قلوب حائرة الجزء الثاني بقلمي روز آمين
المحتويات
ظروفه اللي ما يعلم بيها إلا ربنا دي!
واستطرد بتضامن موضحا
ده الراجل مش عارف ياخد نفسه من كتر المصاېب اللي عمالة ترف علي دماغه وتنزل واحدة ورا التانية.
بتراجع تحدثت كي لا تظهر بصورة بشعة أمام نجلها
ربنا يكون في عونه يا ابنيأنا ما قولتش حاجة
واسترسلت شارحة
أنا بس لما لقيتك فاتح في المصاريف إيشي غدا من برة وإيشي عزومة عشا لمراتكقلت يبقي ياسين اداك الفلوس اللي وعدك بيها
عودة إلي داخل غرفة العمليات
إنتهي الأطباء من إخراج الصغيرة وألتقطها الطبيب المختص بالكشف عن الطفلة وقام بفحصها جيدا تحت انظار ياسين المتمعنة بطفلته التي وما أن لمحها حتي حزن داخله علي حالتهافقد كان جسدها نحيف وصغيرا للغايةأما عيناها فكانت منغلقة وجفناي منتفخان ولا يوجد بهما أهدابا ويرجع ذلك لحضورها للدنيا مبكرا قبل أوان إكتمالها داخل رحم والدتهاإنقبض قلبه عليها وخشي خسارتهاوعلي عجالة أخرجوا الطفلة من الغرفة وألحقوها بالحضانة وحقنها ببعض الأدوية كي تساعدها علي التمسك بالحياة
بنبرة ضعيفة تحدثت إليه بإبتسامة خاڤتة
حمدالله علي سلامتك يا حبيبي...نطقها بعيناي أظهرت كم سعادته من عودتها إليه سالمةتذكرت حالتها وبعجالة باغتته بالسؤال عن طفلتها
مسك يا ياسينطمني وقول لي إنها بخير
أردف مطمأنا إياها كي يهدئ من روعها
كويسة يا حبيبيخدوها علي الحضانة وبإذن الله مع الرعاية هتبقي كويسة
أومأت له بعيناي منكسرة وقلب حزين
إنت كويسة يا ماما
شعرت بإرتجافة بقلبها عندما لمحت لوعة صغيرها الغالي وارتعابه عليهاوبعيناي حنون طمأنته بنبرة صوت خاڤتة للغاية جراء حالتها
وبرغم تعبها وشدتها إلا أنها سألته مستفسرة عن صغارها
فين إخواتك يا مروان
رد عليها ياسين كي يحثها علي الهدوء والاسترخاء
إهدي وما تفكريش في حاجة غير في نفسك وحالتك يا مليكة
بعد مرور حوالي ساعة
كان يقف ممسكا بكفهاحيث كانت تتمدد علي التخت الخاص بغرفتها التي خصصت لها لتقبع بداخلها طيلة الأيام التي ستبقي بها داخل المشفي حسب قرار الأطباء ونظرا لحالتها الصحيةتحدث إليها عز الذي دخل للتو بعدما ترك المجال للأطباء والممرضات ليتابعوا عملهم
بعيناي تظهر كم التعب الساكن جسدها أجابته بنبرة خاڤتة تأثرا بحالتها
الله يسلمك يا عمو
نظر لها والدها ثم تحرك إليها ووقف بجانب سهير التي تجلس فوق المقعد المجاور لصغيرتهامال علي وجنتها وقام بوضع قبلة حنون فوقها وتحدث وهو ينظر بعيناها
حمدالله علي سلامتك يا نور عين أبوك
إبتسامة حنون إعتلت ثغرها وتحدثت بخفوت
الله يسلمك يا بابا
نظر عز علي تلك الراقية الواقفة بالغرفة تتطلع علي ملكية ويجاورها مروان مساندا إياهاتحدث إليها بنبرة خرجت حنون رغما عنه
مالك يا ثرياإنت تعبانة
أجابته بنبرة خاڤتة أظهرت كم التعب الذي سكنها
أنا بخير يا سيادة اللواءما تقلقش
أسرعتا يسرا ونرمين إلي والدتهما بعدما نظرتا عليها ووجدتا لون وجهها مائل للون الأصفر مما يشير إلي إنخاض معدل السكر بجسدهاهتفت يسرا مستفسرة بنبرة مړتعبة
ماما إنت ما أخدتيش حقنة السكر ولا أكلتي لحد الوقت
هتف عز سريعا پذعر وهو يقترب عليها
إقعدي يا ثريا وأنا هخلي دكتورة مني تجيب لك جرعة أنسولين حالا وهخلي طارق يجيب لك حاجة تاكليها بسرعة من الكافيتريا
تحرك الجميع إليها كي يطمأنوا علي تلك الخلوقة وبعد مدة إستقرت حالتها وأصطحبها طارق هي ومروان وعاد بهما إلي المنزل كي تأخذ قسطا من الراحة
