الدهاشنة بقلم آية محمد رفعت

موقع أيام نيوز


يا يحيى 
منحها إبتسامة عاشقة قبل أن يمدح بطالتها الساحرة 
_جميل يا روح قلبيحيى. 
ثم رفع ذقنها للاعلى ليستند بجيبنه على جبينها وهو يستطرد بهمس 
_والأجمل الضحكة الجميلة اللي هتوقف قلبيحيى دي.. 
ضحكت بصوت مسموع ثم جذب يديه لتشير له بالخروج 
_طب يلا ننزل الفرح بقا. 
إتبعها للخارج وهو يحاول إمسكها حتى لا تتعثر لحقته للأسفل حتى مادت بالخروج من خلفه فأشار لها بهدوء 
_لا يا حبيبتي مينفعش تيجي معايا. 
ذمت شفتيها بضيق 
_ليه 
قال والابتسامة مازالت ترسم على محياه 

_عشان أنتي بنوتة مينفعش تقعدي غير مع البنات وأنا هقعد في قعدة رجالة فهمتي 
أومأت برأسها بعدة مرات فجذبها يحيى بعيدا عن الدرج الخارجي خوفا من أن يدفعها هذا الازدحام فتتأذى إشتعلت نظرات ڠضبا من نظرات النساء التي كادت بإلتهامه كلا منهن كانت تبرز مفاتنها للفوز بإعجابه فتظن كلا منهن بأنها لديها فرصة ذهبية بتعب زوجته الموصوف ببلدته بالجنون إحتدت نظراته تجاهن ثم أشار بيديه لوالدته التي أسرعت إليه فدفع ماسة برفق تجاهها وهو يشدد على كلماته 
_خلي بالك منها يا ماما عشان خاطري متخلاهاش تروح كده ولا كده. 
تفهمت نواره خوفه فربتت على كتفيه الصلب وهي تخبره 
_ما تخافش يا ولدي أني مش هسبها لحد ما ترجع. 
منحها ابتسامة صافية ثم خرج لينضم لصفوف الرجال بالخارج. 
بغرفة روجينا. 
مجرد التفكير بالأمر جعل رئتيها تتثاقل وكأنها لا تشعر بالهواء يصل إليها دموعها أفسدت مكياجها كحال قلبها المفطور فبات كل ما يشغلها في تلك اللحظة السفر للقاهرة في أسرع وقت حتى تواجهه لعل هناك سوء تفاهم من أعماقها تتمنى ذلك وما أن استمعت لطرقات باب الغرفة حتى أزاحت دمعاتها سريعا فحمدت الله حينما وجدت حور من تطرق بابها فقالت الاخيرة بإستغراب 
_فينك يا بنتي الناس بتسأل عليكي! 
نهضت روجينا عن الفراش ثم أسرعت إليها قائلة بلهفة 
_حور كويس إنك طلعتي أنا عايزاكي ضروري.. 
انقبض قلبها وخاصة حينما لمحت الدموع في عينيها فقالت بقلق 
_في ايه قلقتيني! 
فركت يدها بإرتباك قبل ان تتحدث 
_أنا لازم أسافر القاهرة بكره الصبح وإنتي هتساعديني في ده هتقوليلهم اني عليا امتحانات او اي حاجة. 
ضيقت عينيها پصدمة 
_إمتحان أيه ده اللي في السنة الدراسية وانتي عايزة تسافري ليه وبكره صبحية أخوكي! 
كانت في وضع لا تحسد عليه ولكن كان عليها أن تثق بها وخاصة بأنها تعلم بأمر زواجها فقالت بعد حيرة 
_حور آآ... أنا... حامل. 
لطمت على وجهها في صدمة 
_أيه... يا نهارك أسود.. أنتي عارفة حجم المصېبة اللي إنتي فيه!! 
أسرعت اليها لتشير بړعب 
_وطي صوتك حد يسمعنا هتبقى کاړثة. 
