قلوب حائرة الجزء الثاني بقلمي روز آمين
المحتويات
يحصل علي ختم الموافقة عليه منك
ضحكت بثينة ثم أردفت وهي ترفع انفها للأعلي بنوع من المشاكسة لزوجها
أيوة كدة إظبط كلامك يا دكتور
إتسعت عيناي أيسل إعجابا بتلك ال بثينة ثم هتفت بإطراء بنبرة حماسية
الله يا طنط علي شخصية حضرتكحبيت قوتك علي فكرة
تبادل هؤلاء الثلاثة النظرات بينهم ثم وبدون مقدمات أطلقوا العنان لضحكاتهم الساخرة المتهكمة من سذاجة تلك التي باتت تتطلع علي وجوههم باستغراب
هو انت طيبة قوي كدة وبتصدقي أي كلام يتقال قدامك يا حبيبتي
ضيقت عيناها بتعجب غير مدركة لمعني حديثه فاسترسل شارحا بإبانة
بصي يا روحيإحنا عيلة شرقية أصيلة بحتة
واستطرد وهو يشير بكف يده إلي والده المبجل
يعني الكلمة الأولي والاخيرة هنا للدكتور
آه بنحاول نكون ديمقراطيين إلي حد ما والكل بيحاول يقترح ويقول أرائه في إدارة شؤون البيتبس في الأخر لو الرأي ده ما توافقش مع مبادئ ورؤي دكتور جمالساعتها بنضطر نقفل باب المناقشة في الموضوع ونعتبره ما اتفتحش من الأساس
بإبانة أردفت بثينة بنبرة حكيمة تليق بعدد سنون عمرها
واستطردت معللة
لأن في الأخر البيت ده ماشي بإدارة دكتور جمال وهو المسؤول قدامنا لو لاقدر الله إختل توازن الأسرةوزي المثل الشعبي ما بيقولالمركب اللي ليها ريسين بټغرق
كانت تنظر إليها متعجبة حديثهافذاك الجمال لا يظهر عليه شخصية الديكتاتور مطلقا وللحق هو ليس كذالك بالظبطتحدث جمال بنبرة هادئة للتوضيح
ثم استرسل موجها حديثه لزوجته وولده في مداعبة منه ل زوجة نجله
إنتوا بكلامكم خلتوها تاخد عني فكرة إني راجل ديكتاتور متحكم وصاحب الكلمة الواحدة
أردف كارم بدعابة
حبيبتي ذكية وأكيد فاهمة إن أبويا مش هيتدخل في حلة البامية اللي أمي هتعملها ويقرر يحولها لقلقاس مثلا
ما تقلقش يا أنكلأنا فاهمة كلام طنط كويس
وبإبتسامة ساخرة من حالها استرسلت شارحة
ما أنكرش إن في أول الكلام إختلط عليا الأمر وفهمت إن الكلمة الأولي والاخيرة لحضرتك في كل ما يخص البيت بس بعد ما بصيت لطنط ولراحة ملامحها تأكدت إن حضرتك تقصد القرارات المصيرية اللي لازم لها حسم وقوة وتفكير عميق ودراسةزي كدة قرارات الحكومة الحاسمة اللي بتتعمل لصالح الشعوب
برافوا عليك يا دكتورةتفكيرك حكيم برغم صغر سنك
عقبت بإبتسامة مشرقة
ميرسي يا أنكل
أما ذاك العاشق فقد حاوط كتفها وتحدث وهو يضمها عليه باحتواء تحت خجلها الشديد
هو أنا حبيتها من شوية يا دكتور
بمشاكسة لنجلها وزوجته تحدثت بنبرة دعابية
ما تلم نفسك شوية يا ولامن ساعة ما قعدنا علي السفرة وإنت قاعد تحضن وتسبل لها ولا عامل أي حساب لوجودي أنا وأبوك
أردف قائلا بثقة
مراتيمش حضرتك لسة قايلاها بنفسك من شوية
ثم توجه بنظره إلي أيسل واستطرد وهو يتعمق بعيناها
يعني أنا ما بعملش حاجة غلطبالعكسده أنا بأكد علي اللي الشرع وصاني بيه
ضحك الجميع وتابعوا تناولهم للطعام حتي إنتهواإنتقل جمال إلي غرفته لينال قسطا من الراحة كعادته الملازمة لهوانتقلت بثينة إلي المطبخ كي تباشر العاملة التي لملمت سفرة الطعام وبدأت بجلي الصحونجاورتها وباشرت بصنع مشروبا باردا كي تقدمه لنجلها وزوجته
إنتهت ثم قامت بصب العصير داخل الكؤوس وحملتهما فوق صينية وتحركت باتجاه شرفة المنزل المتواجدة داخل البهو
كان يجاور حبيبته الوقوفتحرك سريعا بعد أن شعر بقدوم والدتهقام بحمل الصينية عنها ثم تحدث وهو يضعها فوق تلك المنضدة المستديرة المتواجدة بمنتصف الشرقة
