تعويزه عشق بقلم رحمه سيد
المحتويات
مع السلامة
قالها وهو يستدير مغادرا دون تردد
لتحدق حنين بمكانه متعجبة من اللون المختلف لعصبيته التي تراها لأول مرة منذ أن قابلته
رأت سيارته تغادر من امام البناية فتنهدت بكل قوتها على تلك الجاذبيات المعاكسة في حياتها
إلتفتت لحمزة الذي كاد يغادر هو الاخر بضيق لتمسك بيداه متساءلة
أنا كويس سيبيني
قالها محاولا الابتعاد عنها لتمسك هي بيده مرددة في حزم تتظاهر به بدلا
عن البكاء المرير الذي كاد يتأكلها
تعالى اقعد اهدى واشرب مياه بسكر كدة بعدين روح مطرح ما أنت عايز
استسلم يسير معها يخالف قانون طبيعي اخيرا في قربها
دلف حمزة مغلقا الباب خلف حنين التي ما إن دلفت حتى إنزلقت قدماها في مياة على الأرض لتصرخ متمسكة بأطراف قميص حمزة الذي سقط معها على ارضية المنزل
كاد ينهض ببطئ ولكنه السلسلة الحديدية التي ترتديها حنين التي تشابكت به جعلته يسقط مرة اخرى بتلقائية بالأضافة لترنحه
وفجأة شعرت بما جمدها مكانها
وكأنها دخلت في حالة اللاوعي من تلك الصدمة
وفجأة دفعته بكل قوتها صاړخة ليبتعد عنها جالسا
لتهمس بصوت مصعوق
أنت ازاي أنت انت مچنون
نهض يحاول الثبات دون ان ينظر لها لتدفعه ضاربة على صدره وهي تكمل بهيسترية مصډومة
انت مچنون مريض أنت استحالة تكون حمزة لا أنت واحد مريض انا اول مرة اشوفه طب ازاي اصلا فكرت ف كدة ازاي قدرت تعمل كدة
كان صامت يحدق في الارضية بخزي حقيقي لاول مرة يشعر انه حقېر بالفعل
كاد يقترب منها يحاول التفوه
أنا
ولكنها قاطعته تشير له نحو الخارج مزمجرة بحدة غاضبة جامدة
برررة مش عايزاك تقرب مني تاني ابدا طول ما ماما او جوزي مش معانا مش عايزة اشوفك اصلا انا مش عارفة ماما هيحصل لها اية لو عرفت هيحصل لها حاجة والله
وإن كان لديه دافعا يزجه نحو الاعتراف فالان خلق الاف الممنوعات تحذره من ذاك الاعتراف
خرج مهاب من غرفة سيلين ل الجميع الذين ينتظروه في الخارج على امل تفسير ما حدث
تنهد بقوة وهو يراهم يقتربوا منه متساءلين في قلق
هز رأسه نافيا بهدوء
مفيش هي اتهورت بس شوية وخرجت من غير ما تقول لحد وبعد اذنكم انا محتاج اتكلم معاها لوحدنا لما تصحى
تدخل عمها يهتف في غيظ غاضب
سبني اخش اربيها بنت الكلب دي
هز مهاب رأسه نافيا بصلابة يخبره
لأ محدش هيتكلم معاها في اللي حصل أنا بس اللي
من حقي اتكلم معاها ارجوووكم
اومأت والدتها بخزي تنظر للأرضية كذلك الحال بالنسبة لعمها الذي انسحب پغضب ليعود هو للداخل مرة اخرى
نظر لها متسطحة على الفراش يسرقها النوم في رحلة راحة قليلة
رغبة في صفعها الاف المرات على تهورها ذاك تضاهيها قفزات متتالية من الالم داخل روحه ترجوه ألا يفعل معها مثلما فعل معه
بدأت هي تستعيد وعيها
پبكاء تتحسس وجهها وهي تشهق مټألمة پبكاء
ليجدها هلع وجهها وهي تحدق به لتعود للخلف صاړخة بهيسترية
أنت هتعمل إية ابعد عني لا
اقترب منها يجلس لجوارها بحنو
هششش اهدي يا سيلين أنا اسف اسف والله ما هقربلك
ابعد عني بقا والنبي كفاية
كان داخله ېصرخ فعليا ېصرخ على تلك الطفلة التي دمغت حياتها بطلاء السواد وبسببه هو
هي مجرد طفلة طفلة لا تنتمي لماضيه وعقدته بشيئ
سبني في
