روايه جديده بقلم الكاتبة اسراء

موقع أيام نيوز

أقترب من جاسر متسائلا 

  قولى يا جاسر أنت شايف أيه !

صاح جاسر پغضب و بدأ بتحريك يديه بهيسريا

  أنا مش شايف أي حاجه الدن الدنيا ضلمه خالص أيه اللى حصل و أنا مش شايف حاجه ليه !

شهقت صفاء بقوه و وضعت كفها على فمها بينما فغرت نور فمها فى ذهول تام و كادت عيناها أن تخرج من مقلتيهما و ظلت تتراجع للخلف و هى تحرك رأسها ب أستنكار و أزدادت سرعة دقات قلبها بينما حاول الطبيب و الممرضين السيطره على حالة الهيجان التى أصابت جاسر قائلا 

  أهدي يا جاسر ماينفعش كده 

  أهدي أيه بقولك مش شايف مش شايف أبعدوا عنى أبعدوا 

حاول الممرضين تثبيت جاسر و بدأ الطبيب في ملئ أبره مهدئه و ألتفت للخلف هاتفا 

  أطلعوا بره لو سمحتوا 

و ألتف ناحية جاسر مره أخرى ليعطيه المهدئ بينما خرج أدهم و صفاء و نور من الغرفه لأنتظار الطبيب بالخارج و الحزن و الخۏف و القلق يكاد يقتلهم بينما أنفجرت صفاء فى البكاء و النحيب 

بعد لحظات خرج الطبيب ف أتجه أدهم ناحيته متسائلا بقلق 

  هو في أيه يا دكتور و أيه اللي بيقوله جاسر ده !

هز الطبيب رأسه ب آسي قائلا 

  ده اللى أنا كنت خاېف منه للأسف الخبطه كانت جامده على راسه ف أدت إنه فقد البصر 

بمجرد أن سمعت صفاء هذا حتى لطمت بقوه على وجهها بينما شهفت نور و العبرات تملأ وجهها 

تحدث أدهم ب خوف و حزن شديد قائلا 

  طيب طيب يا دكتور هو ممكن يعمل عمليه و يفتح تانى !

رفع الطبيب كفه ليضعه على كتف أدهم قائلا ب هدوء 

  ممكن بس أكيد مش دلوقت عن أذنك 

 

منذ ما صار لجاسر و الحزن خيم عليهم تماما

ظل جاسر حبيس غرفته بعد أن خرج من غرفته يأبى التحدث إلى أحد فقط يجلس بغرفته بالقصر

جلس كعادته ب الشرفه و أسند رأسه للخلف و أغمض عينيه رغم إنه يعلم أنه لا يوجد فارق أذا أغلقها أم لا كان شاردا يفكر بما حدث كيف له أن يتخيل أن والده و أخته قد توفيا و الإنسانه التى كان سيتزوجها تكون أخته كيف لعقله أن يتحمل كل هذه الحقائق 

أخرجه من شروده صوت طرقات على باب الغرفه و لكنه لم يهتم حتى سمع صوت الباب يفتح و بعدها شعر ب يد رقيقه توضع على كتفه حتى جاءه صوتها الرقيق المبتسم تقول 

  ينفع كده أخويا حبيبي يفضل حابس نفسه فى أوضته و سايبنى أجهز لحفلة خطوبتى لوحدي !

لوى فمه في سخريه معلقا ب 

  قال يعنى لو نزلت هفيدكوا بحاجه بالعكس أنا هعطلكوا لأنى هحتاج حد ياخد باله منى !

شعرت نور بالحزن فجلست على المقعد المجاور و وضعت كفها على يده قائله حزن 

  جاسر أنا عارفه إن اللى حصل كان صعب أوي كل اللى مرينا بيه يقتلنا مش يزعلنا و بس قولي يا جاسر هو باب عاصم بيه كان أزاي طريقته كان بيتعامل معاكوا أزاي أنت و نهله يعنى 

سقطت عبره على وجنة جاسر قائلا بسخريه 

  أنا بحسدك لأنك اتربيتى بعيد عنه عمره ما عمل حاجه تسعدنا كل كلامه بالصړاخ و الضړب

عقدت نور حاجبيها معلقه بقلق 

  ض ضړب !

