الدهاشنة بقلم آية محمد رفعت

موقع أيام نيوز


فمفيش داعي للهروب ده.. 
أخفضت عينيها للأسفل حرجا فابتسم وهو يدفعها للخارج قائلا 
_اتغدي وهوصلك مكان ما تحبي.. 
أومأت برأسها اليه فجلست على المقعد المجاور له ووضع الخادم أصناف الطعام على المائدة فجذبت طبقا فارغا وشوكة وبدأت بوضع لقمات بسيطة من الطعام ارتشف أيان من عصير البرتقال من أمامه وهو يسألها دون النظر اليها 
_غريب انك مش مطبعة على عادات الصعيد 
أجابته بابتسامة سحرت عينيه 
_لإني بقضي وقت في القاهرة اكتر ما بقضيه في الصعيد.. 
ومن ثم ادلت شفتيها بتذمر 
_بصراحة انا مبحبش العيشة هناك بحس بالملل ويمكن ده اللي كان مخليني مش متقبلة موضوع جوازي من احمد.. 

توقف عن مصغ طعامه ومن ثم طالعها بنظرة هلعتها وخاصة حينما أخشونت لهجته 
_ما تنطقيش باسمه تاني قدامي اللي بينكم انتهى من اللحظة اللي مضيتي فيها عقد الجواز.. 
لعقت شفتيها بارتباك 
_أنا اسفة مقصدتش بس خني التعبير مش أكتر.. 
ثم جذبت حقيبة يدها وكتبها لتستعيد للرحيل فجذب يدها ليجلسها مرة أخرى وهو يخبرها بنبرة هادئة 
_كملي أكلك... 
نظراتها المرتعشة تجاهه جعلته يمرر يديه على وجهها الناعم ليمنحها ابتسامة نطقت وسامته 
_من طباع الراجل الشرقي انه بيغير على مراته وأنا بالنهاية راجل صعيدي ومن حقي أغير عليكي ولا أيه 
بسمة رقيقة رسمت على وجهها وهي تهز رأسها ثم استكملت طبقها حتى انتهت منه فقالت 
_شبعت الحمد لله هنزل بقى عشان متأخرش.. 
جفف يديه بالمنشفة ثم نهض ليشير للخادم الذي اتى بجاكيته فعاونه بارتدائه ومن ثم جذب مفاتيح سيارته ليشير لها قائلا 
_يلا هوصلك بسكتي.. 
قفز قلبها سعادة فاتبعته للاسفل ومن ثم صعدت لسيارته التي قادها تجاه جامعتها فأوقفها على مسافة من باب الجامعة حملت روجينا الكتب ثم ودعته قائلة 
_باي. 
أمسك معصمها فباتت تلك الحركة مقربة لقلبها تطلعت اليه وعينيها تتساءل ماذا هناك اخرج أيان من جازانه فيزا ثم قدمها اليه قائلا 
_خلي دي معاكي.. 
تطلعت لها باستغراب ثم قالت 
_مش محتاجاها بابا وآسر بيبعتولي فلوس على طول. 
عادت نظراته القاتمة لتحتل عينيه فتناولتها منه على الفور فقال بحزم 
_انتي دلوقتي مسؤولة مني انا مش منهم. 
هزت رأسها عدة مرات ثم منحتها ابتسامة اخيرة قبل أن تهبط وتلوح له بيدها فاستند برأسه على المقعد وتفكيره يقذفه تجاه ذاك الوجه الرقيق الذي ينيره ابتسامة أهلكت قلبه المحتبس خلف صدره القاسې.. 
توقفت السيارات تباعا أمام منزل الكبير فهبط الفريق الطبي الذي تولى نقل مروج والدة عبد الرحمن للداخل ومن ثم هبط يحيى بصحبته وبصحبة ماسة التي تعلقت بذراعيه كالطفل الصغير الحائر هبط طارق هو الاخر ليركض للداخل بفرحة عارمة يبحث عن والدته بسعادة ليتبعه يحيى فما أن ولجوا للداخل حتى هرعت ريم تجاه ابنتها وهي تردد بحنين 
_ماسة بنتي.. 
