الدهاشنة بقلم آية محمد رفعت
المحتويات
مش كده ده احنا حتى لسه عرسان جداد..
تأفف عبد الرحمن لما يتعمد مشاكسته بكلماته الاخيرة ثم استدار بوجهه تجاه فهد ليتساءل باهتمام
لو كسفنا العمالة هنقدر ننجز بدري ولا ايه
منحه فهد نظرة غامضة ثم قال
_ياخدوا الوقت اللي يعوزه المهم انها ترجع احسن من سابق..
نهض آيان عن مقعده وقال وهو يتجه للاعلى
_هجبلكم لبس بدل اللي انتوا لبسينه ده.. رد عليه يحيى باستنكار
_انت اللي نجيت منها بلبسك ومكانك اللي بتنام فيه..
قال أحمد هو الاخر
_احنا مش محتاجين نجدد السرايا بس احنا محتاجين لبس وحاجات كتيرة اوي..
_خلاص جددنا السرايا وعملنا كل حاجة ووقفنا على اللبس!
صعد آيان للأعلى حتى يحضر بعض الملابس للشباب فطرق باب غرفته بحرج شديد لعلمه بأنه من المؤكد بأن الفتيات تسترخي بغرفته ففتحت تسنيم باب الغرفة لتجده يقف أمامها وعينيه موضوعة أرضا فقال دون أن يتطلع لها
_كنت محتاج ادخل الاوضة اجيب شوية حاجات بس..
هزت رأسها في تأكيد
_طبعا اتفضل مفيش غير روجينا وأنا كنت رايحة أشوف البنات..
وغادرت تسنيم لتترك له مساحة خاصة ولج آيان للداخل فوجدها تغفو على الفراش پسكينة منحها نظرة دافئة قبل ان يقترب من خزانته فانتقى منها ما قد يليق بهم ثم كاد بالتوجه للخروج ولكنه توقف حينما استمع لصوتها الرقيق يناديه
استدار بجسده للخلف فوجدها تجلس على الفراش وتتطالعه بنظرة يراها لاول مرة دنى آيان منها حتى جلس لجوارها وعينيه تأبى طرق حدقتيها فوجدهما تلمعان بالدمع وسطور العشق ترتل بحرافية تاه بهما وشعر بأنه مغيب بتلك اللحظة التي مرت من أمام عينيه كالسهم الذي اشعل حواسه وضع يديه على يدها الممدودة وصوت جوارجه يحدثها بصمت..
سأظل لجوراك حتى وإن حاربني شياطين العوالم بأكملها سأحارب حتى وإن لم يكن بجسدي متسع لچرح جديد سأحارب حتى ينحني الجميع إحتراما لعشقي الذي إخترق عواطفي قبل أن يصل قلبي سأحارب مثلما حاربني حبك حتى حصل على قلبي... فحررني من الملك والجاه وإختارت أن أكون عبدا لأجلك.. تركت كل شيء وسأفعل المستحيل حتى لا أترك يدك... فربما أنا الوريث الوحيد والزعيم للمغازية بأكملها ولكني الآن مجرد عاشق لابنة عدو بات أقرب لي من عائلة بأكملها!
_أنا لحد دلوقتي مش قادرة أستوعب اللي شوفته معقول أنت اللي انقذت أبويا من المۏت!
منحها ابتسامة مهلكة ثم رفع يديه الاخرى يحتضن بها وجنتها ليخبرها بصوته الرجولي الرخيم
_قولتلك أنا اتغيرت يا روجينا وبقيت شايف أهلك أهلي..
أشرقت ابتسامتها لتنير وجهها التعيس فطبعت قبلة صغيرة على يديه المصاپة انحنى تجاهها آيان ليقبل وجنتها بحنان فتعلقت به واندثت بأحضانه لدقائق طالت بهما فحاول الابتعاد عنها وهو يهمس لها
هزت رأسها نافيا لطلبه بالابتعاد عنها فابتسم وهو يضمها اليه فربما يجتاح النساء العواطف والقليل من المشاعر بمواقف غير مناسبة بالمرة وبالرغم من ذلك لم يبتعد عنها بل ضمھا لصدره واحتواها بين ذراعيه حتى غلبها النوم بعد هذا الصراع القاټل الذي تعرض له الجميع فسحبها آيان للوسادة برفق ويديه تمسد فوق خصلات شعرها الطويل بعشق فحمل الملابس ثم رحل بهدوء قبل عودة تسنيم..
بالغرفة التي تبعد عن غرفة روجينا بمسافة ليست بكبيرة..
كانت تتمدد هنية على الفراش ولجوارها ريم ورواية ونادين كانت تحمل لها بعض العصائر المعلبة فانضمت لهن تسنيم وجلست على الاريكة الصغيرة المقابلة للفراش فسألته رواية بقلق
_رؤى بقت كويسة
أجابته بتأكيد
_ايوه بقت افضل هي مع ماسة وحور في الاوضة اللي نحية السلم.. وتالين وخالتو نواره مع والدة عبد الرحمن في الاوضة التانية..