بعد قليل هاتف رئيس جهاز المخابرات اللواء عز المغربي ليشتكي له ياسين بشكل ودي ويرجع ذلك لصداقة الرئيس بعز ولولا ذلك لأحاله للتحقيق الفوري علي كسره وتعديه الأوامروذلك بعدما علم من خلال مصادره أنه كان متواجدا بدولة ألمانياحيث أنه كشف بعدما طلب طائرة خاصة من الجهاز لتقله علي وجه السرعة ليصل إلي مصرأبلغه الرئيس عن بعض الهواجس التي هاجمت تفكيره وخشيته من أن يكون السبب وراء ذهاب ياسين إلي ألمانيا هو أنه يبحث عن قاټل زوجته بعيدا عن التنسيق مع الجهازوأخبره أيضا أنه يخشي خسارة الجهاز لشخص مثل ياسين إذا تم تصفيته من عناصر تابعة لتلك المنظمة الإرهابية إذا ما علموا بتواجده هناك
بزيف أخبره عز أن نجله ذهب لتحويل أوراق صغيرته من جامعتها إلي القاهرةفطلب منه الرئيس بأن يجلب له ياسين ويأتيا معا لزيارته ليتناقشا بالأمر فيما بينهما وبشكل ودي
بدولة ألمانيا
وبالتحديد داخل حديقة سليم قاسم الدمنهوري وقبل غروب شمس اليوموسط أجواء رائعة تتسم بالبهجة والسرورتجلس فريدة وتجاورها أسما صديقتها واطفالهم يلتفون جميعهم حول الطاولة المستطيلة المتواجد عليها أصنافا عدة من المقبلات والخبر
أما سليم وصديقه المقرب علي غلاب فكان يقفان أمام مشواة اللحم الموضوع فوقها اللحم المتبل بأنواعه ويتابعا تسويته علي الفحم لتقديمه إلي أسرتيهما الصغيرتان
هتفت أسما بنبرة عالية لتحثهم علي الإسراع
هو إحنا مش هناكل النهاردة ولا إيه يا أساتذة
واستطردت بدعابة
الولاد أكلوا الطحينة والعيش حاف من جوعهم
عقب زوجها علي حديثها لائما بعذوبة
هو انت دايما كدة مستعجلة علي كل حاجةإصبري يا مدام علشان تاخدي حاجة نضيفة
أردفت فريدة بطرفة
يارب بس بعد كل الصبر ده ما تحرقوش اللحمة زي المرة اللي فاتت وترسي في الآخر علي تونة معلبة
تصدقوا بالله إنتوا ما بيطمر فيكم حاجةصدق اللي قال عليكم عاملين زي القطط بتاكلوا وتنكروا...نطقها سليم لائما بها فريدة التي أطلقت ضحكاتها هي وأسما
نظر علي إلي نجله سليم الذي بلغ الحادية عشر من عمره واصبح فتي واردف قائلا بتكليف
سوليهات الأطباق إنت وعلوة وتعالوا خدوا اللحمة
وضعت تلك الصغيرة كفها فوق فاهها وهي تكظم ضحكاتها علي ذاك الذي كان يوبخها منذ القليل علي مناداته بذاك الإسم وطلب منها پتعنيف بألا تنطق بذاك الاسم أمامه من جديد
رمقها بحدة وباعتراض حاد هتف بنبرة غاضبة وهو يجذب ذاك الصحن المستطيل من فوق المنضدة بحدة ويتحرك في طريقه إلي والده
أنا قلت لحضرتك قبل كدة إني ما بحبش حد ينده لي بإسم سولي ده
واستطرد برجولة مبكرة
أنا راجل يا باباومافيش راجل بيتقال له يا سولي
بتفاخر وانسجام هتف سليم قائلا
عاش يا سليمراجل بجد
إنتعش داخله من مدح ذاك الذي دائما يعتبره غريمه ومزاحما له في حب تلك الصغيرة التي عشقها بمفهومه الضيق للعشقمنذ أن رأها تنطق بحروف إسمه بعامها الثاني
بعد قليل كان الجميع يتناول الطعام بشهية عالية ويرجع ذلك للأجواء الجميلةتحدثت فريدة إلي كلا المتجاوران بالجلوس
تسلم اديكوا يا هندسةاللحمة حلوة أوي والسوي بتاعها مظبوط جدا المرة دي
أجابها وهو يقتطع بالشوكة والسکينة من شريحة اللحم المتواجدة بداخل صحنه
بألف هنا يا حبيبي
إبتسمت له وشكرته بعيناها ثم إقتطمت قطعة من اللحم وتحدثت إلي أسما
لينا فترة ما أتجمعناش علي الأكل
متابعة القراءة