تعلقت بيديه وهي تقرب جسدها منه پخوف فمرر يديه على خصلات شعرها بحنان 
_متخافيش يا حبيبتي أنا جنبك أهو.. 
ثم قال لها بحزن 
_معلش عشان بقالها فترة مشفتكيش بس. 
اڼهارت دموعها فاستدارت تجاه عمر تشتكي اليه مما حدث فاقترب منها ومن ثم احتضنها وهو يهمس لها 
_شوية وهتبقى كويسة يا ريم.. 
أومأت برأسها بتقبل ثم وقفت جوارها تتأملها بشوق هبطت هنيةللأسفل مستندة على عكازها وما أن رأتهم حتى قالت بفرحة 
_يا مرحب بالغالي ابن الغالي.. 
واحتضنت عبد الرحمن بدموع افاضت لتقص ما تحمله من شوق تجاه ابنها الراحل هبطت رواية هي الأخرى لتستقبلهما بترحاب فما أن رآها يحيى حتى تساءل عن آسر فأخبرته بأنه بالأعلى يستعد للخروج فصعد على الفور ليعلم منه بأنه سيتجه لزيارة منزل تسنيم لطلبها للزواج سعد كثيرا وصمم على الحضور معه رغم عنائه من السفر.. 
ارتجت حوائط المنزل من شدة ڠضب العم فضل فالموعد المحدد لاستقبال ضيوفه قد حان ومازالت ابنته لم تصل بعد وما زاد استيائه وصول كبير الدهاشنة وعائلته صب عباس الهبة النيران ليزيد من ڠضب الأب تجاه ابنته فقال بخبث 
_وهي هتتعلم الادب منين وانت باعتها بلاد غريبة تنام وتاكل وتشرب بعيد عنيك والله اعلم بتعمل ايه من وراك.. 
تعصب عليه العم قائلا 
_اخرس قطع لسانك اني بنتي بمية راجل.. وأكيد عمرها ما هتكسر كلام ابوها ولا تطلعه عيل قدام الناس.. 
وكأنها نصفته حينما دق الجرس ومن ثم ولجت لتقف أمامهما فقالت بارهاق بادي على معالمها 
_ركبت متأخر.. 
ابتسم بثقة إليه ثم قال ومازالت نظراته متعلقة به 
_ولا يهمك يا حببتي يلا غيري خلجاتك وانزلي عشان الناس تحت. 
أومأت برأسها ثم صعدت سريعا للاعلى حتى لا تمنح ذاتها فرصة لقاء ذاك اللعېن صعدت للاعلى لترتدي أول ما التقطته يدها دون اهتماما وكأن جسدها غادره الروح فاتبعت والدتها للأسفل ثم حملت منها الصينينة المملؤة بالعصائر بآلية تامة ومن ثم ولجت للداخل لتضع ما بيدها على الطاولة فتخلل لمسمعها صوت مألوف اليها 
_عروستنا تعبة نفسها ليه ما الحاجات كتيرة قدامنا أهي! 
رفعت عينيها تجاه صاحب الصوت فوجدت فهد من يتحدث ضيقت عينيها پصدمة ازدادت حينما مرت بعينيها على الجميع لتراه يجلس أمامهاذاك الآسر الفاتن الذي سلبها قلبها النقي العذري لا تعلم بتلك اللحظة السيطرة على انفعالاتها فرسمت البسمة تاجا وارتاح بالها أمانا له... لوجوده المرتبط بأمانها المفقود... وجود آسرها!! 
............. يتبع.............. 
الدهاشنة.... بقلمي_ملكة_الإبداع_آية_محمد_رفعت... 
رواياتي كلها موجودة في 
معرض_بغداد_الدولي_للكتاب_2022 في الفترة من 19 مايو حتى 28 مايو في أرض معرض بغداد الدولي في شارع المنصور أمام مول بغداد....