أومأت برأسها بتفهم ثم اسندت رأسها على الفراش مجددا بتعب فقالت نادين بتعمد لما تود الالتفات اليه
_بس اللي آيان عمله كان مفاجآة للكل بجد لولاه كان زمانا كلنا اتفحمنا مع البيت..
أجابتها رواية بقلب مقبوض لمجرد تخيلها وصفها الشنيع
_الحمد لله اننا خرجنا منه على خير..
ثم استطردت بارتباك
_أنا اتفاجئت باللي عمله فعلا بس كنت متوقعة ده بعد ما سمعت كلام فهد..
بحثت ريم عن مغزى ما تود قوله لذا قالت دون تردد
_طب آن الآوان انك انتي وبتك تسامحوه على اللي عمله الواد بقى زين وكلنا شوفنا ده بعنينا..
ردت عليها بتريث
_أنا ممنعتهاش انها ترجعله أو تسامحه صدقيني يا ريم انا ماليش دخل هي اللي حابة كده..
تنحنحت تسنيم بحرج وهي تباغت بقولها المرتبك
_سامحوني لو بقطع كلامكم بس انا حاسة ان بعد اللي حصل أكيد هتقدر تسامحه..
رددت نادين بشك
_ومش روجينا بس اللي هتسامحه فهد كمان وآسر اكيد هينسوا كل حاجة ويمكن اللي حصل ده الخير لينا كلنا..
خرج صوت رواية هامسا بتعب
_يارب يا نادين لاني خلاص معتش متحملة أي حاجة..
لم يكن النهار كافيلا بمنح أجسادهم الراحة اللازمة لبدء العمل لذا قضوا النهار والليل بأكمله وتلك الفترة استغلها رجال آيان المغازي فقاموا بهدم بقايا السرايا حتى تكون الارضية التي قد تصل ل٨٠٠متر لاعادة البناء وقام رجاله أيضا بتوفير الطعام والملابس وما يلزم للمندارة باوامر من آيان لذا كان على الشباب الاستيقاظ باكرا في صباح اليوم التالي فاجتمعوا سويا بقاعة المندارة حتى يتقاسموا المهام فزفر بدر بتأفف
_يعني بعد كل ده وفي الاخر تشيلوني البناية!!
أومأ آسر برأسه ثم قال وعينيه تحدجه بنظرة غامضة
_مش لوحدك آيان معاك...
ردد أحمد پصدمة
_بدر مع آيان!! ما تراجع نفسك يا آسر..
ابتسم بمكر وهو يجيبه
_مهو انت هتكون معاهم عشان يا هتكون بتحجز بينهم يا هتابع العمال وتسبهم ياكلوا في بعض...
رفع بدر حاجبيه بسخط
_هنقطع بعض ليه واخدين افراج من العباسية!
ابتسم ايان ثم رفع يديه حول كتفي بدر ليشير لآسر باستهزاء
_هو مش واخد باله اننا بقينا زي السمنة على العسل ولا أيه
ابتسم له بدر ثم قال بمزح
_مشافنيش وانا بنط من الدور الاول عشان اساعدك ولا كان مشغول بحالات الاتقاذ...
تعالت ضحكات يحيى ثم قال باستنكار
_يا عم يا عم يعني نخرج
منها احنا طيب حيث كده بقى أنا هعمل أيه..
ارتشف آسر كوب الشاي الساخن من أمامه ثم أجابه
_لا أنت معايا في الاساس وتقسيمة البيت..
رفع يديه بحزم مصطنع
_انت تؤمر يا بشمهندس وربنا يستر والكبير ميقلش مننا قدام المهندسين والنجارين هننزل على الفضائية..
طرق بالكوب على الطاولة وهو يجيبه بصرامة ساخرة
_ليه واقف مع رجل كنبة!..
قطع عبد الرحمن حوارهما المتبادل لساعات مطولة بملل
_وأنا هعمل أيه!
اتجهت جميع النظرات تجاهه وخاصة حينما نهض آسر ليجلس جواره فلف ذراعيه حوله وهو يجيبه بابتسامة واسعة
_أنت هتجيب حاجة السباكة يا عريس..
منحه نظرة غاضبة قبل أن يرد عليه بضيق
_ودي هعملها ازاي ان شاء الله أنا اعرف عدد الحمامات اللي في السرايا دي كلها منين!
غمز له بمشاكسة
_نفكنا من حوار الجواز مدام انت مش عايز تتعب نفسك وتعرف العدد!
زفر بعصبية وهو يحاول كظم غيظة فتابع آسر بمزح
_أنت متضايق ليه بس مانا اهو لما أخلص أساس البيت هطلع اشتري المفارش والألحفة...
اندهشوا جميعا ولكن حينما استطرد اتضح لهما ما يود فعله
_وانتوا عارفين بقى دي شغلة حريم عشان كده احتمال ابقى اخد تسنيم وروجينا معايا يساعدوني..
اقترب آيان منه ثم قال بخبث
_حيث كده يبقى أنا لما اخلص مع بدر طالع معاك ميصحش اسيبك تشيل لوحدك يابو نسب...