قالت پغضب 
_الكوارث جاية كلها بعدين يا روجينا وأولها لما يتكشف جوازك العرفي والتانية لما يتعرف مين جوزك والتالتة اللي في بطنك ده! 
إنهمر الدمع على وجنتها فتشبثت بيدها وهي تردد بتوسل 
_ساعديني عشان خاطري يا حور انا لازم انزل القاهرة الصبح قبل ما حد يأخد باله من حاجة لازم أقابل أيان واتكلم معاه بسرعة. 
وضعت إصبعها في يدها بتوتر ثم قالت 
_خلاص حاضر هقول لمامتك إن نور أخت صاحبتي كلمتني وقالتلي لازم تسافري بكره ضروري عشان في إختبار شهري وخلاص. 
منحتها ابتسامة باهتة ثم قالت 
_شكرا بجد يا حور على كل اللي بتعمليه عشاني.. 
طوفتها بيدها ثم قالت بحزن 
_أنا خاېفة عليكي يا روجينا انتي ماشية في طريق كله ڼار وبتدعي انك متتحرقيش وده صعب يحصل.. 
ثم أشارت لها 
_يلا ننزل لحد. ياخد باله من حاجة. 
أومأت برأسها بخفة ثم وضعت الحجاب على رأسها وتبعتها للأسفل. 
وقف كلا من بدر وآسرخارج الغرفة يترقب كلا منهما لحظة خروج الكبير بعروس كلا منهما وبالفعل ما هي الا دقائق مبسطة حتى خرج يمسك بكلا منهن. 
استوقفه الزمن بتلك اللحظة وكأنه يسجل لحظات خالدة بين لقائهم كانت بالنسبة إليه كالفتنة التي يهاب أحدا الوقوع بها ود لو أصبحت القاعة فارغة من حوله ولم يبقى سواهما فإقترب آسر ليقف أمامها بجلبابه الأبيض وعمته البيضاء التي زادت من رجولته ووسامته كانت تسنيم تختطف النظرات الخاطفة إليه من خلف طرحة فستانها الشفافة فسلمه أبيه يدها فما أن شعر بدفئها بين يديه حتى وضع أصابعه الخشنة عليها بتملك فإقترب ليضع قبلة خاطفة على جبينها وهو يهمس بصوت لفح بشرتها البيضاء 
_خايف عليكي من نظراتي فمش عارف هستحمل نظرات الناس ليكي ازاي! 
منحته إبتسامة مرتبكة ثم لحقت به للأسفل أما بدر ففور رؤياه لرؤى حتى أسرع إليها ليشير لعمه بمرح 
_مراتي ومن حقي أشيلها ولا أيه يا كبير! 
منحه فهد نظرة شملت معاني التحذير ثم اتبعها قوله الصارم 
_في جناحك إعمل ما بدالك يا ابن سليم. 
أشار له پخوف وسط ضحكات الفتيات فإستأذنه قائلا 
_طب أسلم ولا دي فيها مشكلة. 
ضحك حتى أطلت جزء من رجولته فأشار إليه 
_سلم وخلصني. 
فور سماعه إذنه الصريح حتى إحتضنها بقوة جعلت فهد يجذبه عنها بحافة عصاه التي شبكت بجلبابه ليجد نفسه يقابل نظراته الشرسة ليتبعها قوله المحذر 
_خد عروستك نزلها تحت مع الحريم ودقايق وتحصلني برة سامع 
أومأ برأسه عدة مرات ثم أسرع ليلحق بآسر المتزن عقليا بوجود الكبير.. 
حرص كلا منهما على معاونة العروس للصعود على المنصة التي صنعت بباحة الثرايا الداخلية الخاصة بالنساء ثم انسحبوا للخارج على الفور تطبيقا لأصولهم فإلتفت الفتيات حول العروس ليجذبهن ليتشاركن الرقصات النسائية فيما بينهما فتمسكتتالين يد أختها وروجينا يد تسنيم كانت ترقص بها بدلال وفرحة زائفة تخفي من وراءها حزنها لحرمانها من إرتداء فستان أبيض كحلم بسيط لأي فتاة والأصعب ما ستخوضه من هلاك قادم وخاصة بتأكيد حملها. 