وتشارك أحدث إصدارات إبداع بأفضل الأسعار والخصومات بالمعرض...
للتواصل في بغداد واتساب الرقم 00201004022774
______________
٥١٢ ١١٨ ص زوزو الدهاشنة...صراع_السلطة_والكبرياء.. 
الفصل_التاسع_عشر.. 
إهداء الفصل للقارئة الجميلة إيمان سلطان بتمنى أحداث الفصل تنال إعجابك يا جميلة وشكرا من القلب على دعمك المستمر... 
كسفينة صغيرة خاب شراعها القوي بين أمواج البحر العتية فباتت تائهة بين زورقة المياه المتشابهة وبعد عناء منها أخيرا وجدت شراعها وبوصلة توجه سفينتها الضائعة فإطمئن قلبها أمانا لما سيعاونها على النجاة ذاك الشعور نفسه سيطر على تسنيم حينما التقت حدقتيها بعينيه المحببة لقلبها وعاطفتها فشعرت وكأن من حولها مجرد غبار يتلاشى من حولها لتبقى روحها منفردة بلقاء جمعها بنفسه وروحه وعقله ذاك الآسر سيقودها للجنون حتما فبات عقلها متحير لما يغلفها من أمانا بوجوده هو لا تعلم ما الذي تريده بالتحديد ولكنها ترغب بوجوده لوجوارها بأي طريقة يختارها هو واختار هو الأفضل لها اختارها زوجة له... حبيبة.. سكنة لقلبه وشريكة لروحه التي ستجمعه بها لم يقاوم آسر سحر تلك البسمة المرسومة على شفتيها حتى نظاراتها أهلكته فود لو اقترب منها ليستطيع تأملها بدقة وربما يسترق السمع لما تهمس بها شفتيها تعلقت عينيه بها لثوان استطاع أن يفهم ما تلفظ به شفتيها نعم تنطق بألف والسين والراء تلحق بهما مهلا مهلا تنطق بأسمه هو 
_آسر..... 
تمنى لو رفعت صوتها الهامس عله يؤكد ظنونه بما تلفظه عادت تسنيم لواقعها حينما أشار لها فهد قائلا 
_اقعدي يا بنتي واقفة ليه 
صوته الخشن أعادها لواقعها الذي يبدأ من تلك الغرفة وأمام تلك الطاولة تحركت تسنيم بجسدها للخلف حتى استقر جلوسها على المقعد القريب منه فبذلت ما بوسعها الا تتطلع تجاه ولكن خانتها عينيها وكأنها لا تنتمي اليها كالمسافرة التي حنت للقاء من هاجرته

حتى آذنيها كانت منعازلة عن الجميع تسمع همس أصوات متمتمة ولكنها لا تفهه ما يقولون الا حينما وقف الجميع ليتركوهما بالغرفة بمفردهما أفشت شفتيه عن ابتسامة هادئة اتباعها قوله 
_قوليلي أيه اللي حور مقالتهوش ليكي عني! 
ارتبكت قليلا مما قال فأدعت انشغالها بضبط حجابها ثم قالت بتوتر 
_حور مكنتش بتتكلم عنك كتير.. 
ثم رفعت عينيها تجاهه لتسترسل بصوت رقيق 
_بس الفترة اللي اشتغلتها مع حضرتك تكفي اني اعرفك وأعرف اخلاقك.. 
ازدادت ابتسامة آسر فنهض عن مقعده ثم أختار المقعد المقابل لها مع حفظ مسافة آمنة لا تعرضه للحرج من أهل المنزل 
_سهلتي عليا مهمتي وأعتقد كده مفيش وجه اختلاف بينا.. 
رفعت حاجبها بدهشة 
_مش فاهمه! 
قرص ارنفة انفه بخفة وهو يخبرها بوضوح 
_يعني أنتي تعرفي عني كل خير وأنا اللي اختارتك وده لانك بالنسبالي البنت المناسبة ليا فكده مفيش داعي ناخد وقت نفكر في بعض الفاصل هي فترة الخطوبة عشان تقدري تعاشريني وتعرفي العيوب اللي مقدرتيش تشوفيها كسكرتيرة ولا أيه يا ريس 
ضحكت رغما عنها حينما تعمد ان يذكرها بكنايتها الغامضة فقالت بصعوبة بالحديث 
_كلامك مظبوط يا بشمهندس آسر.. 