  اه ضړب كان بيضربنى و بيضرب أدهم و نهله كمان لم يضايق مننا أسرع حل عنده مد الأيد كلنا كنا بنتجنبه على طول أنا و أدهم سهر بره 

  و نهله !

زاد أنسياب العبرات على وجنتي جاسر متابعا ب حزن 

  نه نهله كان كانت سكرة البيت الدلوعه بتاعتنا كانت بتعرف تتعامل معاه كويس و تكسبه لكلمتين و تخرج من وراه برضو و للأسف نهايتها كانت على أيده زي ما قولتولى اااه يا نهله اااه ربنا يرحمك يا حبيبتى 

أحتضنته نور بقوه و هى تبكى حتى شعر هو بعبراتها الساخنه تبلل عنقه فرفع يده ب تردد ثم أنزلها مره أخرى و لكنه شعر ب تشبثها به بقوه فرفع كفه و مسح على ظهرها و شعرها و قبل رأسها قائلا 

  ماتعيطيش يا نور خلاص 

أبتعدت نور عنه و مسحت عبراتها بكفيها قائله ب حزن 

  ربنا يرحمها كان نفسي أقعد معاها و أشوفها و نعيش سوا بس 

ثم تابعت بمراره

 

                                      

 

 

  بس الله يرحمها و برضو ربنا ماحرمنيش إنى أشوفها شوفتها مره بالساحل يوم م ماعرفت إنها خطيبة أدهم 

لم يتكلم جاسر فقط ترك عبراته هى من تعبر عن حزنه أدركت نور مدي الحزن الذى سيطر على الأجواء ف أرادت أن تلطفه فتحدثت مازحه

  شوف الحظ يا اخى من حوالى شهرين كنا هنتجوز هههههه و أحنا أخوات أتخيل أنت كده إن مراتك هي أختك ههههههه 

ضحك جاسر بحزن على مزاحها و وقف معلقا ب

  ما هو ده عقابى أنا من وسط بنات العالم كله مالقتش غير أختى اللى أحبها أوى كده هههههههه 

وقفت نور و أحتضنته قائله ب ضحك و صوتا مرتفع إلى حدا ما 

  بس أنا بحبك و بحبك أوى كمان أكتر من الواد أدهم اللى تحت ده ههههههه 

  الله الله أهو عرفتك على حقيقتك قبل ما نعمل خطوبه ههههه

قالها أدهم و هو يتجه ناحيتهم 

نظرت إليه نور ب خوف معلقه ب مزاح 

  يخربيتك أنت بتيجي على السيره هههههههه

أقترب أدهم و وقف قائلا بضحك 

  لا ياختى و حياتك أنت اللى صوتك عالى مش قولتلك الف مره صوتك يوطى !

أدعت نور الحزن و وجهت حديثها إلى جاسر و هى لازالت تحضنه قائله 

  يرضيك كده يا جاسر أختك بتتشتم و أنت واقف !

ضحك جاسر و حاول الألتفات ناحية الصوت معلقا ب 

  مالكش دعوه باختى يا أستاذ أنت بدل ما أضربك زي زمان و لا ناسي هههههههه 

رفع أدهم ذراعيه و أمسك ذراعى نور ليبعدهم عن عنق جاسر قائلا 

  لأ أنتوا هتتفقوا عليا و لا أيه تعالى أنت كده و أنت ياعم ماتحضنش خطيبتى لأنى بغير عليها ماشي 

ضحكت نور معلقه ب 

  أنت مش بتغير أنت بتستعبط بتغير عليا من أولها و من أخويا كمان 

ضړب أدهم كفا ب كف قائلا و هو يدعى الحزن

  عاجبك كده يا سي جاسر أختك لسانها طول عليا أوي ماتزعلش بقي لم أمد أيدي !

و لم ينتظر ردا و أمسك خصلات شعرها و لكن دون أن يؤلمها قائلا بضحك 

  لسانك مايطولش عليا يا هانم فاهمه هههههههه

ضحكت نور و هى تبعد يده عن شعرها معلقه بمزاح 

  و أنت أيدك ما تطولش شايف يا جاسر بيشدلى شعرى 

تحسس جاسر الجدار و توجه إلى الداخل و هو يستند عليه قائلا 

  أنتوا الأتنين هبل و أنا غلطان إنى

تم نسخ الرابط