الدهاشنة بقلم آية محمد رفعت
المحتويات
غير علمي زعلت بس لما حسبتها زين لقيت ان اللي حصل من رحمة ربنا بيا لاجل ما يسبلي حتة منه تفكرني بيه..
وقالت وهي توزع نظراتها بينه وبين مروج الباكية دون صوت
_يعني أنت بالنسبالي ولدي وحفيدي وكل حاجة في الدنيا..
احتضنهاعبد الرحمن بحب واحترام يزداد لتلك العائلة الذي يفخر كونه فرد منها...
ولج يحيى لغرفته فتفاجئ بعمر بالداخل يجلس جوار ابنته التي تحتضن عروستها الصغيرة بين يدها بعد أن غلبها النوم فور سماعها للقصة التي قصها عليها أبيها مسد عمر على رأسها بحنان وابتسامة كاذبة ترسم على شفتيه رغم دمعته الخائبة التي تهبط في صمت على حالها وفور شعوره بوجود يحيى لف وجهه للاتجاه الأخر ليزيح دموعها بيديه ثم تطلع له بابتسامة هادئة
دنا من الفراش ثم جلس لجوارها وهو يجيبه بتأثر على حاله
_كنت بتمم على المصانع في قنا..
أومأ برأسه فقال وهو يحاول التهرب من التطلع اليه
_كويس انك روحت... يالا هسيبك تريح شوية تصبح على خير.
ونهض عمر ليتجه للخروج سريعا قبل ان تخور قواه أمامه أراد يحيى أن يلحق به ولكنه شعر بحاجته لأن يظل بمفرده بتلك الحالة فنهض عن محله ثم دنا حتى أصبح قريبا منها فتمدد لجوارها ثم جذبها برفق لأحضانه فطوفها بذراعيه وهو يهمس لها بعذاب يقتحم عالمه الوردي
_عندي ثقة كبيرة في ربنا انك هترجع زي الأول وأحسن يا روحي...
توقفت السيارة بداخل ثرايا المغازية فأسرع السائق ليفتح بابها قبل أن تنهال عليه بعتاب لن ينتهي وربما ينتهي عمله ويحرم من فضل تلك العائلة الثرية واهم ما يوجب اتباعه ان يخفض نظراته طوال الوقت وخاصة ان اصطحبها لمشوار هبطتفاتن من السيارة بملامح متخشبة فعقدت الحجاب حول بعضه بعشوائية ثم ضبطت جلبابها الأسود الفضفاض لتصعد الدرج متجهة للداخل بخطوات شبه بطيئة فما أن أصبحت بالداخل حتى أسرعت اليها الخادمة قائلة بحماس وكأنها تنقل اليها خبرا تشتاق لسماعه منذ سنوات
تساءلت بعدم فهم
_بيه مين... تقصدي أيان ولدي!
هزت رأسها عدة مرات وهي تردف قائلة
_وصل من بدري ومن وقتها منزلش من اوضته..
حررت حجابها ثم أشارت لها بفرحة
_طب جهزي الوكل عما أطلع أشوفه..
هرولت للمطبخ وهي تجيبها
_عنيا يا ست هانم..
اختفت من أمامها بينما هرولت الاخرى للاعلى بفضول لمعرفة ما حدث بينه وبين ابنة الدهاشنة المبجلة فما أن وصلت للطابق الأعلى حتى وقفت تلتقط أنفاسها الثقيلة بعدما صعدت الدرج بسرعة لا تليق بعمرها فطرقت على الباب عدة مرات عدم سماعها لإذنه بالدخول دعها تخمن كونه يستريح قليلا بعد سفره من القاهرة الى هنا ففتحت الباب بحرص ان لا تصدر أي صوتا قد يقلق منامه انعقد حاجبيها بذهول حينما وجدت الفراش فارغ فأضاءت الاضواء لتنير الغرفة القاتمة فجحظت عينيها فزعا حينما رأته يجلس على المقعد الهزاز والډماء تتصبب من رأسه كالشلال فأغرقت قميصه بدمائه التي أصارت رعبها ونظرات عينيه الساكنة ببرود
قاټل كانت الاخطر لها كبداية للتفكير الكارثي الذي قد يوضح لها اقتراحات كل اقتراح اپشع مما يليه أسرعت اليه فاتن لتهزه بقلق
_أيان ولدي... أيه اللي عمل فيك اكده أنت عملت حاډثة ولا ايه اللي حصل!!
لم يجيبها على أسئلتها المتلهفة بل استكأن بعرينه بصمت انقبض قلبها فتفحصت چرح رأسه بلهفة ثم أسرعت بتضميده ومازال هو يجلس محله بثبات مخيف وفجأة انطلق هاتفه يخبره بأن هناك رسالة هامة استلمها للتو فتح الرسالة وخالته مازالت تقف خلفه تضمد رأسه جيدا فتطلعت لشاشة الهاتف لتجد صورة آسر الدهشان مرسلة لشخص مجهول والرسالة المستلمة منه تنص على..
