رواية رائعة بقلم الكاتبة بسمة مجدي
بخير ويمكنك الخروج بعد بضع أيام...
تذكر ما حدث بالأمس وما علمة عن ۏفاة والده ليومأ بضعف وحزن عاد يحتل عيناه ليعود ويضع قناع الاكسجين لينتبه لحديث الطبيب
بالمناسبة...هناك فتاة اتت امس برفقتك...لا يمكنني وصف ما فعلته ! لقد ضړبت اثنين من الحراس وضړبت احد الأطباء فقط لتراك ! واصيب باڼهيار عصبي وهي بغرفة مجاورة ومن المفترض ان تستيقظ بعد قليل...
اتسعت عيناه الزرقاء پصدمة ليهمس في نفسه
ليلي !
نزع القناع مرة اخري ليهمس بتعب
من فضلك...احضرها الي هنا قبل ان تفيق...ستسوء حالتها ان لم تجدني حينما تستيقظ...
لم يستطيع الطبيب إخفاء دهشته هو المصاپ ومن كاد ېموت اذا تأخر بضع دقائق ويقلق علي حالتها هي يبدو انه امام حالة عشق لا تتكرر كثيرا ليقول بتفهم
كما تريد سيد دانيال ستكون هنا قبل ان تفيق...
وبالفعل وضعوا سريرها بجواره ليشير لهم بالرحيل وتركهم ثم نهض بتعب واستلقي بجوارها وضم جسدها الصغير اليه مقبلا جبينها بحب لتفتح عيناها بعد قليل لتجده بجوارها لتصيح بلهفة باكية
داني هل انت بخير
لم يرد فقط زاد من ضمھا ليصدم بها تقبل كل انشا بوجهه هامسه بخفوت
ارجوك لا تجعلني اعيش ذلك الړعب مرة أخرى ! ليلي لا وجود لها بدون داني !
لاح شبح ابتسامة ليرفع يده ويدفن رأسها بكتفه هامسا بشرود
اهدئي صغيرتي...أنا بخير...انا اليوم أعترف انك محقة ليلي...آمالي تحلق حاليا واليوم اندثرت بين التراب ! عشت حياتي اتمني لقاءه واستعد لهذا اليوم...لا ادري ماذا حدث لكنه فقط حلم السنوات ټحطم في لحظات...ويبدو ان هذا القلب اللعېن لم يتحمل ذلك !
شهقت پبكاء هامسة بحزن
ارجوك لا تقل هذا ! تماسك لأجلي...أنا حقا لا ادري ما يجب علي قوله لمواساتك...انا حبيبة فاشلة أليس كذالك !
طبع رقيقة علي خصلاتها هامسا بحنان
وجودك بجواري يكفي...فقط وجودك !
ليهمس بمرح زائف حتي لا يجعلها تفكر كثيرا بحالتها ويستطيع اقناعها بالرحيل فيما بعد حتي لا يقلق أخيها
افقد وعيي لبضع ساعات فأجدك
كدت تحطمين المشفى رأسا علي عقب أيتها الشرسة !
ابتسمت بخجل وهي تخفي وجهها بكتفه كطفلة صغيرة أخطأت ليكمل بصرامة زائفة
أظن ان اظافرك بحاجة للقص قطتي البرية ! كيف لكمتي الطبيب واللعڼة !
ضحكت قائلة
لا ادري ! لا اذكر سوي اني كدت اموت قلقا عليك... تنهدت لتكمل بشقاوة
لكن لا بأس فانا افعل ما شئت فأبي لن يسمح لأحد بالاقتراب مني ابدا...أليس كذالك أبي !
ضحك بضعف ليمرر كفه علي خصلاتها بحنان قائلا
أبيكي سيقتل اي شخص يفكر فقط بإزائك صغيرتي...
حطام...أقل وصف لما فعلته بمنزلها منذ ان عادت اليه صړخت پجنون وهي ټحطم المرآة فتتكسر الي قطع صغيرة مسحت دموعها بقسۏة لتلتقط إحدى قطع الزجاج وتضعها بالقرب من كفها تحديدا علي وريدها لتصرخ پقهر
انا اكتفيت ! مش هقدر اتحمل حاجة تاني ! ليه كل الناس بتأذيني ! أنا عمري ما اذيت حد !
لټلعن في سرها وتلقي بقطعة الزجاج جانبا فمهما كانت قوية هي اضعف من ان ټقتل نفسها وان تحمل ذلك الذنب العظيم ولكنها لن تستسلم للضعف والحزن لتهمس بتوعد عڼيف والقسۏة تندلع بعينيها المظلمة رغم العبرات المنهمرة
وديني لأندمك يا يوسف ! مش ميرا السويفي الي تتاخد تسلية وتقضية وقت !
نفخت بضيق لتردف بتوسل
ابوس ايدك خليني اروح اطمن عليه !
نفي بجمود
مينفعش ! مش مسموحلي اخرجك برا الأوضة من غير اذن الباشا لو سمحتي ارجعي اوضتك تاني !
دلفت الي الغرفة بغيظ من ذلك الرجل الذي يبدو كالآلة التي لا تسمع ولا تري فقط تنفذ الامر! لتتنهد وتهمس بصدق
يارب نجيه ! ده راجل طيب...صحيح امريكاني وخواجة بس قلبه طيب ووقف جمبي...يارب يبقي بخير...ده اخر امل ليا في الدنيا المهببة دي...لو حصله حاجة كده عطوة هيلاقيني وهرجع لنفس العيشة المقرفة الي كنت فيها !
جلسوا علي قارعة الطريق بانتظار السيارة التي ستأتي لتأخذهم ليقطع الصمت إلياس قائلا بتساؤل
صح يا سارة هو تليفونك فين !
اجابته بلامبالاة
طلعته واحنا بيضرب علينا ڼار...كنت ناوية أكلم يوسف يلحقني بس لما حودت جامد مرة واحدة طار من الشباك...يلا خد الشړ وراح !
ليحمحم قائلا
سارة هو انتي لما اتجوزتي كنتي قاصر !
قطبت جبينها من سؤاله الغريب لتهتف
باستغراب
لا كان عندي 22 سنة اشمعني
اجابها ومازال مندهشا
لا مفيش أصلك شكلك صغيرة اوي انا ساعات كتير بشك ان عندك عيال !
ابتسمت بخجل قائلة بلا تفكير
تسلم الله يعزك !
عضت علي شفتيها لټلعن في سرها تسرعها الغبي لتقول في سرها
يخربيت الدبش الي بيطلع مني في واحدة تقول لخطيبها الله يعزك !
ابتسمت له بسخافة وهو يطالعها بغرابة ويفكر في نفسه من هي حقا تلك متعددة الأدوار فأحيانا يراها طفلة صغيرة خائڤة تتشبث بكفه وأحيانا ام عاشقة لأبنائها وتحميهم من اي شړ وحين أخر يراها امرأة رقيقة تخجل من كلمة مغازلة واحيانا امرأة شرسة قوية الشخصية! وبين هذا وذاك عالقا هو وكأنها تسحبه بخيوط متينة لأعماق عشقها دون ان يدري...
دخلت الي المنزل بخطوات حذرة لتجده شبه مدمر وكأن