همس له بصوت منخفض ولكنه كان مسموع
_نقضي الغرض بليل وهعزمك في نفس المطعم اللي دشدشنا دماغ أمه ده فاكره
أومأ برأسه عدة مرات والشباب يتابعون بحرص ما يحدث بينهما فقال آيان
_خلاص اخلع وانا هظبط بدلتين روشين كده وتبقى سهرة صباحي..
وضع يحيى يديه حول كتفيهم ثم قال ساخرا
_بعيدا عن كل الاتفاقات الجميلة دي بالنسبة للمدام اللي هتولد بكره دي أيه يعني عادي اني اسيبها تولد واتفخت مع العمال وانتوا مقضينها ولا ايه!
لاحقه صوت عبد الرحمن المنتقم لما حدث معه
_شوف احنا في أيه وهما في أيه!
تنحنح آسر بحزم وهو يهندم من قميصه ثم قال بصرامة
_فضناها يالا كل واحد يشوف شغله وبعدين بليل نبقى نكمل خناق واتفاقات...
اتجهوا جميعا للخارج واحدا تلو الأخر فلحق بهما آيان وآسر الذي غمز له وهو يردد بصوت هامس
_على اتفقنا وسبلي الحوش دول..
بالأعلى...
حاولت ماسة النهوض عن الفراش حتى تؤدي صلاتها فلم تستطيع فقد ألمتها بطنها كثيرا فجاهدت للاستناد على الكومود فما ان انتصبت بوقفتها حتى انسدلت المياه من بين ساقيها كبشرة لها على اقترب رؤية جنينها الذي اشتاقت لحمله بين ذراعيها تعويضا لما فقدته لذا بدون تردد صاحت بصوت يصاحبه الألم
_تسنيم!!!!..
..............يتبع...................
الدهاشنة........ بقلمي_ملكة_الإبداع_آية_محمد_رفعت..
بعتذر عن التأخير بس أنا معرفاكم من البداية اني هنشغل في نص تسعة ولكن متقلقوش انا بحاول اكون متواجدة حتى لو الفصل اتاخر بس مش هوقفها بإذن الله وكده لسالنا ٥فصول ونقدر نقول بكل ثقة ان السلسلة تمت بحمد الله... ال٥فصول هيكونوا مبهجين جدا احنا عانينا مع الابطال وجيه الوقت اللي نفرحهم ونفرح معاهم ..
Aya...
__________
٥١٢ ١٤٦ ص زوزو الدهاشنة...وخفق_القلب_عشقا..
الفصل_السادس_والأربعون..
إهداء الفصل للقارئة الجميلةجهاد وليد شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة
ازداد الألم في حدته حتى فقدت القدرة على المحاربة فربما تهون عليها صرخاتها التي علت لتغدو أكثر حدة فحاوطتها تسنيم من جهة وحور من الجهة الأخرى في حين أن هرعت تالين للأسفل كما أخبرتها نواره لتخبر يحيى انتهت من طريقها الفاصل بين المندارة والسرايا فلمحهابدر لذا أشار بيديه أن تتوقف محلها والا تدنو من البقعة المحاطة بالرجال فالرجل الشرقي لا يغار على زوجته وشقيقته فقط بل كل نساء منزله هن عرضه وشرفه فألقى ما بيديه ثم اقترب منها لېعنفها بلهجته المتعصبة
_أيه اللي منزلك أنتي مش عارفة أن في رجالة بتشتغل هنا!
أسرعت بالتبرير حتى لا تنال ڠضب زوج شقيقتها
_جاية أنادي ليحيى لان ماسة شكلها كده بتولد..
انكمشت تعابيره وهو يردد بذهول
_الوقتي!
قالت بنبرة شبه ساخرة
_وهي الحاجات دي ليها وقت يا بدر.. نادي يحيى بسرعة.
أومأ برأسه وهو يشير لها بحزم
_اطلعي أنتي وأنا هتصرف.
وبالفعل عادت للمندارة تاركة له زمام الأمور فخلع قبعته السوداء التي تحجب أشعة الشمس عن رأسه ثم ولج للداخل بخطوات حذرة تتفادى أسياخ الحديد والمعدات الموضوعة أرضا فحاول ايجاده اهتدت نظراته عليها فوجده يقف بصحبة آسر وآيان فاقترب منهما ثم قال
_يحيى عايزنك فوق..
تساءل بدهشة
_أنا.. ليه
حك جبهته من فرط الحرارة وهو يجيبه ببرود مرح
_ولا حاجة مراتك بتولد بس.
جحظت عين الأخير وهو يردد پصدمة
_أيه!
ثم هرع للأعلى سريعا وسط ضحكات آيان المشاكسة على مظهره المضحك فاتجهت نظراته لبدر ثم قال ساخرا
_في حد يخض حد الخضة دي روح ربنا يسامحك قطعت نفس الواد!
ضحك وهو يجيبه بمكر
_لازم يتخض عشان الجاي ميبقاش تقيل عليه.
ثم جذب الوعاء واتجه
متابعة القراءة