مازجها قائلا 
_هو إحنا في مقابلة شغل ياتسنيمشوية وهلاقيكي داخلة عليا بفنجان قهوة محوج!.. 
كتمت ضحكاتها بيدها وكأنها حرمته رؤية جمال وجهها حينما تبتسم فاعتدل بجلسته ثم تنحنح بجدية مصطنعة 
_ها تحبي تعرفي أيه عني دي فرصتك عشان بعد كده مش هجاوبك على أي حاجة هسيبك تكتشفيني بنفسك.. 
خفق قلبها سريعا حينما أضافها لمجلد حياته الاساسي تلميحاته بأنه سيكون هناك علاقة تجمعهما أربكها فركت اصابعها بابتسامة صغيرة وعينيه لا تفارق الارض حينما وجدته يتأملها بنظرات تخللت بداخلها طرقات باب الغرفة جعلتهما يستدورا سويا فما كانت سوى والدتها توزع نظراتها بينهما بسعادة لذاك الرضا والتقبل النابع على وجه ابنتها فماذا تريد أكثر من ذلك ابنتها ستصبح فردا هام من عائلة الدهاشنة المعروفة وضعت الصينية عن يدها ثم خرجت على الفور فانتقلت نظراتهم تجاه الصينية ثم تعالت ضحكاتهما معا فقرب آسر كوب القهوة منه وهو يشير لها بمرح 
_مش قولتلك! 
احمر وجهها من فرط ضحكاتها فتاه آسر بها حتى تناسى تماما ما يحمله بيديه فأنسكب بعضا من القهوة على قميصه نهضت تسنيم لتجذب المناديل الورقية المصفوفة على حافة الطاولة ثم سحبت منها منديل لتقدمه له قائلة 
_اتفضل.. 
أنفض بيديه العالق بقميصه ثم رفع يديه ليتناوله منها وعينيه منشغلة بقميصه المتسخ فقبض بيديه على كفة يدها الصغيرة رغما عنه ارتجفت اصابعها بين يديه فشعر وكأنه يحمل قالب من الجيلي المتحرك فرفع عينيه تلقائيا تجاهها ليجدها تتأمله بنظرات مرتعشة ومن ثم سحبت يدها من يديه پعنف مبالغ به تعجب آسر مما حدث اليها حينما تلامست يديهما معا بدون قصدا منه ولكنه لم يعلق فمن الطبيعي لفتاة لا تجمعها علاقة رسمية بشاب ان تختبر مثل ذاك التوتر والارتباك عادت تسنيم لمقعدها وهي تجاهد بالسيطرة على جسدها المرتعش برسم ابتسامة كاذبة على شفتيها بينما الهى آسر ذاته عمدا بتنظيف قميصه حتى يتركها تجلس باريحية وما أن انتهى حتى وضع المناديل بالسلة القريبة منه وهو يشير لها 
_نضف 
أشارت له بابتسامة هادئة فجلس باستقامة وهو يتابع 
_الحوادث دي معتادة بالنسبالي بس اللي مش معتاد في وقت مهم زي ده تفتكري الحاجة هتخليني اغسل القميص الابيض ولا هتسامحني بإعتبار اني بعيش حدث هام! 
زارتها البسمة مجددا لتنسيها ما اختبرته من شعور قاټل فودت لو ظل يتحدث وهي تستمع اليه لأخر عمرها انتهى ذلك اللقاء القصير حينما ولج أفراد العائلة للداخل ليهيمون بالحديث عن الحقول ومن ثم اختتم الحديث حينما قال فهد 
_أنت طول عمرك وأنت قريب مني يا فضل ومشفناش منك العيبة أول ما ولدي قالي
 

تم نسخ الرابط