضع فريد القهوة من يديه على الطاولة قائلا ببسمة هادئة_بستأذن حضرتك يا عمي ورايا شغل كتير فى المكتب بس بوعدك دى مش هتكون أخر زيارة..
راقبته من خلف الستار بدهشةتستمع لحديثه مع والداها وتراه يبتسم إبتسامة أذابت قسۏة معاملته لها تنهدت بحزن فكيف سيمنحها الفرصة ليرى كم تعشقه حد الجنون حتى قسوته باتت تعتاد عليها توجه للمغادرة فأنتبه لها هائمة به كأنها تراه لأول مرة تعلقت النظرات بعضهما البعض ليشير لها بهدوء _أول متحب ترجعي البيت كلميني..
إكتفت بأشارة بسيطة من رأسها كبت بسمته بصعوبة على مظهرها المضحك ثم غادر بصمت أغلق والدها الباب مبتسما بفرحة_ده طلع إبن حلال والله يا بنتى الحمد لله ربنا عوضك خير عن طليقك دا
أشاحت ريهام بوجهها عن أبيها حتى لا يرى دمعتها على كلماته الأخيرة فكيف ستخبره أنه وطليقها على حد السواء ولكن ما زاد الأمر صعوبة
إنها تحبه برغم سوء معاملتها .
بمكتب المحاماة..
ولج فريد
متابعة القراءة