علم وينفذ يا باشا هنربيه ونعرفه مقامه وهنبعتلك فيديو مصور وهو بيتروق عليه..
شهقت فزعا فتركت ما بيدها ثم صاحت باندفاع
_انت اتخنقت مع ابن فهد
نظرته تجاهها كانت اجابة كافية لها فصاحت به
_اتقطعت ايده... أني مش عارفة انت هتفضل ساكت اكده لحد متى خد بتارنا وبرد نارنا منيهم افضح پتهم النهاردة قبل بكره..
ربما الابتسامة شيء اعتيادي لاي شخص ولكن ويحك ان تبسم الشيطان حينها تفزع القلوب وتتخبئ بداخل الصدر خشية مما قد يحدثه خاصة بأن وجعه ليس ملموسا يستهدف المشاعر فيصبح الۏجع في صميم القلب!
إتبع ابتسامته تلك ردا صريح منه حينما قال
_متستعجليش بوجعهم يا خالتي الضړبة اللي توجع هتوجع لما تكون في مقټل.... الصبر كل حاجة في وقتها بتبقى أفضل الف مرة من التسرع..
جذبت المقعد القريب منه ثم جلست تساله باهتمام
_كيف وأنت ناوي على الحړب من دلوقت
لوى شفتيه بتهكم
_الحرب لسه مبدأتش أنا اللي هبدأها ووقت ما احب..
أشارت على الهاتف وهي تردد بدهشة
_الحرب هتبتدي لما هتقتل ولد الدهشان تفتكر فهد هيقعد ويتفرج عليك وأنت بتقتل ولده اكده!
بنفس الابتسامة اجابها
_مين قال اني هقتله انا عايزه عايش للحظة اللي هكسر فيها ابوه قدام الكل عايز اشوف نظرات الغرور والثقة دي هتتحول لأيه وقتها...
انعقدت حاجبيها وهي تردد بدهشة
_والله ماني عارفة أنت بتفكر ازاي ولا ناوي على ايه!
اسند رأسه على المقعد وهو يردف بتسلية
_استني وهتشوفي..
التزمت غرفتها منذ لحظة عودتها تركت المياه تبلل جسدها بملابسها علها تغسل تلك اللحظة المؤثرة كلما تتذكر ما فعلته ترتجف ړعبا كيف استطاعت قټله بتلك البساطة ربما حاجتها للاڼتقام دفعتها لذلك احتضنت رؤى ذاتها وبكت بتأثر بكاء زلزل قلبها الممزق فاتاها صوت مناديا..... صوت يطلبها للاقتراب... صوت حثها بأن الله قريبا منها... اذا ارادت لقائه تهم لرؤياه فمن المؤكد هو من يعلم ما بداخلها من قبل ان تنطق به نهضت عن الأرض ثم أغلقت مياه الدوش وجففت جسدها وخرجت تبحث في خزاناتها عما تتمكن من ارتدائه لتصلي وبالفعل وجدت فستان بأكمام محتشم واسكارف كانت تتزين يه وتضعه على رقبتها ارتدته وحاولت ان تصلي ولكن لم تستطيع بكت باڼهيار حينما تذكرت بأنها طوال سنواتها لم تحاول مرة واحدة الاقتراب من ربها او حاولت تعلم الصلاة مرت أكثر من ساعة بعدما أذنت العشاء ولم تستطيع ايجاد حل لمأساتها أتى على بالها بتلك اللحظة حور لطالما كانت تراها تصلي وتسجد بخشوع لربها خرجت من غرفتها على الفور وذهبت لغرفتها فتركت بابها وحينما استمعت لأذنها بالدخول ولجت للداخل... وفي ذاك الوقت كانت حور تجلس برفقة تسنيم التي شاركتها غرفتها فتعجبت كلا منهن حينما وجدوها تقف امامهن بتلك الثياب فمنذ ان رأتها تسنيم وهي تراها تلبس ملابس متحررة هي وشقيقتها رددت حور بتعجب
_رؤى!
اقتربت منها بحرج وهي تقدم قدما وتؤخر الاخرى حتى باتت مقابلها فقالت بدموع مزقت قلوبهن معا
_مش عارفة أصلي يا حور ممكن تساعديني..
انهمرت دمعات حور بتأثر لحالتها فاحتضنتها وهي تردد بدموع
_طبعا يا حبيبتي هعلمك كل حاجة تخص الدين..
ابتسامة مشرقة اينعت من وسط دموعها وخاصة حينما اقتربت منها تسنيم لتربت على ظهرها وهي تحمسها قائلة
_أنا صحيح مش عارفة كتير بس هساعدك لو تحبي..