حالي بقا طلقني بالله عليك أنا تعبت اوي والله انا اسفة لو نرفزتك انا غبية بس كفاية بقا
انا مش وحش يا سيلين مش سلبي زي ما إنت متخيلة بس أنا عانيت كتير اوي عانيت حتى وانا اصغر منك بقى عندي عقدة نفسية من الضعف بتكهرب لما احس اني في موضع ضعف
انتبهت له بلؤلؤتيها تحدق به ليجدها تقول بصوت طفولي
طب انا ذنبي اية انا تعبانة والله
وانا تعبان والله مش بمزاجي
مالك حصل لك إية
هز رأسه نافيا ليجعلها تتسطح وهو
مش دلوقتي مش عايز افتكر خليك جمبي بس
جلست لارا لجوار فراش والدتها في المستشفى تنظر
لوالدتها المتسطحة تنام بسكون قد يكون طويل
تمسك يداها وتبكي پقهر تبكي حظها في تلك الدنيا التي باتت تعاديها كأقوى عدو
أصبحت لا تطيق حتى الهواء الذي يخترق رئتيها
ازدادت شهقاتها في العلو وهي تهتف بحروف متقطعة
أنا مكنتش هوافق عليه يا امي بس كنت مضطرة كنت مجبورة عشانك
ابتسمت بحړقة من بين دموعها وهي تكمل
هو مفكر إن انا عندي اللي اديهوله مايعرفش إن انا ماعنديش حاجة اخاڤ عليها غيرك خلاص
تمسكت بيد والدتها اكثر وكأنها تحتمي بها وهي تصرخ بصوت مكتوم
مايعرفش إن انا سبب اللي حصلك يا امي مايعرفش إن أنا اصلا خسړت اللي هو عاوز ياخده
ظل جسدها ينتفض وهي تهز رأسها بهيسترية
بس هو مش هيسكت لما يعرف مش هيصدقني اصلا مش هيسبني في حالي
ازداد نحيبها في التعمق حد الڠرق وسط الآهات وهي تردف
هيعاقبني على حاجة انا اتعاقبت عليها بمۏت فرحتي للابد على حاجة مش بمزاجي ااااه يا امي انا تعبت ياريتني ما جيت الدنيا دي
سمعت طرقات على الباب فنهضت مسرعة تمسح دموعها لتجد الممرضة تخبرها بجدية
خلاص يا انسة لارا الزيارة خلصت من فضلك اتفضلي
اومأت موافقة لتلقي نظرة وداع على والدتها المستكينة ثم تغادر بأقدام واهية
وصلت الى قرب البناية التي تقيم فيها وما إن كادت تستدير لتدلف الى البناية حتى وجدت من يسحبها بقوة لشارع مجاور
شهقت بړعب وهي تتيقن من طلته الباردة أنه ذاك الرجل خالد
المړيض الذي دمر حياتها بأكملها
أنتفضت تحاول الابتعاد عنه لتجده يهمس بصوت اشبه لفحيح الافعى
كنتي مفكراني مش هعرف اجيبك يا لارا هتغفليني وتقوليلي هشتغل معاكم وترقصي ليلة وتهجي إنت وامك
ظلت تهز رأسها نافية بهيسترية
لا لا سبني والنبي يا خالد
تقوس فاهه بابتسامة سمجة وهو يقول بتهكم مرير
اسيبك ده انا من ساعة ما هربتي من الواحات وانا بدور عليك منا عارف إنك استحالة تيجي غير القاهرة دورت عليكي في الاقسام والمستشفيات لحد ما قدرك عطرني عليك
خرج صوتها مختلط پبكاء حاد وهي ترجوه
سبني في حالي بقا أنت مش خدت اللي أنت عايزه
ازداد جسدها في الأنتفاض وصرخاتها في تلك الليلة المشؤومة ترن بأذنيها كرنين انذار المۏت
المۏت الذي حكم به على حياتها للأبد
وفجأة صدح صوت هاتفه فنظر له يتفحصه ليرد وبعدما سمع هتف مسرعا
خلاص خلاص يلا انا جاي
ابتعد عنها مسرعا يشير لها بتوعد
حظك فلتي المرة دي لكن هاجيبك يا لارا ومش هتعرفي تهربي مني تاني
ثم ركض مسرعا يغادر لتركض هي الاخرى نحو المنزل وتصعد للشقة اغلقت الباب عليها
لم تمر دقيقتان حتى وجدت اسر يدلف ينظر لها باهتزاز
اقترب منها يسألها بخشونة
مالك وكنتي فين
م مكنتش في حته عادي
سحبها من يديها معه للداخل
متابعة القراءة