خرجأحمد من غرفته يبحث عن والدته أو حتى زوجة من زوجات أعمامه ولكنه على ما يبدو بأنه متأخرا للغاية فالجميع بالأسفل كاد بالعودة لغرفته ولكنه تفاجئ بحور تخرج من غرفتها وهي تعدل من ححابها فما أن رأته حتى دنت منه وهي تردد باستغراب 
_أحمد أنت لسه هنا! دول كلهم تحت من بدري. 
سحر بفستانها الاخضر المطعم باللون الملكي الذي أضاف له لمعان خاص أخفض أحمد عينيه أرضا ثم رد عليها بإرتباك 
_ممكن تناديلي أمي الله يكرمك يا حور 
تساءلت بدهشة 
_مرات عمي مشغولة في المطبخ يا أحمد في حاجة ولا أيه 
أجابها بضيق شديد 
_بحاول من ساعتها أتأقلم بالجلبية دي بس حقيقي مش قادر فقررت ألبس بدالة بس للاسف القميص مش مكوي ومبهدل خالص. 
تطلعت لما يحمله بين يدها ثم جذبته منه وهي تشير له بإبتسامة رقيقة 
_بس كده بسيطة هكويه على

طول متقلقش. 
أوقفها حينما قال 
_بس أنا مش عايز أعطلك.. عادي ممكن ألبسه مكسر. 
قالت وهي تدنو من غرفتها 
_تعطلني أيه بس يا أحمد دي كلها دقيقة. 
وتركته وولجت للداخل فمنحها إبتسامة هادئة قبل أن يعود لغرفته ليستعد للهبوط.. 
إنتهت حور من كي القميص فقربته إليها وهي تشم رائحته بفرحة تستحوذ عليها حينما تصنع له شيئا حتى ولو بسيط ضمت القميص لحضنها فإنقلبت معالمها فجأة حينما شعرت بخطئها لمجرد تفكيرها به بتلك الطريقة حتى وإن كانت تعلم بأن زواجه من روجينا أمرا شبه محال ولكنها تحاول إحترام دينها الذي يمنعها من غض بصرها عما هو محرم فجذبت القميص ثم خرجت تبحث عنه بدهشة فكانت تظن بأنه سيقف ينتظر عودتها قضمت اظافرها وهي تردد بتوتر 
_وبعدين بقى هعمل أيه دلوقتي! 
لم يكن أمامها خيار أخر فكان عليها طرق باب غرفته وبالفعل أسرعت تجاه غرفته فما أن طرقت بابها حتى فتح من امامها لأنه لم يكن مغلق من الأساس إرتجف جسدها خجلا حينما وجدته يقف أمام المرآة يصفف شعره بعناية ويرتدي بنطال البذلة السوداء فقط أخفضت حور عينيها أرضا ورددت على استحياء 
_أنا آسفة... آآ.. أنا خبطت الباب بس هو كان مفتوح. 
وعلقت القميص على مقبض الباب ثم تراجعت للخلف وهي تردد بحرج 
_القميص أهو.. هنزل أشوف البنات. 
قال وهو يجذب الجاكت 
_شكرا يا حور معلشي دايما تعبك معايا كده. 
قالت ورأسها مازال أرضا 
_تعبك راحة يا أحمد. عن إذنك. 
وتركته وأسرعت بالهبوط للاسفل فجذب القميص وهو يتفحصه بإعجاب فارتداه وهو يهمس 
_ست بيت بصحيح.. يا بخته بيك صاحب النصيب بجد. 
وإرتدى بذلته سريعا ثم هبط للاسفل لينضم الى الرجال. 
بالخارج.. 