هزت رأسها كالغريق الذي يتعلق بقشة النجاة فولجت مع تسنيم للمرحاض مرة أخرى لتعلمها كيف تتوضأ لتستعد للقاء الله عز وجل وخرجت معاها لتجد حور بانتظارها لتصلي بها وتعلمها اول خطوات الصلاة شعرت براحة غريبة تحيط بها لأول مرة كأنا هناك هالة مضيئة احاطت بها لتضيء قلبها المعتم قشعرة غريبة تمسكت بها مع كل كلمة ترددها خلف حور وحينما لامست رأسها الارض استكأنت واخرجت ما يضيق صدرها من هم وۏجع وفور انتهائها من الصلاة جلست لجوار تسنيم التي لم تمل أبدا من اسئلتها الفضولية تجاه الحجاب فأول سؤالها كان
_ليه بيقولوا ان الحجاب بيقصف الشعر وبيبوظه..
تطلعت تسنيم لحور ثم ابتسمت كلا منهن فحررت تسنيم حجابها لينسدل شعرها الطويل الناعم على كتفيها ثم قالت بابتسامة رقيقة
_فين ده أنا مش شايفة كده..
نقلت رؤىنظراتها بين حور وتسنيم بانبهار فعادت تسنيم لتستكمل حديثها بحوار مشهور سبق ذكره من قبل حينما سألتها قائلة
_فين موبيلك يا رؤى..
أجابتها قائلة
_في اوضتي ليه
جذبت حور هاتفها لتضعه بين يد تسنيم قائلة بمكر
_بس انا موبيلي موجود... اتفضلي..
تفحصته تسنيم بنظرة جعلتها حائرة للغاية ثم اختصت رؤى بسؤالها
_الله الفون ده جميل بس ليه يا حور مبوظاه بالجراب ده مخلي شكله وحش وباهت..
اقترحت رؤى اجابة
_اكيد لازم تحفظه بجراب لانه غالي وممكن يبوظ منها او يتوسخ...
اتسعت ابتسامتها ثم قالت
_عشان كده ربنا بيحمينا من العين وبيحفظنا بالحجاب واللبس الواسع ده عشان احنا غالين ومينفعش الرايح والجاي يتفرج علينا..
استطاعت بمثلها البسيط المعروف ان تسهل عليها فاتسع صدرها وظلت جوال ليلها تستمع لحور تارة ولتسنيم تارة اخرى حتى باتت على يقين بقرارها بأنه صائب..
أشرقت شمس اليوم التالي فتسلل أحمد لغرفة آسر بحرص حتى ولج للداخل فوقف حائرا للغاية حينما وجد جسدين يلتف كلا منهما بغطاء منفرد فوقف يردد بحيرة
_مين فيهم آسر ومين فيهم بدر.. يوووه انا هعمل ايه الوقتي في عمي اللي عايز ابنه ده..
حسم احمد قراره وخرج لسليم فسأله باهتمام
_فين بدر!
قال في ملل
_معرفش اخاڤ اصحى آسر يقوم ېقتلني... الله يكرمك يا عمي ادخل انت صحيه وتبقى عملت فيا الخير كله..
حدجه بنظرة صارمة اتبعه قوله الحازم
_خبر أيه يا احمد.. هنقف نهزر على الصبح ونسيب مشاغلنا ادخل صحيه وقوله يحصلني على تحت...
وكاد بالهبوط فأسرع احمد خلفه ثم قال بتوتر
_مهو حضرتك متعرفش ان بدر ابنك بېموت وهو نايم يعني مبيصحيش بالساهل اسر بقا نومه خفيف لو كحيت هيصحى وهينفخني يرضيك اتنفخ يا عمي!
احتدت نظرات سليم فلكزه بعصاه بحدة
_معندناش حد بېخاف كيف الحرمة تحب اصحيلك الكبير يتفرج على الخلفة اللي تفرح الجلب..
لوى فمه وهو يجيبه بتهكم
_خلاص متصحيش حد هدخل وامري الى اللي لا بيغفل ولا بينام وشاهد وعارف الحق فين..
وجذب العصا من يد عمه قائلا بسخرية
_لفيلي العصايا دي لما نشوف اخرتها ايه عاد..
وتركه ودنا من الغرفة ثم التقط نفسا مطولا وهو يردد بهمس استمع له سليم جيدا
_حسبنا الله ونعم الوكيل في كل ظالم حاقد..
وولج للداخل فابتسم سليم وهبط للاسفل قائلا
_لا حول ولاقوة الابالله العلي العظيم... صبرنا على الخلفة دي..
ولج أحمد للداخل فاحتضن العصا ثم جلس على الأريكة يفكر ويحسم الامر أي منهما بدر والاخر
آسر اتأخذ أكثر مت نصف ساعة فدق هاتفه للمرة الثانية وهو يعقد حسبته حول الطول والعرض ومقارنة طالت ولم تنتهي أجاب على هاتفه على مضض
_أيوه يا عمي نازل رن رن في ايه!
أجابه سليم پغضب
_قين بدر يا ابني الله يكرمك اني مش نقصك على الصبحية...
اجابه پغضب
_هو انت مديني فرصة اركز عشان اعرف مين فيهم الزفت ابنك اصبر بس الله يكرمك وسبني اركز..
تركز في ايه انت بتهبب ايه بالظبط!
_اقفل بس وهتلاقي
متابعة القراءة