رواية رائعة بقلم الكاتبة بسمة مجدي

موقع أيام نيوز


لتشبعها ضوء ليتململ ذلك النائم بانزعاج ويفتح جفونه ببطء ليجد الغرفة فارغة قطب جبينه لينهض متجولا بالمنزل وارشدته صوت الضحكات القادمة من المطبخ دلف ليجد زوجته سارة تتنقل في انحاء المطبخ كالفراشة بمنامتها القصيرة وترفع خصلاتها للأعلى لټخطف أنفاسه بطلتها تلك وينتبه لضحكات الصغار فهي تعد الافطار وتطعهم اثناء الطهو حتي صغيرته المدللة تقي تعلقت بها بتلك السرعة! ليهتف بمرح 
كل حلفاؤك خانوك يا الياس حتي انتي يا تقي!
هرعت الصغيرة اليه لتتعلق بساقيه ليرفعها مقبلا وجنتيها وهو يتسأل 
هي امي فين صحيح 

اجابته وهي ترص الاطباق علي الطاولة 
ماما سافرت البلد النهاردة الصبح...انا قولتلها مفيش داعي بس فضلت مصرة وقالتلي انها هتكلمك اول ما توصل...
نفخ بضيق فهو يعلم تمام العلم رأس والدته اليابس وانها فعلت ذلك حتي يتسنى لهم فرصة للاعتياد علي بعضهم البعض ليجلسوا جميعا ليتناولوا الافطار وكعادته إلياس يضع صغيرته علي ركبتيه ويطعمها بيده الامر الذي أثار غيرة وحزن يزن الذي نظر ارضا بحزن فوالده تخلي عنه ولم يحمله يوما ويطعمه كما تمني لفت انظار الياس حزن الصغير وخجله من ان يطلب منه ان يطعمه ليلتفت قائلا لتقي 
روح بابي ينفع تخلي ماما سارة تأكلك !
صفقت الصغيرة بسعادة فقد تعلقت بسارة كثيرا في تلك المدة القصيرة لتحملها وتطعمها بحب وتقبل وجنتيها من حبن لآخر وعلي حين غرة حمل الياس يزن ليضعه علي ركبتيه قائلا بابتسامة 
ايه يا بطل مبتاكلش ليه 
تلك الحركة البسيطة وكلماته المعدودة ادخلت السرور الي قلب الصغير ليهتف بابتسامة مشرقة 
انا باكل اهو !
ابتسم له بحنان وهو يطعمه غافلا عن اعين سارة التي تطالعه بأعين دامعة بامتنان فأطفالها حقا بحاجة لأب رغم اهتمامها بهم لتحمدلله سرا علي شخصية مثله...
ولج الي المنزل بمقعد والده المتحرك ليطلب من ليلي مناداتها لتومأ له وتنادي بابتسامة ومازالت دموعها عالقة بجفونها من فرط سعادتها 
زهرة...زهرة !
هرعت اليهم وقلبها يرفرف من السعادة فهي اصبحت تعد الأيام فقط لتري ابتسامته المهلكة او عيناه التي تري البحر من خلالها لتخرج قائلة بإنجليزيتها الركيكة الضعيفة 
مرحبا...كيف...حالك سيد دانيال !
فهي منذ عادت الي المدرسة لا تهتم سوي لدراسة اللغة الانجليزية لتستطيع التواصل معه بلا حاجة لوجود خطيبته البغيضة كما تسميها لتقطب جبينها فمن ذلك الرجل المقعد لتشرح لها ليلي بابتسامة سعيدة 
زهرة...ده انكل ابراهيم والد دانيال...احنا فكرنا نجيبه يعيش معاكي هنا بما انك عايشة لوحدك!
ابتسمت فهذه فرصتها ان تهتم بوالده لعلها تلتف انتباهه اليها لتقول بابتسامة 
دانا هشيله في عنيا يا خبر...
ادخله غرفته برفقة ليلي ليهتف أبيه بارتعاش 
آدم...اوعي...تمشي تاني !
جلس كلاهما علي ركبتيهما أمامه لتبدا ليلي في الترجمة قائلة لأبيه برقتها المعهودة 
متقلقش يا انكل...داني...قصدي آدم بيدور عليك بقاله كتير وهو عمره ما هيسيبك تاني! 
ربت علي خصلاتها بحنان ثم انتقل لخصلات داني مربتا عليه بحنو لا يصدق ان طفله عاد اليه وانه صار رجلا مفتول العضلات لم يكن يصدق لولا عيناه الزرقاء الذي كان يتعجب منها الكثيرون قديما حين عاد به الي موطنه ليقبل كلاهما كفه بحب غافلين عن تلك الأعين المشټعلة التي تراقبهم وما كانت سوي زهرة تنفست پغضب لتراقب خروجهم وتوديع داني لخطيبته لتتغير ملامحها حين علمت انه ينوي المبيت بمنزلها لأجل والده ها قد اتت فرصتها علي طبق من فضة فأقسمت الا تضيعها!
جلس في ظلام دامس حتي اصبح لا يميز من اين يأتي الظلام من داخله المحطمة ام من حوله! فتح الدفتر القديم ليتطلع علي صور اولاده الثلاث باشتياق وعبراته الحبيسة تأبي الخروج ليرتكز علي صورة سارة ليميل ويقبل صورتها هامسا بصوت مخټنق 
الف مبروك يا حبيبتي...سامحيني حاولت اجي الفرح بس مقدرتش... خفت تزعلي من وجودي وابوظ فرحتك !
لتهبط عبراته الساخنة تشق طريقها علي وجنتيه حين تطلع علي صورة يوسف متذكرا اخر مكالمة له منذ شهرين...
Flash back. 
هدر به بعصبية ما ان اجاب علي اتصاله 
انت ازاي تعمل كده في ليلي ! يعني ايه كنتوا هتجوزوها لواحد عنده 50 سنة ! حتي لو امي اقترحت ده ازاي انت توافق ترمي بنتك في الڼار بالطريقة دي !!
اجابه بتلعثم وألم يحتل قلبه 
هي فعلا فريدة كانت عايزة كده بس انا كنت هشوف حل...وكت لقيت شاب كويس عندي في الشركة وكنت هخليها تتجوزه! 
هدر به پغضب 
انت بتقول ايه بابا ليلي كان عندها 18 سنة انت مستوعب ! للدرجادي اخواتي كانوا حمل تقيل عليكم 
هتف بسؤاله الأخير پألم ليجيب الاخير بخفوت حزين 
انا بس كنت عايز انقذها من فريدة...وعشان كده وافقت علي زميلها في الكلية...انا غلطت لما جبتهم يعيشوا مع فريدة...وحاولت اصلح غلطتي...
رد عليه باستهزاء مټألم 
تصلحها بانك ترميهم في اي جوازة والسلام وايه النتيجة سارة اتجوزت واحد كان مطلع البلا الازرق علي چتتها ! وليلي...راحت عاشت في بلاد غريبة لوحدها وكانت اهون من انها تعيش في وسطنا انت متخيل يا بابا !!!
صمت من شعوره بوخزات مؤلمة بقلبه ليسترسل بشرود 
اتجوزت علي امي ولجئتلها بعد ما مراتك التانية
 

تم نسخ الرابط