جايبة العصير بنفسك يا ماماليه ما خلتيش عزيزة تطلعه
بهدوء أجابته
عزيزة بتغسل المواعين يا حبيبيوبعدين هو أنا هتعب لأعز منكم
تطوعت أيسل بالحديث وبرغم عدم خبرتها بأعمال المنزل إلا أنها عرضت المساعدة قائلة بنبرة جادة
أنا ممكن أساعد حضرتك في أي حاجة
شعرت بصدق عرضها وأسعدها كثيرا شعورها بالإنتماء وعرض المساعدةوضعت كفها تتلمس به وجنة أيسل بحنان ثم تحدثت بإبتسامة واسعة اظهرت استحسانها للموقف
تسلمي يا بنتيخليك مع جوزك وأنا وعزيزة قربنا نخلص أصلا
نطقت كلماتها وانسحبت إلي الداخل لتركهما بمفرديهماأمسك كأس المشروب وناولها إياه ثم أردف تحت إبتسامته
علي فكرةإنت لازم تكوني فخورة بنفسك لأن ماما حبتك قوي وده نادرا لما بيحصل
ثم استرسل شارحا قصده
ماما من الشخصيات الحذرة جدا في علاقتها مع الناس ومش سهل تحب إنسان وتقربه منهاوده حصل معاك وفي وقت قياسي كمان
نطقت بجملة يشوبها الغرور المصطنع
طب وهو أنا أي حد بردوا
ثم استطردت بتواضع جديد عليها مما أشعل داخل هذا العاشق
ده كفاية إن كارم باشا المعداوي إختارني من وسط كل بنات الدنيا علشان أكون حبيبته
تنهيدة حارة خرجت من صدره المولع وتحدث بتأكيد وهو يقترب عليها
حبيبتي ومراتي ونور عيوني وأم أولادي إن شاء الله
خجلت من نظراته الجريئة التي تتفحص جل ما بها فتحدثت بنبرة تنبيهية
خلي بالك إحنا في البلكونة
إبتسم وبالفعل إتخذ خطوتان إلي الخلف بعدما وعي علي حالهرفع كأس المشروب وارتشف منه القليل ثم تحدث بصوت مهموم
بدأت أتخنق من تحكمات سيادة العميد في علاقتنا يا أيسل
تنفست بصوت مسموع ثم أردفت في محاولة منها لمراضاته
أنا عارفة إن من حقك تزعلبس كمان لازم تعذر بابي في خوفه عليا
بنبرة صارمة قاطعها معقبا
أنا جوزك مش خطيبك علشان ېخاف عليك مني بالشكل المبالغ فيه دهمن يوم ما كتبت كتابي عليك وإنت بقيتي عرضي وسمعتك بقت تخصني أكتر ما تخصه
ثم استرسل معترضا بنبرة حادة
والمفروض إنه معاشرني من زمان وعارف مين هو كارم المعداوي ومتأكد من أخلاقي كويس
واستطرد متسائلا باعتراض
طب أمال فين الثقة اللي المفروض موجودة بينا أصلا
عقبت بنبرة هادئة كي تمتص غضبه الذي اعتراه وظهر بين فوق ملامح وجهه
يا حبيبي الموضوع مالوش أي علاقة بثقة بابي فيكدي طبيعة شخصيته بعيدا عن مدي وثوقه في أخلاقك من عدمها
تنهد بثقل وتراجعت حدته وهو يحتوي كف يدها الممسك بسور الشرفة قائلا
أنا عارف ومقدر والله
واسترسل وهو يتعمق بزرقاويتاها
بس أنا نفسي أخرج معاك لوحدنا علشان يكون لينا ذكريات نفتكرها بعدين
ثم استرسل ساخرا
يا مؤمنة ده المرتين اللي خرجناهم من يوم ما كتبنا الكتاب مرة منهم بعت معانا حمزة ومروان والمرة الثانية هو بنفسه اللي جه معانا هو ومدام مليكةوفضل كاتم علي نفسنا طول السهرة
ضحكت وتحدثت بتفاخر
بابي ده ألذ راجل في الدنيا كلها
رفع حاجبه مستنكرا حديثها ثم أردف لائما إياها
لا واللهده الموضوع جاي علي هواك بقي يا أستاذة
ضحكة واسعة خرجت من ثغر تلك السعيدة أنارت وجهها وأسعدت قلب عاشقهاقطعت خلوتهما بثينة حيث تحدثت بإبتسامة
بابا صحي يا كارمهات أيسل وتعالي علشان تشربوا معاه القهوة في الرسيبشن
إنسحب ثلاثتهم إلي الداخل وانضموا لذاك الجالس ثم بات الجميع يتبادلون الاحاديث فيما بينهم وهم يتناولون بعض أصناف الحلوي بجانب المشروبات الباردة والساخنة أيضا
مر اليوم سريعا وقبل أن تتخطي الساعة العاشرة مساءا تحرك كارم مصطحبا جميلته واستقلا السيارة في طريقهما للعودة إلي منزل أبيها لكي
متابعة القراءة