العصا كانت مبارزة قتالية راقصة للرجال بالخارج وخاصة يحيى وبدر تألق كلا منهم بالرقص بالعصا فكاد بدر بالتغلب على يحيى الذي سارع بصد هجماته ليلقي عصاه أرضا وسط صيحات رجولية تجتاز من حوله فرفع بدر العصا بقدميه ثم أطاح بعصا يحيى فحاذ على إعجاب الرجال فأيد كلا منهم الأخر حتى عمر وسليم أضافت مشاركتهم هيبة ووقار للتجمع الغفير فكانت الصفقات والكلمات المخفزة بينهما لا توقف حتى إنتصر سليم على عمر الذي غمز له ثم همس بمكر 
_النهاردة بس عشان أنت النهاردة ابو العريس. 
ضحك الاخير ثم غمز له بخبث 
_مردودلك الاسبوع الجاي يا ابو العريس. 
قال بإعجاب 
_تعجبني وانت فاهمني. 
وعاد كلا منهما للجلوس مجددا فأشار خالد لأحمد قائلا 
_ما تقوم يا ابني تشارك معاهم. 
انحنى عبد الرحمن عليه ثم قال في حماس 
_أقوم أنا معاه ولو قټلته تجوزني بنتك الاسبوع الجاي معاه 
تعالت ضحكات خالد والرجال فقال بصعوبة في الحديث 
_يا ابني انا معرفش انت قاټل نفسك على الجواز كده ليه قولتلك بعد شهرين عشان حماتك تحضر يرضيك البنتين يتجوزا من غير ما تحضر فرحهم! 
لوي فمه باستياء 
_لا ما يرضنيش. 
ثم دفع أحمد پغضب 
_قوم نرقص انت كمان مش هيبقى نكد وخړاب ديار هو. 
لكمه أحمد بشراسة ثم قال 
_لا بقولك أيه إهدى وإختار اللي تلعب معاه بدل ما تطير في الجو يا خفيف. 
إشارة فهد اليهما جعلتهم ينضمون للساحة ليتراقص كلا منهما على المزمار البلدي فحاول كلا منهم الفوز على الاخر ولكن بات الامر مرهقا للغاية فتنحوا للخلف پصدمة وتوتر استحوذ على الجميع حينما نهض الكبير عن مقعده الوثير ليقف بمنتصف الباحة ثم رفع عصاه ليشيرها تجاه آسر الذي ابتسم بفرحة فنهض ليقف مقابله وكأنه نسخة مستنسخة عن أبيه بنفس ذات الكبرياء والثبات القاټل ألقى له أحمد عصاه فإنتشالها ببراعة ثم رفعها تجاه عصى أبيه لتبدأ الملحمة الشرسة بينهما والرجال في حالة من الحماس لمشاركة الكبير لهما فكان نجله يشاركه بدهائه فلم يجد الفوز عليه أمرا هين طالت المبارزة بينهما وعازف المزمار لا يتوقف عن العزف والجميع يترقب من الذي سينتصر كبيرهم أم الشاب الثلاثيني الذي سينوب عن أبيه وسيكن كبيرهما فيما بعد فكان المعروف عن آسر شدة ذكائه لذا إحنى عصاه بوقار أمام أبيه ثم إنحنى ليقبل يديه أمام حشد غفير من كبار أعيان الصعيد وكأنه يبلغهما رسالة صريحة بأن ليس للدهاشنة كبيرا في وجود كبيرها مادام على قيد الحياة مسد فهد على رأس ولده بحنان ثم رفعه ليضمه لصدره وهو يردد. بفرحة وفخر به 
_مبروك يا ولدي ألف مبروك. 
ابتسم آسر وهو يجيبه بإحترام 
_الله يباركلك فيك يا كبيرنا وكبير الصعيد كلها. 
أشار له فهد بالجلوس لجواره على مقعده المخصص وكأنه يعظم من شأنه مثلما فعله هو ببدء
 

تم نسخ الرابط