قلوب حائرة الجزء الثاني بقلمي روز آمين
المحتويات
إسكندريه إيه يا باشمهندس
بابتسامة هادئة عقب صديقه
كله تمام يا باشمهندسماشي الحال الحمد لله
تحدث إليه حسن من جديد
خلاص إنت كدة يا هندسةنسيت ناس أسوان وشغل أسوان وشكلك إرتحت هناك ومش ناوي ترجع هنا تاني
أردف سليم بنبرة مليئة بالحنين لماضي يحن له من الحين للأخر
اللي يزور أسوان مرة ويشوف ناسها الطيبين ما يقدرش ينساهم
فما بالك بقي باللي يعيش فيها وېعاشر ناسهاأسوان وناسها في القلب يا باشمهندس
هتف رؤوف معاتبا إياه بلطف
طب ولما أسوان وناسها عاجبينك قوي كدة سبتنا وبعدت ليه يا باسمهندس
اسوان في القلب يا رؤوف...نطقها بحنين ثم حول بصره الى زوجته التي تجاوره الجلوس وامسك يدها ثم تحدث بفكاهة
بس علي رأي المثلسألوا جحا وقالوا له بلدك فين يا جحاقال لهم اللي فيها مراتيوأنا خلاص اخترت بلد مرات
والله كانت أحلى أيام اللي عشتوها معانا هنا يا باشمهندسكنا متونسين بيكم وماليين علينا الدنيا
ثم إلتفتت إلى رؤوف علي عجالة وكأنها تذكرت شيئ وتحدثت مشاكستا اياه تحت ضحكات الجميع
إوعي إنت كمان تعمل زي الباشمهندس سليم وتسيبني بعد ما ربيتك وتروح تعيش في إسكندرية وتقول بلدي اللي فيها مراتي
من الناحية دي إطمني علي الآخر يا ست الكل
واستطرد بإبتسامة واسعة
أنا عاشق لتراب أسوان زي الباشمهندس حسن بالظبط وما اقدرش علي بعدك
ثم استطرد وهو ينظر إلي سارة
وبعدين أنا مراتي هي اللي لازم تكون تبع بلد جوزها مش العكسولا إيه يا سارة
إبتسمت باستحياء وقامت بتوجيه نظرها إلي إبتسام ثم تحدثت بصوت خفيض يرجع إلي خجلها
بمشاكسة لإبنتها تحدثت يسرا
الوقت إسكندرية بقت وحشة يا ست سارةولا علشان سي رؤوف تقومي تبيعي بلدك اللي إتربيتي فيها
إبتسمت وضحك الجميع عليها وتسائلت يسرا زوجها
إسلام وياسر وعلي إتأخروا يا سليمما تتصل بيهم وقول لهم ييجوا وكفاية كدة
أجابها ليطمئن قلبها
عقبت بتأكيد إبتسام
ما تقلقيش عليهم يا يسراوزي ما الباشمهندس قال لك الدنيا هنا أمان وما فيش خوف عليهموبعدين لسه بدريدي الساعة لسة ما جتش ثمانية.
أومت برأسها وتابع الجميع حديثهم اللطيف
عوده الى ياسين الذي ما زال واقفا أمام شاطئ البحرمازال جسده مشټعلا من حديث تلك التي اوصلته لحالة من الجنون بعفويتهاأغمض عيناه وبدأ يأخذ شهيقا طويلا ويزفره بهدوء كي يهدئ من حالة الڠضببالفعل بدأ يهدئ وبات يسترجع كلماته مع زوجتهإكتشف كم كان حادا معها وردة فعله عڼيفة
أخرج هاتفه الجوال من داخل جيب بنطاله وهاتف الرائد كارم وأكد علي عزيمة زوجته لهثم أغلق معه وتوجه مباشرة إلي زوجتهدخل من باب الجناح يتطلع عليها لكنه لم يجدهاإلتفت إلي باب الحمام وجد إضائته شاعلة فتأكد من وجودها بالداخلجلس علي طرف الفراش ينتظر خروجها الذي طاللم يستطع الإنتظار أكثر فتوجه إلي الباب وقام بالطرق عليه بضعة طرقات ثم فتح الباب عندما لم يستمع إلي صوتا لها
دار بعيناه باحثا عنها حتي إستقر بصره علي المغطسحيث كانت تتمدد تحت الماء وفقاعات الصابون تطفو وتخفي كامل جسدهاحزن داخله وتألم عندما رأي جمودا بوجهها مزج بالحزن ﻭلمح ﺩﻣﻌﺔ ﺗﻨﺴﺎﺏ ﻣﻦ عيناها الحمراويتان جففتها بكفها سريعا كي لا يري ضعفها
تحمحم كي يجلي صوته ثم تحدث بنبرة هادئة
مليكةإحنا محتاجين نتكلم شوية علشان أوضح لك اللبس اللي حصل بينا
لم تعيره عناء النظر إليه وتحدثت بنبرة شديدة اللهجة أظهرت كم إحتدامها
وإنت بقي شايف إن ده مكان مناسب للكلام يا سيادة العميد!
أومأ لها وتحدث وهو يستعد للإنسحاب إلي الخارج
هستناك برة علي ما تخلصي
قالها وأنسحب واغلق خلفه البابتنهدت بأسي ومن جديد إنسابت دموعها پألم جراء إهاناتها التي تلقتها علي يده منذ القليل
كان يجلس علي طرف الفراش منتظرا خروجها علي أحر من الجمر كي يسترضاها ويجعلها تغفر له خطأه الغير متعمد بحقهابعد مرور حوالي الربع ساعة خرجت من الحمام متجهة إلي غرفة تبديل الملابسوخرجت بعد إرتدائها لثوبا محتشما يغطي كامل جسدها
وقف سريعا وتحرك إليها وتحدث وهو يشير إلي الأريكة خاصتهم
تعالي نقعد علشان نعرف نتكلم
تحركت وبالفعل جلست وتحدث وهو يمسك كف يدها ويرفعه إلي فمه واضعا فوقه قبلة إعتذار وتحدث بملامح أسفة
أنا أسف يا حبيبيمكانش لازم إحتد عليك في الكلام بالشكل ده
واستطرد موضحا
كان لازم أفهمك غلطك بهدوء
تاني هتقول لي غلطي يا ياسين...نطقتها بنظرات حزينة عاتبةفأردف بنبرة جادة
آه غلطك يا مليكةإنت فعلا غلطي لما عزمتي الراجل من غير ما تاخدي رأيي
واستطرد بنبرة صارمة
إنت مش بس غلطتيإنت تعديتي الإصول اللي عمرك ما تعديتيها طول سنين جوازنا
إبتلعت لعابها خجلا وتحدثت بعدما تمعنت بحديثه وتيقنت صحته
النقطة دي إنت معاك حق فيها
واسترسلت بنبرة حزينة
أنا أسفة واوعدك الغلطة دي مش هتتكرر تاني
ثم استرسلت بقوة وكأنها تحولت لإمرأة أخري
بس ده ما يمنعش إنك غلطت فيا وشكيت في أخلاقي وده اللي مش هقبله أبدا لا منك ولا من غيرك
ﺗﺠﻬﻤﺖ ﻣﻼﻣﺤﻪ ﻭﺍﻋﺘﻼﻩ ﺍﻟﻐﻀﺐ ثم هتف من بين أسنانه عقب إستماعه لحديثها الچنوني والغير مقبول لدي عقله
مليكةإتلمي وخدي لك ساتر في الكلام علشان ما طلعش جناني عليك
واستطرد موضحا
أنا عمري ما خطړ علي بالي إني أشك في أخلاقكوثقتي فيك ملهاش حدود
هتفت متسائلة بحدة
وتسمي كلامك اللي قولته لي ده إيه يا ياسين
علي عجالة هتف بعيناي تشتعل بفضل غيرة عشقها
كلامي ناتج عن غيرتي وچنوني علي حبيبتي اللي بمۏت فيها مش أكثر
وبنبرة تفيض عشقا أسترسل وهو ينظر بمقلتيها
أنا أموت قبل ما أشك فيك يا مليكة
وضعت يدها علي فمه سريعا لتمنعه تكملة الجملة وهتفت بنبرة مړتعبة
بعد الشړ عنك يا حبيبي
إبتسم واعتلت ملامحه الراحة وسألها بنبرة حنون
يعني خلاص سامحتي ياسين
بإبتسامة حنون أجابته
أنا روحي فدا ياسين
واسترسلت برجاء
بس أرجوك ما تعملش كدة تاني
تسلم لي روح حبيب جوزه...نطقها تحت إبتسامتها السعيدةإقترب عليها وقام بإحتضانها وتحدث وهو يتنفس بانتشاء
إوعي تزعلي مني أبدا يا مليكةوالله لو تعرفي مقامك وغلاوتك عندي عمرك ما تزعلي مني
لفت ساعديها حول عنقه وشددت من ضمته لصدرها تحت حبوره الشديدتحدث بإعلام
علي فكرةأنا كلمت الرائد كارم وأكدت عليه عزومة بكرة
مچنون...نطقتها باستسلام فأجابها وهو يشدد من إحتضانه لها
مچنون بحبك
أتي المساء
وعندما يأتي المساء لابد أن يجلب معه ما ينشغل به سواء القلب أو العقلفهو لا يأتي بمفرده بتاتادائما ما يأتي معه بما يشغل بالنا لنتوه وسط حواديته التي لا تنتهي
أما بالنسبة لتلك القابعة علي تختهافتعودت عليه مؤخرا بأن يأتي مصطحبا معه أحزانها وأنين روحها المتوجعة جراء رحيل غاليتهاأما مساء اليوم فيختلف كليا عن كل ما سبقوهفقد أتي بالحيرة والمشاعر المتضاربة التي لم تستوعبها تلك البريئة بعد
كانت تتمدد فوق تختها ناظرة بسقف غرفتهاشاردة في ذاك الذي بدأ يستولي علي حيزا من تفكيرهاتنهدت بهدوء ثم سحبت جسدها لأعلي وأسندته علي خلفية تختهاربعت ساقيها ومالت بجسدها بإتجاه الكومود وقامت بالتقاط جهاز الحاسوب الخاص بها وحركت مؤشر البحث حتي استقرت علي صفحة
متابعة القراءة